أعلن نظام الرئيس السورى، بشار الأسد، رفضه لأى تمثيل للجامعة العربية فى خطة الموفد الدولى الخاص، كوفى أنان، متهما إياها بالانحياز، فيما نفذ جيشه أمس قصفا شرسا على عدة مناطق فى محافظة إدلب شمال غربى البلاد، ما أسقط 17 شهيدا. ففى تصريحات نشرتها «تشرين» الحكومية أمس، قال المندوب السورى لدى الجامعة، يوسف الأحمد: «نرفض أن يكون للجامعة، فى ظل سياساتها المنحازة والسلبية، أى دور أو تمثيل فى الخطة الأممية، التى يقودها مبعوث الأممالمتحدة».
الأحمد اعتبر أن الجامعة «باتت رهينة الموقف السياسى المنحاز وغير البناء لدول خليجية معروفة بعينها، وبالتالى لا يمكن أن تصبح طرفا نزيها يسهم فى الجهد الدولى الذى تمثله اليوم خطة أنان». ومن النيران الدبلوماسية إلى التطورات الميدانية، حيث دارت اشتباكات عنيفة أمس بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب المقاتلة المعارضة فى قرية الرامى بجبل الزاوية فى إدلب قرب الحدود مع تركيا.
وقصفت دبابات وراجمات ومدفعية العديد من مدن وبلدات المحافظة، منها معرة النعمان وأريحا والرامة وجدار تبنس ودرباسين وكفرومة وكفرنبل ومعارشورين وحاس وجبل الزاوية، ما أودى بحياة 17 شخصا، وفقا لنشطاء معارضين. وذلك غداة استشهاد 46 شخصا، بينهم 19 مدنيا و19 جنديا و8 منشقين، بحسب المرصد السورى لحقوق الإنسان.
ومن إدلب، قال الناشط أحمد القدور، فى اتصال مع «الشروق»: إن «الجيش السورى الحر (الذى يضم منشقين عن جيش النظام) كبد الجيش النظامى خسائر فادحة فى العتاد، لا سيما الدبابات، ردا على مجزرة الحولة»، التى راح ضحيتها قبل نحو أسبوعين ما لا يقل عن 108 مدنيين، بينهم أكثر من أربعين طفلا. وختم القدور بأن «جيش الأسد يحاول الانتقام لخسائره».
ويتهم النشطاء قوات النظام بقتل أكثر من 15600 ألف مدنى منذ اندلاع الاحتجاجات الشعبية المطالبة بإسقاط النظام فى مارس 2011، بينهم أكثر من 2200 شهيد منذ إعلان وقف إطلاق النار فى الثانى عشر من أبريل الماضى، وفقا لموقع «شهداء سوريا»، المتخصص فى إحصاء عدد الضحايا. وهو ما تنفيه السلطات، مرددة أن قواتها لا تقمع الاحتجاجات، بل تلاحق عصابات إرهابية مسلحة تطلق الرصاص على المحتجين وعلى عناصر الجيش والأمن، ما أودى بحياة الآلاف من هذه العناصر، على حد قولها.