تجاهلت روسيا الرد على مصر فى مسألة تصدير البطاطس إليها، رغم أنها كان من المقرر أن تفعل ذلك منذ منتصف الأسبوع الجارى، صرح بذلك ل(الشروق) على عيسى، رئيس مجلس تصدير الحاصلات الزراعية، وأضاف «لم يردوا علينا حتى الآن والموسم اقترب من النهاية». وكانت روسيا قد قررت حظر تصدير البطاطس المصرية لها فى شهر يونيو الماضى بسبب دخول شحنات من البطاطس مصابة بمرض العفن البنى، وطلبت روسيا توافر شروط معينة، «وقد التزمنا بها» حسب عيسى، لكن لم تسمح روسيا بالتصدير إليها مجددا.
وقام عدد من المصدرين بالاعتصام امام السفارة الروسية فى مطلع الأسبوع للضغط على روسيا لفتح سوقها للصادرات المصرية، وتقدم وزير التجارة والصناعة بطلب رسمى للسفير الروسى يوم السبت الماضى لتحديد موقف بلاده من التصدير، وطلب الوزير الحصول على رد خلال يومين أو ثلاثة على الأكثر.
ونفى عيسى صحة ما ذكرته إحدى الصحف أمس نقلا عن وزير الزراعة، بأنه لا يوجد حظر من روسيا أو الاتحاد الأوروبى على صادرات البطاطس المصرية، وأنهما استوعبا نحو 200 ألف طن هذا العام، «هذا الكلام عار تماما من الصحة ومؤكد انه مدسوس على وزير الزراعة الذى يعرف تماما أن روسيا لا تقبل البطاطس المصرية حتى الآن».
وتعتبر روسيا من أكبر الأسواق التى تستوعب الصادرات المصرية من البطاطس وتتراوح الكميات التى تأخذها من المنتج المصرى بين 25 و30% سنويا من إنتاج يفوق المليونى طن، حسب عيسى، مشيرا إلى أن روسيا حصلت على 60% من البطاطس المصدرة من مصر العام الماضى.
وهددت الحكومة المصرية فى بداية الأسبوع الجانب الروسى بمعاملته بالمثل فى مسألة البطاطس، وذلك بحظر استيراد القمح الروسى الذى يمثل حاليا 35% من القمح المستورد فى مصر، «المعاملة بالمثل مطلوبة لكن لا أعرف إذا كانت هذه المسألة ستخيف الجانب الروسى وتدفعه لفتح الأبواب للبطاطس المصرية أم لا»، حسب عيسى.
وتعتبر مصر أكبر مستورد للقمح فى العالم، وكان القمح الروسى فى السنوات الأخيرة وحتى عام 2010 يمثل 60% من تلك الواردات، لكن تقلصت مجددا إلى ما دون ال50% بسبب أزمة المناخ فى روسيا والتى ضربت الإنتاج، ودفعتها إلى منع التصدير لتلبية احتياجاتها المحلية.