اعتقلت السلطات الفرنسية 19 شخصا في الأوساط الإسلامية المتطرفة خاصة في مدينتي تولوز ونانت في إطار بحث الشرطة عن متواطئين في قضية الاعتداءات التي نفذها محمد مراح والتي أودت بحياة سبعة أشخاص. وشاركت وحدة النخبة في الشرطة الفرنسية مع المديرية المركزية للاستخبارات الداخلية في عملية الاعتقالات.
أعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي عن حملة توقيفات شملت 19 شخصا في الأوساط الإسلامية المتطرفة في فرنسا في عملية نفذتها الشرطة بدون أن تكون على ارتباط مباشر بهجمات تولوز.
وأكد مدير الأمن العام الداخلي الفرنسي برنار سكرسيني لصحيفة "اللوموند" بأنه كان "من المستحيل القول مساء الأحد، أنه محمد مراح وعلينا اعتقاله" وأضاف المسؤول الأمني "حتى هو –المقصود مراح – لم يكن قد خطط لمهاجمة المدرسة اليهودية صباح الاثنين. فحسب تصريحات مراح لقوات الشرطة الخاصة أثناء حصاره كان هدفه قتل عسكري أخر ولكنه وصل متأخرا. وبما أنه كان يعرف جيدا الحي قرر الارتجال ومهاجمة المدرسة اليهودية".
ويضيف سكرسيني أن مراح قال أيضا خلال محاصرته في شقته إنه "أصبح متشددا بالسجن لوحده عبر مطالعته للقرآن" مضيفا أن ما فعله مراح كان "عملا إراديا معزولا" ونقل المسؤول الأمني عن مراح قوله إن القرآن يتحدث عن كل شيء وبالتالي لا ضرورة للانتماء إلى شبكة ما.
وأضاف مدير الأمن العام الداخلي الفرنسي أن شقيق محمد مراح –قيد الاعتقال- شخصيته مختلفة "الشقيق والشقيقة كانا في يوليو 2010 في مدرسة قرآنية في القاهرة". وقد قال لنا محمد "إنه لا يثق بشقيقه ولم يطلعه على ما نوى عليه وكذلك والدته لم تكن على علم بنواياه"
وقال ساركوزي إن حملة الاعتقالات "ليست على علاقة بتولوز فقط بل جرت على كامل الاراضي. انها على ارتباط بشكل من الإسلام المتطرف وفي توافق تام مع العدالة".
وتابع "ستجري في مطلق الأحوال عمليات أخرى ستتواصل وستسمح لنا كذلك بطرد عدد من الاشخاص عن أراضينا، أشخاص لا داعي لوجودهم عليها في الحقيقة".
وبين الذين تم توقيفهم زعيم جمعية فرسان العزة المتطرفة المحلولة محمد الشملان وأفاد مصدر في الشرطة عن ضبط عدة قطع أسلحة لدى توقيفه في منطقة نانت (غرب) معددا منها "ثلاثة بنادق كلاشنيكوف ومسدس غلوك وقنبلة يدوية".
كما تم ضبط أسلحة أخرى خلال العملية الواسعة النطاق ولا سيما خمسة بنادق ومسدسات ومسدس صعق كهربائي. وعلق ساركوزي على الهجمات التي نفذها محمد مراح في تولوز ومونتوبان (جنوب غرب) وقتل فيها سبعة أشخاص.
وقال ردا على أسئلة إذاعة أوروبا 1 إن هذه الهجمات أثارت "صدمة" في فرنسا تشبه "قليلا" صدمة اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر في الولاياتالمتحدة.
وقال إن "صدمة مونتوبان وتولوز كان لها وقع كبير في بلادنا، بما يشبه قليلا، ولا أود المقارنة بين الفظاعات، الصدمة التي تلت (هجمات) سبتمبر 2001 في الولاياتالمتحدة".