سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
(الأوقاف): أبوإسماعيل يدخل مسجد (أسد بن الفرات) بجيوش جرارة ولا نملك منعه أنصاره حاولوا منع إمام المسجد من إلقاء خطبة الجمعة.. ونقابة الدعاة المستقلة تدرس مقاضاته
«مش قادرين عليهم ولا أحد يحترم المسجد أو القانون»، بهذه الكلمات عبر الشيخ محمد عبد الرحمن، مدير مديرية أوقاف الجيزة، عن غضبه من استخدام الشيخ حازم صلاح أبوإسماعيل، وأنصاره، لمسجد أسد بن فرات فى حى الدقى، كمنبر للدعاية الانتخابية له، أو للهجوم على الحكومة والمجلس العسكرى. وأوضح عبد الرحمن ل «الشروق» أن «أبوإسماعيل يذهب إلى المسجد بجيش جرار من مؤيديه، ليرهب به القائمين على المسجد، ونحن لا نملك أن نمنعه خوفا من بطش مؤيديه»، مؤكدا أن تواجده فى المسجد، الذى استخدمه مساء أمس الأول فى الهجوم على اللجنة العليا للانتخابات، على خلفية إعلانها حمل والدته للجنسية الأمريكية، «تم دون أى صفة، فلا يحق له أو لغيره استخدام المسجد للمصالح الشخصية والسياسية أو فى الدعاية الانتخابية».
وفى رده على سؤال حول الحق القانونى لإمام المسجد فى إبلاغ الشرطة عن حدوث تعديات أو تجاوزات داخل المسجد، قال عبد الرحمن «ومن سيستجيب إلى هذه البلاغات، فكل ما يحدث فى هذا المسجد أو غيره من المساجد، يقع أمام عيون جميع الجهات الأمنية»، ملقيا مسئولية ما تشهده المساجد من تجاوزات على ما وصفه ب«الانفلات الأمنى القيمى»، مطالبا الجميع باحترام القوانين، وتجنيب المصالح الشخصية والسياسة، «لأن المساجد دورها يجب أن يقتصر على تقديم رسالتها السامية، ونشر الدعوة الإسلامية الرفيعة، وترسيخ المفاهيم الدينية الصحيحة».
من جهته، نفى الشيخ أحمد عبدالرحيم إمام مسجد أسد بن فرات، فى تصريحات خاصة ل«الشروق»، أن يكون قد منح للشيخ حازم صلاح أبوإسماعيل موافقته لإلقاء كلمات أو خطب فى المسجد، مؤكدا «لم يأخذ موافقتى على الحضور».
وأضاف عبدالرحيم أنه «الشيخ حازم أبوإسماعيل يقوم بإلقاء دروس كل يوم سبت، منذ الثورة، رغم أنه دون صفة سوى أنه من رواد المسجد، ويسكن خلف المسجد مباشرة»، موضحا أنه «فى الوقت الذى اقتحمت فيه التيارات السلفية جميع المساجد بعد الثورة، تحول تواجد أبوإسماعيل داخل مسجد أسد بن الفرات إلى أمر ثابت، ووصل الامر بأنصاره إلى حد أنهم كانوا سيحاولون منعى من إلقاء خطبة الجمعة قبل الماضية، ليلقيها هو بدلا منى»، لافتا إلى أن هذه الجمعة التى كان سيتقدم فيها أبوإسماعيل بأوراق ترشحه للرئاسة.
وأوضح الشيخ أحمد عبدالرحيم ان «أبوإسماعيل يأتى إلى المسجد بطوفان من المؤيدين، والذين نتعرض منهم لمضايقات، وفى بعض الأوقات، أجد صعوبة فى ممارسة واجبى، فى إمامة المصلين فى المسجد»، وطالب المجلس العسكرى بالتدخل لحماية أئمة الأوقاف، ليقوموا بدورهم فى الحفاظ على المساجد، لافتا إلى أنه حاول تحرير محضر فى قسم شرطة الدقى، يفيد بعدم قدرته على أداء عمله، نتيجة احتلال أبوإسماعيل وأنصاره للمسجد، إلا أن ضباط الشرطة رفضوا الاستجابة له، وطالبوه بالعودة إلى وزارة الأوقاف.
من جانبه، أشار الشيخ شوقى عبداللطيف وكيل وزارة الأوقاف، إلى أن هناك أدلة شرعية كثيرة تدل على أن المساجد يجب ألا تكون لمنافع دنيوية أو دعاية انتخابية، مستشهدا بالآية القرآنية «فى بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال»، لافتا إلى أن قانون الدولة يمنع استخدام دور العبادة فى العمل السياسى أو الشخصى أو الدعائى، كما أن القرارات الوزارية تنص على عدم استخدام دور العبادة بشكل صريح فى العمل السياسى، أو فى المظاهرات الاحتجاجية، أو صعود المنابر دون إذن أو ترخيص.
ويشير الشيخ عبدالغنى هندى، المتحدث الإعلامى لنقابة الأئمة والدعاة المستقلة، إلى أن النقابة أصدرت بيانا قبل أسبوعين، أكدت فيه ضرورة الحفاظ على حرمة المساجد، مضيفا «لا يصح أن يستخدم المسجد فى الدعاية الانتخابية لمرشح بعينه، أيا كان هذا المرشح، وأيا كانت شعبيته، لأن مصر تدخل فى تجربة جديدة، تقوم على التعددية والاختلاف»، مطالبا بأن يتم إبعاد المساجد عن هذه الاختلافات، ففيها «لا يعلو الصوت على المصلى، حتى لو كان بقراءة القرآن، فما بالنا نتحدث عن أمور سياسية».
وحذر هندى باسم نقابة الدعاة المستقلة من أن جلوس أنصار أبوإسماعيل فى مسجد أسد بن فرات، وتعديهم على المسجد أو ملحقاته، بالاستخدام دون إذن إمامه، يعرضهم للمساءلة أمام الله والقانون، مضيفا «لا يصح حتى أن يؤم أى شخص المصلين فى المسجد إلا بإذن الإمام، فما حدث فى المسجد يخالف تعاليم الإسلام».
