نفى السودان اليوم الاثنين قصف طائراته الحربية لحقل نفطي سيطرت عليه قوات جنوب السودان، ملقيا باللائمة على الجنوب في أي أضرار لحقت بالمنشأة خلال القتال الذي اندلع منذ الأسبوع الماضي. وقال وزير إعلام جنوب السودان بارنابا ماريال بنجامين للصحفيين في جوبا أمس الأحد، إن القصف الجوي للمنشأة النفطية في منطقة هجليج سبب ضررا بالغا، مضيفا "أنهم يقصفون منشأة المعالجة المركزية والصهاريج في هذه اللحظة التي نتحدث فيها ويحولونها إلى أنقاض".
وقوبل القتال في المنطقة الحدودية بتنديد واسع النطاق من القوى العالمية وزاد المخاوف من عودة خصمي الحرب الأهلية السابقين الى صراع شامل.
ويمثل حقل هجليج أهمية كبيرة لاقتصاد السودان فهو ينتج نحو نصف إنتاجه البالغ 115 ألف برميل يوميا الذي ظل تحت سيطرة الخرطوم بعد انفصال جنوب السودان في يوليو وحصوله على نحو 3 أرباع إنتاج دولة السودان الموحدة سابقا.
ونقلت وكالة الأنباء السودانية عن عبد الله علي مسار وزير الإعلام السوداني قوله "إذا كان هنالك تخريب قد حدث في هجليج، فإن ذلك قد يكون من جانب جيش دولة جنوب السودان. وإن الحكومة السودانية تحمل دولة جنوب السودان أي تخريب يحدث لآبار ومنشآت البترول".
وصرح مسؤولون بأن الإنتاج توقف في هجليج بعيد سيطرة قوات جنوب السودان على المنطقة، وسيمثل استمرار توقف الإنتاج أزمة لاقتصاد السودان الذي يعاني بسبب ازدياد التضخم وضعف العملة في السوق السوداء.
وكان جنوب السودان قد أوقف في يناير الماضي إنتاجه من النفط بالكامل والبالغ 350 ألف برميل يوميا لعدم الاتفاق على حجم الأموال التي يجب أن يدفعها للخرطوم مقابل تصدير نفطه عبر خطوط الأنابيب والبنية التحتية للسودان.
وقال جيش السودان يوم السبت إنه دخل منطقة هجليج وإنه على بعد كليومترات من حقل النفط، وقال جنوب السودان إن القوات السودانية لا تزال على بعد 30 كيلومترا على الأقل وإنها تقصف مواقع الجنوب بالطائرات الحربية.
ويعلن الجانبان عن مزاعم متضاربة بشأن القتال وتصعب عملية الوصول إلى المنطقة النائية التحقق بشكل مستقل من هذه المزاعم.
وقال فيليب اجوير المتحدث باسم جيش جنوب السودان، إن القوات المسلحة لجنوب السودان أحضرت 14 أسير حرب إلى جوبا أمس الأحد هم أول من يصلون إلى عاصمة الجنوب منذ بدء القتال في هجليج.
وانسحب السودان من المحادثات بسبب هذه القضايا ويقول إنه لن يعود إلى مائدة التفاوض حتى يغادر الجنوب هجليج، بينما يقول جنوب السودان إنه لن ينسحب إلا إذا نشرت الأممالمتحدة قوات محايدة لمراقبة وقف إطلاق النار.
وتصر جوبا على أن منطقة هجليج من حقها وهو الزعم الذي ترفضه الخرطوم بشدة.