منذ ظهوره على الشاشة الكبيرة، أشاد النقاد والجمهور بموهبته ونجوميته التى تأخرت كثيرا، خالد الصاوى الذى تمسك بكل فرصة جاءت إليه ولمع نجمه على وجه الخصوص حين لعب شخصية الصحفى حاتم رشيد فى فيلم عمارة يعقوبيان، هو مطرب الكباريه وصاحب الفرح.. وزينهم سائق الميكروباص.. الشروق: ما الذى جذبك فى شخصية زينهم سائق الميكروباص؟ خالد: إنها مختلفة تماما عن كل الشخصيات التى قدمتها من قبل، كما أن بها فى الوقت نفسه تناقضات كثيرة. الشروق: هل كنت من البداية متعاقدا على الأفلام الثلاثة كباريه.. الفرح.. الليلة الكبيرة؟ خالد: عادة أنا لا أوقع على أى فيلم إلا بعد قراءته أولا، لكن بالنسبة لهذه الثلاثية فنحن اتفقنا من البداية على الأفكار، لكن لم أوقع على أى منها إلا بعد كتابتها، لكن نستطيع القول إنه بنسبة 99% لم أعترض على أى من السيناريوهات الثلاثه، لأننى تقريبا حضرت مع المؤلف والمخرج كل مراحل السيناريو. الشروق: لماذا توافق على وجودك مع مجموعة كبيرة من الممثلين؟ خالد: هذه هى ميزة العمل الجماعى، كما أن هذه التجارب مختلفة تماما فالمؤلف والمخرج والمنتج يريدون تغيير جلودهم، والممثلون أيضا يريدون عمل أدوار بها تحديات كبيرة لهم، وتخرج جوانب جديدة فيهم، وأن يكونوا جميعا أبطالا.. لذلك يكون عندنا جميعا إحساس بأننا نريد أن نكسب هذه المباريات الثلاث بعيدا عن التفكير فيمن يحرز هذه الأهداف، لأن النتيجة ستحسب للجميع. الشروق: هل هذه الروح مفقودة فى السينما المصرية؟ خالد: هى موجودة دائما لكنها تظهر فجأة وتختفى أيضا فجأة، لكن بشكل عام هذه الطريقة موجودة لم تمت، وهى السبب الرئيسى فى نجاح فيلم «إسماعيلية رايح جاى» وكذلك فيلم «البداية» ففكرة الفيلم متعدد الأبطال والقصص هى قالب أصيل فى السينما المصرية، لكنه كما قلت يظهر ويختفى، وينجح فقط عندما يقدم بإيمان. وأريد أن أوضح أن الحب الذى يظهر بين القائمين على الفيلم ليس لأننا جميعا أصحاب، ولكن لأن بيننا مصلحة ومنفعة مشتركة.. الشروق: هل وجدت نفسك فى أفلام الزمن والحدث الواحد؟ خالد: كباريه والفرح ليسا من أفلام الحدث الواحد، لأن بهما أحداثا كثيرة تحدث فى زمن قصير. الشروق: وما الصعوبات التى واجهتك فى الشخصية؟ خالد: الصعوبة الأكبر بالنسبة لى فى شخصية زينهم.. أننى قبل دخولى هذا العمل كنت أريد أن أفهم هذه الشخصية من داخلها، بأن أحدد مشاكلها فى الحياة لأننى عندما أفهمها جيدا، سأقدمها بحرفية أفضل وأوقع، ولأننى لم أرد تقديم هذه الشخصية فقط من الخارج، فذاكرتها كثيرا، وافترضت لها تاريخا بينى وبين نفسى، وكتبت ورقتين أيضا لنفسى، لأفهم الشخصية أكثر، وأشعر بالدوافع التى جعلته يؤجر عريسا وعروسة لكى يجمع نقطته عند أهل الحارة ليشترى بها ميكروباص، فدرست كل هذا.. ولم يكن يشغلنى أبدا أن أفكر فى كيفية تقليده، لأن التقليد الخارجى للشخصية ليس له أى قيمة إذا لم يكن بوابة تدخل بالمشاهد إلى مشاعر الشخصية الحقيقية. الشروق: وكيف تعلمت الرقص بالسنجة؟ خالد: جئنا بواحد من محترفى هذه الرقصات يعيش فى منطقة «بين السرايات» الشعبية وهى المنطقة التى عاش فيها مؤلف الفيلم أحمد عبدالله وطلبنا منه الرقص فى المكتب وصورناه فيديو، لأحتفظ به عندى على الكمبيوتر فى البيت وأشاهده طوال الوقت، أولا لأفهم لماذا يفعل هذه الحركات وليس فقط لأقلدها. الشروق: هل هذا أصعب مشاهدك فى الفيلم؟ خالد: لا، الأصعب هو مشهد وفاة الأم والذى أقدمه بطريقتين مختلفتين تماما، وكل منهما تحتاج إلى رد فعل مختلف عن الآخر، فالأولى كانت بخسة والثانية كانت بنبل، وهذان المشهدان كانا من أصعب المشاهد فى الفيلم على الإطلاق وشعرت عند تقديمهما أننى فى امتحان تقديم لمعهد السينما. الشروق: هل النهايتان كانتا موجودتين من البداية؟ خالد: أحمد عبدالله فاجأنى فى التليفون عندما قال إن هناك نهاية أخرى للفيلم، جلست معه هو وسامح عبدالعزيز و4 من أبطال الفيلم وتناقشنا كثيرا، لكن بعد ذلك تذوقت وجود مشهدين فى الفيلم، ووجدت أنه من الجميل أن تعطى الناس احتمالين موجودين طول الوقت. الشروق: لكنك بهذا لم تترك فرصة للمشاهد أن يفكر.. فقد قلت كل شىء؟ خالد: بالعكس، نحن جعلناه يفكر أكثر، لأن النهايتين تم تنفيذهما بطريقة تجعل المشاهد ليس متأكدا هل «البطل» بالفعل اختار النهاية الأولى، وتمنى فى الثانية أنه لم يخترها، أم أنه اختار الثانية، والأولى كانت مجرد خيال جاء من الحلول أمامه، فهذا المشهد نفذ بذكاء شديد من المؤلف والمخرج، لأنه لم يقدم نهاية للفيلم، ولذلك تجد المشاهدين فى حيرة لأنهم لا يعرفون أى النهايتين اختارها زينهم. الشروق: قمت بتأجير عريس وعروسة وعملت «فرح» لتجمع «نقوطك» فهل هذا وارد حدوثه؟ خالد: فى الزمن الذى نعيش فيه كل شىء وارد، فالزمن الذى يخطف فيه البشر من أجل سرقة أعضائهم، لا استبعد فيه أن يتم استئجار عريس وعروسة كنوع من النصب، وتأجير عروس وعريس شىء تافه جدا إذا ما قارنته بالمصائب التى نعيشها هذه الأيام. الشروق: هل تختار الدور الذى يحمل رسالة أم الدور الذى يظهر إمكاناتك كممثل؟ خالد: بعد سنوات عديدة من المحاولات والسعى والتجارب والصعود والهبوط يصل الإنسان لمرحلة يكون قادرا فيها على أن يخطط لمستقبله ويضع فى هذه الخطة مختلف الاعتبارات، وهذا يحدث فى فترة منتصف العمر، لأنه من المفروض أن يصل بك سعيك فى البدايات إلى هذه المرحلة، والحمد لله أننى اليوم قادر على فعل هذا، بفضل ثقة زملائى فى وأيضا بالمساندة الإعلامية الكبيرة التى أتمتع بها، فكل هذا يمكننى من أن أضع كل الاعتبارات معا. الشروق: هل تتوقع أن يحقق الفرح نجاح كباريه من حيث الإيرادات؟ خالد: لا أستطيع الوصول إلى توقعات حاسمة، لأن هناك مجموعة عناصر مربكة لتحقيق المعادلة، فالموسم قصير جدا، كما أن عدد الأفلام كبير جدا وهذا ليس فى مصلحة الأفلام ولا الجمهور، كما أن الأزمة المالية العالمية ستؤثر بشكل كبير على دخول الجمهور السينما، وهناك مشكلة جديدة أكبر هى إنفلونزا الخنازير وحالة الرعب الهستيرى التى ألحقتها بالناس، أعتقد أن كل هذا قد يؤدى بشكل أو بآخر ألا يحقق الفرح نفس إيرادات كباريه، فظروف عرض كباريه كانت أفضل.