بالنسبة لريك سانتورم الذي يسعى لنيل ترشيح الحزب الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأمريكية.. يبدو هذا الربيع باردا وموحشا. إذ يحتل سانتورم مرتبة متأخرة عن ميت رومني في استطلاعات الرأي ويعلق السناتور المحافظ السابق آماله الضئيلة على فوزه في الانتخابات الأولية العسيرة في ابريل والتي تظهر المؤشرات تحسن فرص منافسه فيها ثم سيحاول بعد ذلك تحسين موقفه في مايو عندما تبدو الظروف مواتية أكثر بالنسبة له.
قال سانتورم لرويترز في مقابلة أجريت معه يوم السبت "هناك أوقات كثيرة على مدى هذه الحملة كنا نخوض فيها -كما قلت من قبل- سباق ماراثون صعبا للغاية. وربما ينطبق هذا أيضا مرة أخرى على شهر ابريل". وإذا تمكن سانتوروم من البقاء في السباق حتى مايو فإن أمامه فرصة طيبة للفوز في الولايات التي تزيد فيها نسب تأييده بين الناخبين مثل نورث كارولاينا ووست فرجينيا وانديانا وكنتاكي وربما تكساس التي يبلغ إجمالي عدد المندوبين بها 155 .
وقال "لم يرد شيء عن ولايات كبرى ونعتقد أن بإمكاننا أن يكون أداؤنا طيبا في الكثير من تلك الولايات خاصة في مايو". لكن أمام سانتورم جبلا عليه أن يتسلقه حتى يتمكن من جمع أصوات 1144 مندوبا يحتاج إليهم للفوز بالترشيح. وضمن رومني أصوات ما يقدر بنحو 565 مندوبا طبقا لموقع (ريل كلير بولوتيكس) يعقبه سانتورم بواقع 256 صوتا.
وستزيد المطالب بخروج سانتورم من السباق خاصة إذا لم يتمكن من الفوز في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري في ولاية ويسكونسن غدا الثلاثاء. لكنه من المرجح أن يظل في السباق وألا يخرج منه قبل إجراء الانتخابات في ولايته بنسلفانيا في 24 ابريل.
وقال رون بونجين خبير الاستراتيجيات في الحزب الجمهوري "سيزيد عدد من يطالبونه بالتنحي على مدى الأسابيع القليلة القادمة." وتابع "مع محاولة الحزب توحيد الصف حول رومني.. سيصبح (سانتورم) أقل شعبية". ورومني هو الأكثر تقدما في استطلاعات الرأي في ويسكونسن ويستغل تفوقه المالي الكبير في شن الهجمات على سانتورم.
وتلقى ناخبون في ويسكونسن مكالمات آلية مدفوعة الثمن تكبدت حملة رومني ثمنها تصور سانتورم على أنه كان مؤيدا للإنفاق الضخم والنقابات العمالية خلال عضويته بمجلس الشيوخ. ونظرا للتفوق الشديد لحملة رومني من الناحية المالية فلا يمكن لحملة سانتورم أن تجاري هذه المكالمات الآلية بشكل مباشر. وهو يعول على أسلوب أقل تكلفة يقوم فيه العاملون في الحملة بأنفسهم بإجراء اتصالات مع الناخبين كل على حدة.
وقال سانتورم لرويترز "لا أعلم عدد الناس الذين جاءوا لي وقالوا أنهم تلقوا خمس او ست أو عشر مكالمات آلية. نحن نجري اتصالات تطوعية. لدينا أشخاص حقيقيون على الهاتف يطلبون من الناس ان يصوتوا لصالحنا. وأعتقد أن هذا أكثر فاعلية بكثير". وحذا رون جونسون السناتور عن ويسكونسن أمس حذو أكثر الشخصيات شعبية في الحزب الجمهوري بالولاية -وهو عضو مجلس النواب بول رايان- في تأييد رومني.
وربما يخوض سانتورم سباقا أخيرا في ولايته بنسلفانيا حتى على الرغم من أنه خسر مقعده في مجلس الشيوخ هناك بفارق 18 نقطة في 2006 . وقال بونجين "أعتقد أن سانتورم يشعر أنه لن يخسر شيئا وهذه هي الحقيقة فعلا". وأضاف "لم لا يحاول إذا أن يستمر في هذه العملية لمدة شهر آخر حتى بنسلفانيا ويعرف كيف سيكون أداؤه؟ هذه الخسائر التي يتكبدها لا تعني له شيئا فيما يبدو. ما الذي سيفعله سوى ذلك؟".
وبنسلفانيا ولاية كبيرة يرتفع بها مستوى المعيشة نوعا ما. ويدرك سانتورم أن أمامه معركة حامية هناك. وقال "إنهم نشطون للغاية في حملة رومني... ولن يرضوا بشئ أقل من تغيير وجه الحزب الجمهوري مرة أخرى في