«رهاننا الأول والأخير هو على الشعب السورى، ولا سيما الشباب، ونحن ندعم خطة مبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية إلى سوريا، كوفى أنان، حتى لو كان احتمال نجاحها 1% فقط» .. بهذه العبارات لخص رئيس المجلس الوطنى السورى المعارض، برهان غليون، موقفه من الجهود الدولية لمعالجة الاحتجاجات الشعبية المتواصلة منذ أكثر من عام لإنهاء 42 عاما من حكم عائلة الرئيس السورى، بشار الأسد. برهان شدد فى حوار مع «الشروق» على أنه يراهن على لقاءين سيعقدان فى القاهرة لتوحيد قوى المعارضة فى مواجهة قمع النظام للمحتجين، مقللا فى نفس الوقت من تأثير الانشقاقات داخل المجلس نفسه.. فإلى نص الحوار:
● هل من جهود جديدة لتوحيد المعارضة فى الداخل والخارج؟ كل قوى المعارضة، وبينها المجلس، مدعوة للمؤتمر الذى دعا إليه الأمين العام للجامعة العربية (نبيل العربى). ولا بد من توحيد المعارضة لتصير أكثر قوة؛ لذا كونا لجنة تحضيرية من عشرة أشخاص، خمسة من المجلس ومثلهم من خارجه، للمشاركة فى لقاء تشاورى بالقاهرة للتحضر لهذا المؤتمر.
● وفى حال لم تتفقوا؟ إذا لم ينجح اللقاء التشاورى فى توحيد هذه القوى وضمان التنسيق بينها، فسنعقد مؤتمرا موسعا للاتفاق على «وثيقة العهد الوطنى» التى ترسم خارطة طريق لسوريا ما بعد نظام الأسد.
● وماذا عن الانشقاقات داخل المجلس نفسه؟ كلها خيارات شخصية أكثر منها سياسية؛ فلا خلاف حول الخط السياسى. وهم فقط تركوا المجلس لعدم انسجامهم مع أطراف أخرى داخله. والإيجابى أنهم يتحدثون كأعضاء فى المجلس؛ لذا نعتبر انشقاقهم مجرد غضب، وليس انشقاقا كتلة أو حزب.
● البعض يردد أن وزير الخارجية المصرى وافق على لقائكم فقط بعد أن قبلتهم بالمشاركة فى مؤتمر المعارضة.. فما تعليقك؟! يوجد للمجلس مكتب فى القاهرة، لكنه غير رسمى حتى الآن. وحديثنا مع مصر لا ينقطع. نحن حريصون على العلاقة معها ومع بقية الدول العربية حتى يشعر المواطن السورى بأن أشقاءه لن يتركوه وحيدا فى مواجهة طغيان النظام. ونأمل من القاهرة موقفا قويا ضاغطا على النظام السورى؛ لتطبيق خطة عنان للشروع فى انتقال سلمى ديمقراطى للسلطة يعبر عن جميع أطياف الشعب.
● وهل ترى أن المعركة ستحسم عبر الحلول السلمية ؟ رهاننا الأول والأخير على الشعب السورى، ولا سيما على الشباب، ولكن هذا لا يمنع من دعم خطة أنان، فلو هناك احتمال 1% للخروج بحل سياسى يوقف سفك الدماء وتدمير البلاد فنحن نتمسك به. لكن لا نرى أى التزم من النظام بالخطة؛ فلا وقف للقتل ولا وإطلاق لسراح المعتقلين ولا ضمان لحرية التظاهر ولا سحب الآليات العسكرية من المدن رغم التزام «الجيش السورى الحر» (الذى يضم منشقين عن الجيش النظامى) بهذه الخطة.
● وما هى أوجه التنسيق بينكم وبين الداخل السورى وخاصة «الجيش الحر»؟ علاقتنا مباشرة بمن ينظمون التظاهرات داخل سوريا، وهم أعضاء فى المجلس الوطنى. وقد شكلنا مجلسا عسكريا سيجتمع قريبا، وسنشكل مكتب ارتباط عسكرى ليكون نقطة الوصل بين المجلس الوطنى والجيش الحر. وهدفنا هو أن يكون «الجيش الحر» تحت قيادة واحدة تقود كل العمليات العسكرية.
● وهل من مهام أخرى لهذا الجيش؟ بالتأكيد.. منها ملء الفراغ الذى تركته السلطة بالحفاظ على أمن المدنيين ووحدة البلاد، ومساعدة الشعب المنكوب، ومنع ظهور ميلشيات متنازعة، والعمل على أن تصبح المعارضة سلطة بديلة للنظام، من أجل انتقال سلس للسلطة إلى نظام ديمقراطى.
● وما هى توقعاتكم لمصير خطة عنان؟ لدينا شكوك فى نجاح الخطة رغم ثقتنا فى عنان كشخصية دولية ذات خبرة. وسواء نجحت الخطة أم لا، فلا تنازل فى كل الأحوال عن تنحى الأسد، فلا مسار سياسى ناجح وفاعل بوجوده.
● وهل أنتم راضون عما قدمه لكم تجمع أصدقاء سوريا حتى الآن؟ المؤتمرات لن تحرر الشعب السورى، فهى مجرد وسائل إضافية للمساعدة، والشعب هو الذى سيحرر أرضه من الأسد، لكن من المهم وجود دول تدعم حق وكفاح الشعب السورى بالوسائل السياسية والمادية.
ورغم أن مؤتمر أصدقاء سوريا الأول فى تونس كان أقل من تطلعات السوريين، فإننا نعتبره خطوة مهمة، أما المؤتمر الثانى فى إسطنبول فكان مخصصا لتجديد العقوبات على النظام السورى. كما تعلمون ليس لدينا القدرة على انتزاع قرار بإجماع أعضاء مجلس الأمن الدولى؛ لذا تم تشكيل تجمع الأصدقاء للضغط على نظام الأسد وعلى القوى التى تدعمه، ولا سيما روسيا والصين، صاحبتى الفيتو.