واصلت قوات الرئيس السوري بشار الأسد هجومها العسكري على محافظة ادلب الشمالية مما دفع 1000 لاجيء الى عبور الحدود التركية مع دخول الانتفاضة الدامية ضد حكمه عامها الثاني دون ان يلوح في الافق حل سياسي. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا ان 45 مدنيا قتلوا في محافظة ادلب من بينهم 23 عثر على جثثهم وقد قيدت أيديهم خلف ظهورهم بالاضافة الى خمسة جنود منشقين.
وقررت دول مجلس التعاون الخليجي الست اغلاق سفاراتها بسوريا. وقالت وكالة الأنباء السعودية في وقت متأخر امس الخميس إن أربعا من دول مجلس التعاون الخليجي قررت الانضمام الى السعودية والبحرين في غلق سفاراتها في سوريا بسبب الحملة العنيفة التي يشنها الاسد على الاحتجاجات ضد حكمه.
ويأتي قرار دولة الامارات العربية المتحدة وقطر وسلطنة عمان والكويت بعد إعلان السعودية والبحرين يوم الاربعاء الماضي اعتزامهما إغلاق سفارتيهما في سوريا.
وفي استعراض منسق لإظهار الولاء للرئيس خرجت حشود مؤيدة له إلى شوارع المدن السورية أمس الخميس ملوحين بالأعلام في الذكرى السنوية الأولى لاندلاع الانتفاضة التي تزداد دموية على حكمه وحكم اسرة الاسد المستمر منذ أربعين عاما.
وقال نشطاء من المعارضة إن جنود الاسد اطلقوا النار على أشخاص يحاولون تنظيم مظاهرات مناهضة للنظام في أماكن مختلفة لكن سكانا اكدوا ان متظاهرين تمكنوا من التجمع في حي شعلان الراقي في دمشق للتعبير عن غضبهم.
وواصل مبعوث الاممالمتحدة وجامعة الدول العربية كوفي عنان مساعيه من اجل التوصل إلى اتفاق بشأن مقترحاته لوقف العنف وتحدث مع مسؤولين رفيعي المستوى في سوريا وروسيا.
ومن المقرر ان يطلع عنان مجلس الامن التابع للامم المتحدة اليوم الجمعة على نتائج محادثاته في دمشق ومقترحاته لانهاء العنف.
وقال أحمد فوزي المتحدث باسم عنان في جنيف امس الخميس "باب الحوار مازال مفتوحا. مازلنا نتواصل مع السلطات السورية بشأن مقترحات السيد عنان".
واضاف "جرى اتصال هاتفي مع وزير الخارجية السوري خلال اليوم ... ومع فاعلين دوليين ودول اعضاء لها نفوذ".لكن دبلوماسيين غربيين عبروا عن تشاؤمهم بشأن فرص نجاح عنان في مهمته.
وقالت سوريا يوم الاربعاء انها اعطت ردا "ايجابيا" على مبادرة عنان. ووصف دبلوماسي بالشرق الاوسط رد دمشق بأنه "ليس رفضا". لكن دبلوماسيا غربيا رفيعا في المنطقة قال ان دمشق لم تقبل افكار عنان.
وصور التلفزيون الحكومي ألوفا في وسط دمشق يحملون صور الأسد وأعلام سوريا وروسيا والصين. ولم تنضم موسكو وبكين للدول الغربية في مساندة خطة لجامعة الدول العربية تطالب الأسد بالتنحي.
وأعلنت وسائل الإعلام الرسمية أن القوات الحكومية "طهرت" مدينة إدلب في شمال غرب البلاد من "المجموعات الإرهابية المسلحة" ملمحة إلى أن الجيش يتغلب على الانتفاضة التي قتل فيها نحو ثمانية آلاف شخص أغلبهم من المدنيين.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان ثلاثة جنود قتلوا في حمص.ويحصل المرصد على معلوماته من شبكة من السكان السوريين. ولا يتسنى التحقق من المعلومات الواردة من سوريا بشكل مستقل إذ تمنع السلطات دخول منظمات حقوق الانسان والصحفيين.
وقالت مسؤولة الشؤون الانسانية بالأممالمتحدة فاليري آموس إن سوريا وافقت على بعثة مشتركة لتقييم الاحتياجات الانسانية في المدن السورية المحاصرة هذا الاسبوع لكنها اشارت الى ان ذلك ليس كافيا.
وقالت آموس "كررت دعوتي للحكومة السورية من أجل السماح بدخول المنظمات الانسانية دون عراقيل حتى تتمكن من مساعدة المحتاجين من السكان بصورة محايدة ودون انحياز".
وقالت تركيا أمس ان ألف سوري عبروا حدودها خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية هربا من القتال في ادلب مما يرفع عدد اللاجئين السوريين في تركيا إلى 14 الفا. ومن بين هؤلاء الفارين ضابط سوري برتبة لواء هو السابع الذي يعبر الحدود الى تركيا.
وقال أمس بشير اتالاي نائب رئيس الوزراء التركي في مقابلة مع تلفزيون (ان.تي.في) إن تركيا تتعاون بشكل وثيق مع جامعة الدول العربية لمواجهة مشكلات اللاجئين.
وقال "بالطبع تركيا لديها كثير من الخبرة في هذا الأمر.. حول ما ينبغي عمله بما في ذلك المنطقة العازلة التي أشرتم إليها. الأمر الذي ذكرتموه ضمن الأمور المحتملة التي قد نعكف على دراسته في الفترة القادمة".
وكانت تركيا قد اقامت منطقة عازلة على الحدود بينها وبين العراق في اوائل التسعينات عندما تدفق عشرات الالاف من العراقيين على تركيا.
وتشير تقديرات الأممالمتحدة إلى أن نحو 230 الف شخص فروا من ديارهم منهم 30 الفا تركوا البلاد مما يثير احتمال تفجر أزمة لاجئين اقليمية.
وألقت الحكومة اللوم على قوى أجنبية و"إرهابيين" في الاضطرابات وتقول إن نحو ألفين من جنودها قتلوا في الصراع.
وقال دبلوماسيون إن القتال يتخذ منحى طائفيا. وهناك خلافات بين الأغلبية السنية التي تمثل نحو 75 بالمئة من السكان البالغ عددهم نحو 23 مليون نسمة والطائفة العلوية التي ينتمي لها الاسد وتمثل عشرة بالمئة من السكان ولكنها تسيطر على مراكز النفوذ.