قلل خبراء السياحة من تأثير غلق السفارة السعودية فى مصر على خلفية المشادات التى حدثت بين الدولتين خلال الايام الماضية على عدد الوافدين من السعودية الى مصر فى فصل الصيف وعلى اعداد المصريين الراغبين فى اداء المناسك الدينية، مؤكدين أن التأثير عارض ولن يخرج عن التأخر فى منح التأشيرات. من جانبه قال سيف العمارى أمين صندوق الاتحاد المصرى لسياحة إن التحدث عن تأثير القرار السعودى على السياحة بين البلدين غير وراد مطلقا فى ظل الروابط الكبيرة والتعاون فى جميع المجالات، مشيرا الى أن الارقام المعلنة عن التعاون السياحى بعد الثورة تؤكد أن السياحة العربية ساهمت فى تعويض جزء كبير من التراجع الذى حدث للسياحة الوافدة الى مصر من الدول الاجنبية.
واضاف العمارى أن شهرى يوليو واغسطس هما وقت الذروة للسياحة العربية، ومازال الوقت طويلا عليهما، مرجحا عدم التأثر وهو ما ينطبق على السياحة المصرية الوافدة الى السعودية «السياحة الدينية» فلن تقف السعودية ضد رغبة المصريين فى اتمام تلك الشعيرة الدينية «الحج والعمرة».
«ما يجمع بين الدولتين اكثر مما يفرق، والتأثير سيكون فى تعطل التأشيرات بعض الوقت، لكن إلغاء الرحلات وتقليل عدد السائحين مستبعد»، اضاف العمارى.
وقد ارتفعت نسبة السياحة العربية الوافدة إلى مصر، خاصة السياحة السعودية خلال الربع الأول من العام الحالى 2012، مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق، فيما شهدت السياحة الأجنبية تراجعا ملحوظا فى الفترة ذاته، إذ بلغ عدد السائحين السعوديين، الذين زاروا مصر خلال تلك الفترة، نحو 220 ألف سائح، فى مقابل 111 ألف سائح فى الفترة نفسها من عام 2011، أى بنسبة زيادة بلغت نحو 100%. فيما ارتفعت نسبة السياحة العربية بشكل عام فى الربع الأول من العام الجارى لتسجل 462 ألف سائح، مقابل 269 ألف سائح خلال الفترة ذاتها من 2011، أى بنسبة زيادة بلغت نحو 71.7% ليستحوذ بذلك السياح السعوديون على ما نسبته 47.6% من إجمالى عدد السياحة العربية الوافدة لمصر خلال تلك الفترة.
واضاف العمارى أن السياحة مرتبطة بتحقيق الامن والاستقرار، وهما الاساس فى زيادة معدل السياحة والليالى السياحية.
وقد ارتفع عدد الليالى السياحية التى قضاها السائحون العرب فى مصر، لتسجل نحو 3.2 ملايين ليلة سياحية، مقابل 2.3 مليون ليلة فى 2011، بزيادة بلغت نسبتها نحو 18%. ورغم انتعاش السياحة العربية إلى مصر بنسبة مرتفعة، شهدت السياحة الأجنبية لمصر خلال الربع الأول تراجعا ملحوظا بنحو 29.5%، إذ بلغ عدد السائحين الأجانب الوافدين لمصر نحو 2.34 مليون سائح، مقابل 3.1
فى السياق ذاته استبعد صلاح الدين النيال صاحب احدى شركات السياحة، طول فترة غلق السفارة وسط انباء تشير حل الخلاف المؤقت بين الدولتين، مشيرا الى أن عددا كبيرا من السعوديين يمتلك مساكن داخل مصر، ويقضون فى اجازة الصيف بشكل سنوى، وهو ما يجعل اعدادهم فى تزايد، خاصة ان الأزمة لن تؤخذ وقتا طويلا.
واضاف النيال أن الخلافات بلا شك تؤثر على طبيعة السائح وجنسيته، لكن الأمن والاستقرار اهم بكثير حتى من الخلاف السياسى لو كان موجودا.
ويعد قطاع السياحة فى مصر من أبرز وأهم القطاعات التى يعتمد عليها الاقتصاد المصرى فى توفير العملة الصعبة، كما يشكل أحد أهم مصادر الدخل القومى. وتعرض القطاع لأزمة كبيرة إبان اندلاع ثورة 25 من يناير، إذ تراجعت على إثره إيرادات القطاع بنحو 35% بنهاية. وتراجعت الايرادات المحققة فى العام الماضى لتسجل العام الماضى لتسجل ب8 مليارات دولار مقارنة ب12.5 مليار دولار فى العام الذى يسبقه.
فى سياق متصل قال منير فخرى عبدالنور إن عدد السائحين الذين قدموا إلى مصر فى الربع الأول بلغ مليونين و500 ألف و301 سائح، بنمو 32%، مؤكدا وجود مؤشرات قوية لعودة القطاع السياحى إلى معدلات 2010، قبيل الأحداث السياسية الحاصلة فى مصر..
واضاف عبدالنور، على هامش مؤتمر صحفى عقدته وزارة السياحة المصرية أمس الأول فى دبى، إن عدد السائحين العرب إلى مصر زاد خلال الربع الأول بنسبة 71%، مدفوعا بالزيادة من عدد من الأسواق العربية مثل سائحى قطر الذين زاد عددهم بنسبة 125%، وفلسطين بنسبة 171%، وليبيا بنسبة 80%، والإمارات بنسبة 15%.