حادث سيارة طبيعي، قد يتكرر يوميًا عشرات المرات على طرق مصر التي تودي بحياة العشرات، لكن الضحية هذه المرة لم يكن عاديًا.. فهو أول رئيس منتخب في الجامعات المصرية بعد أن ترشح للمنصب على قوائم الإخوان، متخطيًا 17 منافسًا، وحرمه الموت من استكمال حلمٍ، بدأه منذ يومه الأول باستكمال مسيرة احتلال مكانة متميزة في التصنيف الدولي للجامعات. برز اسمه بقوة مع حادث قتل طالب الطب، الشهيد علاء عبد الهادي في أحداث مجلس الوزراء؛ فقد بادر بتقديم بلاغ للنائب العام للتحقيق في ملابسات مقتله وتقديم المسؤولين عن ذلك للمحاسبة، وكلّف كلية الحقوق بمتابعة إجراءات الإفراج عن كافة المحتجزين خلال الأحداث.
لم يكتف الراحل بذلك؛ فبعث خبيرًا بالطب الشرعي من الجامعة لمتابعة التشريح، وأكد حينها أنه يرأس جامعة مستقلة، لا تتخلى عن حقوق أبنائها، وقرر تكريمًا لروح الشهيد، إطلاق الحرية للاتحادات الطلابية بالكليات بما يسمح بتكوين فكر سياسي واعٍ لشباب الجامعة، بالإضافة إلى إنشاء نصب تذكاري؛ تخليدًا لذكرى الفقيد.
فايز شارك طلابه في عدد من المسيرات داخل الجامعة، وحضر عددًا من عروض «كاذبون» الرافضة لحكم العسكر داخل الحرم الجامعي، واجتمع مع مجلس الجامعة أمس الاثنين، حيث قرر المجلس استمرار الدراسة بالجامعة، فيما نسبت له تصريحات تُحمّل المجلس العسكري المسؤولية عن هذه التطورات.
هو الطبيب المثالي، طبقًا لنقابة الأطباء المصرية، في مارس 1996، وفبراير 1998، وفقًا لنقابة أطباء القاهرة، ومؤسس برنامج «زراعة الكبد للأطفال والكبار» في أكتوبر 2001، كما عمل على تطوير وحدة جراحة القلب والصدر بجامعة عين شمس، بميزانية بلغت 3 ملايين جنيه، وتطوير وحدة جراحة الأطفال بميزانية 7 ملايين جنيه، وساهم في تطوير وحدة الأطفال المبتسرين وحديثي الولادة بمستشفى النساء، بميزانية بلغت 12 مليون جنيه.
رحل فايز بعد تفقده لأحوال المصابين في أحداث اعتصام وزارة الدفاع بمستشفى الجامعة، في حادث تشير المعلومات الواردة حتى الآن عنه، إلى أنه وقع نتيجة اصطدام سيارة نقل بسيارته الخاصة من الناحية اليمنى -مكان جلوسه-.. غدًا يُوارى جثمانه الثرى من مسجد أبو بكر الصديق بمساكن شيراتون، على أمل ألا تظل معالم الحادث مجهولة..