أحمد فتحى وأحمد عبدالحليم وأحمد عويس على الرغم من حشد جماعة الإخوان المسلمين أنصارها للنزول إلى ميدان التحرير للمشاركة فى مليونية «حقن الدماء»، أمس، إلا أن عدد المتظاهرين لم يتجاوز الآلاف، ولم تتحقق توقعات محمد مرسى، مرشح الجماعة للرئاسة، الذى أكد فى تصريحات تليفزيونية مساء أمس الأول أن المليونية ستشهد احتشاد نحو 6 ملايين متظاهر.
وفيما علت الهتافات التى تنادى بإسقاط حكم العسكر وإلغاء المادة 28، إضافة إلى حل اللجنة العليا للانتخابات، واصل الإخوان الدعاية لمرشحهم محمد مرسى.
وشهد الميدان منصتين، الأولى لجماعة الإخوان والثانية لحركة «ثوار بلا تيار»، وتوحدت هتافاتهما ومنها «قول اتكلم السلطة لازم تتسلم»، و«متعبناش متعبناش دم الشهدا مش ببلاش»
وتوافد أعضاء جماعة الإخوان المسلمين من غالبية محافظات الجمهورية، وهو ما تبين من انتشار عشرات الأتوبيسات للجماعة بميدان عبدالمنعم رياض والشوارع الجانبية تحمل أسماء المحافظات، لكن بدا لافتا خلو الميدان فى مواقع عديدة من المتظاهرين.
وبرغم الأهداف المعلنة للمليونية والتى على رأسها تسليم السلطة، ورفض إطالة الفترة الانتقالية، وعدم تأجيل الانتخابات الرئاسية، إلا أن الدعاية لمحمد مرسى مرشح جماعة الإخوان المسلمين انتشرت من خلال «تى شيرتات» حملت صوره وأيضا «كاب» عليه صوره وعبارة «مرسى رئيسا 2012».
ورفض متظاهرو التحرير التهديدات التى أطلقها المجلس العسكرى، والتى حذر فيها من الاقتراب من «عرين وزارة الدفاع»، وشددوا على أنهم لا ينوون الصدام مع الجيش المصرى الوطنى والقوات المسلحة المصرية «التى هى ملك لجميع المصريين، وأن خلافهم مع المجلس العسكرى الذى فشل فى إدارة البلاد بعد خلع مبارك من الحكم».
وشدد خطيب جمعة ميدان التحرير، الشيخ جمعة محمد على، على ضرورة الوحدة بين المصريين وأنه «لا فرق بين الإخوان والسلفيين والليبراليين واليساريين»، مضيفا «كلنا فى النهاية مصريون نريد مصلحة الوطن ونقل السلطة بشكل سلمى وعودة الجيش إلى ثكناته وبناء نظام سياسى جديد لكل المصريين»، مشددا على «ضرورة التوحد ضد المجلس العسكرى حتى يرحل عن الحكم». وأمّن المصلون على دعاء الخطيب الذى دعا فيه الله بأن يسقط المجلس العسكرى قائلا «اللهم أنه لا يقدر على المجلس العسكرى إلا أنت، اللهم فاسقطه، اللهم من أراد لمصر والمصريين سوءا فشل يده ولسانه»، و«اللهم اصرف عنا العسكرى»، وعقب صلاة الجمعة أدى المتظاهرون صلاة الغائب على أرواح شهداء الثورة المصرية والربيع العربى.
وعلى مقربة من خطبة التحرير، وجه الشيخ مظهر شاهين، من مسجد عمر مكرم، رسالة إلى المجلس العسكرى قال فيها: «إياك ثم إياك أن تؤخر الانتخابات الرئاسية ولو ساعة لأنك لو فعلت ذلك ستترك السلطة فورا».
وأضاف: «على المجلس العسكرى سرعة الإفراج عن جميع المعتقلين المصرين وإلغاء المادة 28»، مشددا على ضرورة تفعيل قانون العزل السياسى ضد أحمد شفيق وعمرو موسى.
وعلى غير المعتاد فى المظاهرات التى تدعو لها جماعة الإخوان أو القوى الإسلامية، غابت اللجان الشعبية المسئولة عن تأمين بعض مداخل الميدان، وفتحت الطرق أمام مرور سيارات التاكسى.
وتعرّض مراسل قناة النيل للأخبار لمحاولة اعتداء من بعض المتظاهرين الذين حلقوا حوله هاتفين ضد المجلس العسكرى والإعلام، إلا أن متظاهرين آخرين وفروا له الحماية وأخرجوه من الميدان قبل الاعتداء عليه. وتجمع العشرات أمام كاميرا قناة النيل للأخبار مرددين هتافات «الكذب حصرى على التليفزيون المصرى». ودعت منصة «ثوار بلا تيار» إلى خروج مسيرة من التحرير إلى العباسية لمساندة المتظاهرين ضد الاعتداء عليهم، وهو ما رفضه أعضاء جماعة الإخوان المسلمين.
وقال أحد كوادر الإخوان من على منصة الجماعة «إن البقاء فى التحرير مهم فالميدان له دلالة مهمة فى الثورة المصرية، خاصة وأن هناك حشودا أخرى موجودة فى العباسية، فضلا عن المسيرات التى انطلقت إلى هناك من عدة أماكن».
وعلى منصة جماعة الإخوان، وحزبها السياسى الحرية والعدالة، علقت لافتات تطالب بسرعة تسليم السلطة لمدنيين وعدم مد الفترة الانتقالية، وقام بحماية المنصة عدد كبير من شباب الإخوان الذين ارتدوا زيا موحدا.
وشنت منصة الإخوان، طوال ساعات كاملة، هجوما حادا على المجلس العسكرى وقادته، مطالبين بمحاسبته على الأحداث الدامية التى وقعت بميدان العباسية منذ فجر الأربعاء الماضى، رافضين لهجة التهديد والوعيد التى تحدث بها ممثلو العسكرى فى مؤتمر الصحفى أمس الأول.
وانتقد أعضاء الجماعة، عبر المنصة، وجود مرشحين للرئاسة تابعين للنظام السابق، وقادوا عاصفة من الهتافات ضد كل من أحمد شفيق وعمرو موسى، محذرين من أن تشوب العملية الانتخابية عمليات تزوير، مهددين بخروج مسيرات حاشدة بجميع المحافظات لمواجهة التزوير.
كما طالب الإخوان بضرورة تعديل المادة 28 من الإعلان الدستورى التى تحصن قرارات اللجنة العليا للانتخابات، وتغيير أعضاء اللجنة التى اتهموها بأنها تمهد لتزوير الانتخابات القادمة، كما خصصت المنصة جزء كبيرا من وقتها للحديث عن حكومة الجنزورى وإبراز مساوئها وتحميلها مع المجلس العسكرى مسئولية من وقعوا من قتلى وجرحى خلال الشهور الماضية. وردد المتظاهرون على المنصة هتافات منها «كل الشعب قالها صريحة حكم العسكر عار وفضيحة»، «شالوا مبارك جابوا مشير دى فكرتهم عن التغيير»، «ديكتاتور ديكتاتور يا طنطاوى عليك الدور»، «مصر بلدنا فى وضع خطير مش هنسمح بالتزوير»، كما رفع المتظاهرون حول منصة الإخوان لافتات كتبوا عليها «الشعب يريد إسقاط لجنة الانتخابات ولا لترشيح الفلول ونريد تطهير الإعلام الفاسد وأقيلوا حكومة الجنزورى».