ينظم الرئيس الأمريكي باراك أوباما تجمعه الانتخابي الرسمي الأول اليوم السبت في وقت غير مؤات مع تراجع إشارات التعافي الاقتصادي الذي كان يأمل أن يدعم إعادة انتخابه لولاية ثانية. ومن المقرر أن تفتتح الحملة زوجته ميشال أوباما أمام حشد هائل من المؤيدين الذين أوصلوه إلى البيت الأبيض قبل أربعة أعوام والتي تتضمن تنظيم تجمعات تحت شعار "مستعدون للانطلاق" في ولايتي أوهايو وفرجينيا الحاسمتين.
ويواجه أوباما اليوم معركة معقدة لإعادة انتخابه في بلد يعاني من ارتفاع معدلات البطالة وتباطؤ النمو الذي أضعف حجته بأنه أعاد الازدهار للبلاد، لكن أوباما سيتغلب على إعلان الفشل من خلال التأكيد بأنه جعل البلاد تتفادى انكماشا كبيرا ثانيا وبأن خصمه الجمهوري الثري يريد العودة إلى سياسة الإعفاءات الضريبية للأثرياء وإلى إضعاف الرقابة المالية التي كانت سببا وراء الأزمة.
وسيتحدث أوباما عن رؤيته الاقتصادية التي ستضمن تحقيق الفائدة لعموم الأمريكيين وليس فقط للأثرياء، وسياساته الأمنية والخارجية بما فيها قتل أسامة بن لادن الذي يقول إنه جعل الأمريكيين في مأمن، وسخر الجمهوريون من فكرة الانطلاق الرسمي لحملة أوباما الذي يتهمونه بأنه بدأ حملته قبل أشهر، مستفيدًا من المناسبات الرسمية المتصلة بواجباته الرئاسية.
وقال أوباما مازحا الأسبوع الماضي خلال ظهوره وبجانبه الرئيس الديمقراطي الأسبق بيل كلينتون إن كل مرشح يقول إن انتخابه هو الأهم في تاريخ أمريكا، ثم ينكب على الأمور بجدية، وأضاف: "لكن دعوني أقول لكم إن هذه الانتخابات مهمة، هذه الانتخابات مهمة، هذه الانتخابات مهمة".
وبين استطلاع اجراه موقع ريل كلير بوليتكس ان أوباما يتقدم بهامش ثلاث نقاط على المرشح الجمهوري ميت رومني - 47 الى 44 % - قبل ستة اشهر من الانتخابات المقررة في 6 نوفمبر. ويحتاج الرؤساء الى الحصول على نسب قريبة من الخمسين لكي يشعروا بالثقة بفرصة اعادة انتخابهم.
ويبدو طريق أوباما اكثر سهولة من رومني على الخارطة السياسية الأمريكية حيث يتعين الفوز باصوات المندوبين ال 270 للفوز بالانتخابات، وخصوصا في نحو عشر من الولايات الصعبة. وترى معظم استطلاعات الراي ان أوباما يحظى بتاييد شعبي اكبر من رومني، وانه يسجل نقاطا في مجال الامن القومي، وبين المجموعات السكانية الحاسمة مثل النساء والناخبين من اصل لاتيني، لكنه ضعيف على الجبهة الاقتصادية مع زيادة البطالة فوق 8% واشارات مربكة بشأن تعافي الاقتصاد والهجمات الحادة التي يشنها عليها رومني الذي يعتمد شعار "سياسة أوباما فاشلة". وتلقى أوباما الجمعة ضربة عندما بينت ارقام وزارة العمل انخفاضا في فرص العمل الجديدة التي لم تتجاوز 115 الف وظيفة في ابريل.
وقال رومني: "انه تقرير رهيب ومحبط"، خلال مقابلة مع فوكس نيوز الجمعة. واضاف "الشعب الأمريكي يتساءل لماذا لا يحصل الانتعاش بصورة اسرع"، وهو يدرك ان النتائج الاقتصادية الضعيفة تشكل بالنسبة له افضل فرصة لاعادة أوباما الى شيكاغو بعد ولاية رئاسية واحدة، وفي 2008، خاض أوباما حملته باعتباره مرشح الاصلاح والتغيير والامل الذي سيعمل على احداث نقلة نوعية في سياسة البيت الابيض وتغييرا في صورة البلاد.
ولكنه لم يعد الان بوصفه رئيسا مرشحا، يتمتع بتلك الفرصة لأن المشكلات الاقتصادية التي ورثها والتي كافح لحلها باتت جزءا من ارثه وعليه أن يقنع الأمريكيين بأن الأمور تتحسن وانه هو صاحب الفضل في ذلك. ويؤمن أوباما بان الأمريكيين سيصدقون رؤيته في ضمان "حصول كل فرد على حصة عادلة وقيام كل فرد بقسط عادل من العمل، وان القوانين ذاتها تنطبق على الجميع".
لكن حملة أوباما اعتمدت جملة من الاعلانات السلبية التي تستهدف نقاط ضعف رومني بين الناخبات، وثروته الكبيرة التي تجعله لا يشاطر اعباء الطبقة المتوسطة، لكن رومني يرد على ذلك بقوله ان نجاحه كرجل اعمال هو ما تحتاجه البلاد لانعاش الاقتصاد. وقال رومني الجمعة "الرئيس إنسان طيب، ولكنه لم يعمل قط في القطاع الخاص، لم يخلق يوما فرصة عمل، أعتقد أنه ينبغي أن يكون الإنسان موظفا ليعرف كيف يخلق وظائف".