حذر رئيس مجلس الأمن الدولي، السفير لي باونج، ممثل الصين الدائم لدى الأممالمتحدة، اليوم الاثنين، الأطراف الخارجية والداخلية في سوريا، من تقويض مهمة مبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية الخاص كوفي عنان. وقال السفير الصيني، الذي تتولى بلاده رئاسة مجلس الأمن في يونيو الجاري: "إن جميع الأطراف عليها أن تتعاون مع السيد كوفي عنان، وأن تعمل على إنجاز مهمته من أجل المحافظة على السلام والاستقرار في سوريا ومنطقة الشرق الأوسط."
وأضاف في المؤتمر الصحفي الذي عقده اليوم، بمناسبة تولي بلاده رئاسة أعمال مجلس الأمن للشهر الجاري: "إن سوريا ستبقى أحد أهم الموضوعات المطروحة على طاولة مجلس الأمن خلال الشهر الجاري"، مشيرًا إلى أن موقف الصين من الأزمة الحالية يتلخص في ضرورة احترام وحدة وسيادة سوريا، وأن مصير مستقبل سوريا ينبغي أن يبقى في أيدي الشعب السوري.
وقال باونج: "لقد أدانت الصين بقوة ماحدث في بلدة الحولة، فقد كان أمرًا فظيعًا، ولابد من تقديم مرتكبيه إلى العدالة، خاصة وأن سوريا في لحظة شديدة الحساسية حاليا، كما أن العملية السياسية باتت في مفترق طرق". وحث رئيس مجلس الأمن جميع الأطراف في سوريا، ولا سيما الجماعات المسلحة على التعاون الكامل مع أنان، وقال: "إن جميع الأطراف عليها مسؤولية وقف العنف والانخراط في العملية السياسية، وفقًا لخطة المبعوث المشترك أنان".
وحذر رئيس مجلس الأمن الدولي السفير الصيني لي باونج، جميع الأطراف الخارجية المتورطة في الأزمة السورية -دون أن يحددها- من مغبة اتخاذ أية خطوات من شأنها أن تؤدي إلى تقويض مهمة كوفي أنان. وقال السفير لي باونج: "على هذه الأطراف أن تكون محايدة إزاء طرفي الصراع في سوريا، وهذه هي رسالة مجلس الأمن التي نرغب أن نبعثها إلى الجميع.. ونتطلع إلى الإحاطة التي سيقدمها أنان ووكيل الأمين العام لعمليات حفظ السلام، إيرفيه لادسوس إلى أعضاء المجلس يوم الخميس المقبل".
وأضاف: "إننا الآن أمام منظورين لما يحدث وسيحدث في سوريا: الأول وهو أن تتوقف جميع الأطراف عن العنف، وأن تبدأ في عملية الحوار السياسي، والمنظور الثاني هو أن العنف الدموي سيتحول إلى حرب أهلية واقتتال طائفي بين القرى والمدن والأحياء في سوريا، وسوف ينتقل إلى الخارج كما رأينا في لبنان، ما سيؤدي إلى زعزعة السلام والاستقرار في الشرق الأوسط وستكون المخاطر عالية".
وتساءل رئيس مجلس الأمن، قائلا: "علينا أن نختار أيا من الطريق سنسلك؟ وإذا اخترنا المنظور الثاني، فكيف سيكون؟ علينا أن نقدم كل الدعم إلى كوفي أنان، وعلى جميع الأطراف أن تتعاون معه، وأن توقف الجماعات المسلحة العنف، وتنخرط في العملية السياسية".
وردا على سؤال حول الجمود الذى تشهده المفاوضات بين الفلسطينيين وإسرائيل حاليا، دعا رئيس مجلس الأمن السلطات الإسرائيلية إلى وقف أنشطتها التوسعية في بناء المستوطنات في الأراضي العربية المحتلة". وأضاف رئيس مجلس الأمن الدولي، قائلا: "نأمل أن توقف إسرائيل بناء المستوطنات في الأراضي العربية المحتلة، وأن تخلق أجواء مناسبة لاستئناف المفاوضات مع الفلسطينيين".