توقع خبراء مجتمعون في دوفيل (شمال غرب فرنسا) أن يشهد الغاز الطبيعي "عصرا ذهبيا" على المستوى العالمي، مدفوعا بالكثير من نقاط القوة وانطلاق عمليات استخراج الغاز الحجري، لكن أوروبا قد تبقى خارج هذا العصر. وفي الوقت الذي يكون فيه الطلب على الطاقة مقبلا على الانفجار في العقود المقبلة، فإن "الذهب الأزرق" يستفيد من درجة تصنيف "إيه إيه إيه"، كما ذكر فيليب بوكلي، المدير العام لشركة "جي آر تي غاز" التي تدير الشبكة الفرنسية لنقل الغاز الطبيعي.
وأوضح بوكلي خلال"منتدى إينر برس"، وهو مؤتمر حول الطاقة ينظم هذا الأسبوع في المنتجع الفرنسي في منطقة النورماندي، أن الغاز الطبيعي هو في الوقت نفسه بالفعل "متوفر بكثرة ومقبول وسهل المنال".
وبالفعل، فإن الاحتياطات المحددة في العالم تكفل أكثر من 200 عام من الاستهلاك على مستوى الكرة الأرضية، وفق الوتيرة الحالية. كما أن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الضعيفة الناجمة عن الغاز تجعل منه طاقة بيئية مفضلة على الفحم والنفط. وأخيرا، فإن سعره مغر مقارنة بمصادر طاقة أخرى ولو أنه يتقلب بقوة بحسب المناطق.
وبفضل هذه العوامل، ينمو الطلب على الغاز بشكل كبير في كل مكان، مع استثناء كبير هو أوروبا، كما قالت آن-صوفي، كوربو المتخصصة في شؤون الغاز، في وكالة الطاقة الدولية التي تتوقع زيادة الطلب العالمي على الغاز 17% في غضون خمسة أعوام.
وقالت كوربو: "عندما ننظر إلى الوضع العام، يمكننا القول إن العالم يتجه نحو عصر ذهبي للغاز. لكن ليس في أوروبا على الأرجح". والعام الماضي، كان هذا التفاوت فاضحا؛ فقد قفز استهلاك الغاز بنسبة تقارب 2% في العالم، مع بقاء منطقة واحدة تسير عكس التيار تمامًا وهي القارة العجوز التي شهدت خلافا لذلك تدهورا كبيرا في هذا الاستهلاك (-11% في الاتحاد الأوروبي).
وهذا التدهور مرتبط بالمناخ الحار الذي ساد في2011 وبتأثيرات الأزمة الأوروبية في الوقت نفسه، ولكن خصوصا بمعادلة أصبحت أكثر صعوبة في مجال توليد الكهرباء.