ربما يكون الإبداع هو العنصر المشترك بين الأعمال الفنية التي لخصت ثورة 25 يناير، وتحدثت عن تطورها منذ ال18 يوم الأولى، حتى وصول أحد رموز النظام السابق لمرحلة الإعادة في انتخابات الرئاسة، ومع اختلاف وتفاوت تلك الأعمال من حيث سطحية أو عمق مضمونها ورسائلها، ووسيلة وصولها لجمهورها المستهدف سواء في منطقة عشوائية أو في منطقة سكنية راقية أو في الشوارع وعلى الجدران، ستجتمع كل هذه الأعمال لتكتب في تاريخ الذاكرة الوطنية "يحكى أن ثورة قامت". "فلان الفلاني اللي كان يومها جنبي ساعة لما بدأوا في ضرب الرصاص، فلان الفلاني إلي ما اعرفش اسمه فدايما بقول يا ابن عمي وخلاص"، مطلع قصيدة الشاعر الشاب، مصطفى إبراهيم وألحان محمد عنتر، وغناء باسم وديع، وتصوير عبد السلام موسى، أغنية لاقت شهرة واسعة بعد تصويرها وعرضها في شاشات التلفزيون وعلى مواقع الفيديو في الإنترنت.
تتابع الأغنية الحديث عن رفقاء الميدان ووحدة وتلاحم الشعب المصري وقت الثورة، "فلان الي سابلي بقيت سندوتشه، ليلة لما شافني بغنّي وجعان، فلان الي مش فاكرَ غير شكل وشه، فلان الي عداكي جوه الميدان، فلان الي فتشني بالإبتسامة، فلان اللي قال هو فعلا حيمشي، فلان اللي قالي طريق السلامة، ساعة لما قولنا زهقنا وحنمشي".
فقرة أخرى من القصيدة تحكي عن مشاهد من قلب ميادين التحرير، "فلان اللي نازل عشان القضية، فلان الي نازل عشان الرغيف، فلان الي مطلعش جوه البرامج، وكان بس صوته في قلب الهتاف، فلان الي روح أكل واستحمى، فلان الي ضايع في وسط الآلاف".
وعن الشهيد ودماءه الذكية، اختتمت القصيدة "فلان اللي مات يومها تلزمله ديه، من ابن الفلاني اللي كل لحمه حاف، فلان الفلاني اللي معرفش اسمه، فدايما بقول يا بن عمي وخلاص".
وإلى جانب هذه القصيدة - التي شارك في تصويرها الفنان وليد طاهر، وعدد من الفنانين الشباب الذين رسموا عددا من وجوه الشهداء "بورتريهات"، باعتبارهم كانوا في يوم من الأيام "فلان الفلاني" - انتشرت في الآونة الأخيرة على مواقع التفاعل الاجتماعي والفيديو، أغنية شعبية على نفس طريقة وألحان تيمة الغناء الشعبي الشهير، بعنوان "الثورة الغالية تعبت مني يا غالية".
وتقول الأغنية "المجلس لابس برنيطة، ومعلق على كتفه شريطة، وحسني بياكل شوكولاته وبشرب مانجة في شفاطة"، ثم تحكي الأغنية "كنا زمان أنا وإنت في ثورة كان الوقت يمر ثواني، اتفرقنا وضاعت منا، ليه نسَونا أحلى أماني"، وفي مقطع آخر من الأغنية "فاكر زمان كنت في ثورة، قاعد في وسط شباب حلوين، اللي بيهتف واللى ينضف، واللي يعالج في المصابين".
تصوير الأغنية الشعبية اعتمد على مقاطع مصورة للشخصيات والأماكن التي جاء ذكرها في الكلمات.
أما الجرافتي، فهو الفن الذي ارتبط بالثورة منذ قيامها، حيث رسم الشباب والفنانين صور الشهداء والمعتقلين السياسيين، ووجوه النظام البائد، وشعارات وهتافات الثورة ومطالبها، وفي بعض رسوم الجرافتي تذكير بكل محطات الثورة في أقل عدد ممكن من الكلمات والخطوط، منها "في ناس ماتت علشان إنت تعيش، وناس اتسجنت علشان إنت تعيش حر، وناس اتعمت علشان إنت تشوف، وناس اتسحلت علشان إنت ترفع راسك فوق، وناس اتعرت علشان انت تعيش مستور".