أكد موقع "داماس بوست السورى الالكترونى اليوم انشقاق العميد مناف طلاس وفراره إلى تركيا، مشيرا إلى أن ذلك يشكل ما يمكن تسميته "الانشقاق الأرفع" منذ بدء الأحداث في سوريا، ولا سيما لقرب الرجل من الدائرة الضيقة للنظام، قبل أن يبعد عنها في الشهور الأخيرة.
وكانت قد بدأت تلميحات منذ مساء أمس الأول عن انشقاق كبير تولت وسائل إعلام تركية إطلاقها قبل أن تستقر صباح أمس على أسم العميد في الحرس الجمهوري، مناف طلاس.
ونقل "داماس بوست" عن مصدر اعلامي تأكيده فرار طلاس إلى تركيا، وقال إن العميد طلاس كان مراقبا من الاستخبارات السورية، ولو شاءت احتجازه لفعلت.
وأضاف، أن طلاس فر بعد تأكده من أن الاستخبارات السورية تمتلك معلومات كاملة عن اتصالاته الخارجية وإشرافه على عمليات إرهابية داخل سوريا، مؤكدة أن فراره لا يؤثر في شيء.
وفي السياق، ذكرت شبكة دمشق الإخبارية أن عناصر من الجيش السوري يفرغون بيت العميد طلاس من محتوياته ويسحبون السيارات والأسلحة وبقية المؤن والعتاد.
وكانت مصادر في المعارضة السورية، قد قالت إن لديها معلومات عن أن طلاس في تركيا لكنها لا تعده منشقا حتى يصدر بيان بذلك،غير أن مصدرا آخر من المعارضة، قال إنه من المتوقع أن يصدر طلاس رسالة عبر الفيديو قريبا يعلن فيها أنه سينضم إلى المعارضة، مشيرا إلى أن طلاس يعد للتوجه إلى باريس، حيث تقيم شقيقته.
وكان طلاس صديقا مقربا للرئيس السورى بشار الاسد ويقود اللواء 105 في قوات الحرس الجمهوري، وهو من أفضل الوحدات عتادا في الجيش السورى، وفي بداية الأزمة، كلفه الأسد بالتواصل مع بعض المعارضين حيث التقى ميشيل كيلو وفايز سارة وسواهما عند سميرة المسالمة، الرئيسة السابقة لتحرير جريدة تشرين الحكومية السورية، ومع كل ملاحظاته النقدية، وابتعاده القسري أو الطوعي عن دائرة القرار، لم يظهر سوى الوفاء لبشار الأسد، قبل أن يعلن فراره.
ومناف هو ابن وزير الدفاع السابق مصطفى طلاس الذي كانت تجمعه أيضا صداقة قوية بالرئيس السورى الراحل حافظ الأسد، وبقي إلى جانبه ولم يتخل عنه في أيام الشدة والحروب الداخلية والخارجية، ولأنه كانت له مكانته، حظي أبناؤه بمكانة خاصة، وأسس مثلا أبنه الأكبر فراس طلاس مجموعة ماس وعمره 21 سنة، وتضمنت مجموعة مصانع وشركات غذائية وغيرها.
ويربط عديدون بين فرار طلاس ومواقف شقيقه فراس الذي كتب يوم الاثنين الماضي على صفحته على الفيسبوك أن سوريا "تنجو بالوصول إلى جمعية وطنية تأسيسية منتخبة بإشراف دولي وفق آلية محددة".