أكد مستشار للملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البحرين أن الدولة الخليجية ستجري قريبا "حوارا شاملا" لإنهاء أزمة سياسية مستمرة منذ عام لكن المعارضة قالت إنه لا علم لها بمثل هذه الخطط. ونشرت وكالة أنباء البحرين في وقت متأخر يوم الجمعة تصريحات نبيل بن يعقوب الحمر مستشار ملك البحرين للشؤون الإعلامية بعد أن قاد رجل دين شيعي بارز أكبر مظاهرة فيما يبدو للمطالبة بالديمقراطية منذ موجة الاحتجاجات التي اندلعت في فبراير شباط العام الماضي.
وقالت الوكالة إن الحمر أعلن "عن قرب عقد حوار شامل يضم جميع مكونات المجتمع البحريني مؤكدا أن الجميع لديه الرغبة في إنهاء هذه الأزمة التي مرت بها البلاد". وقالت شخصية كبيرة من جمعية الوفاق المعارضة التي يقودها الشيعة إن الجمعية ليس لديها علم بأي محادثات جديدة يجري ترتيبها.
وفي حادث قد يزيد محاولات التوصل إلى تفاهم تعقيدا قالت جمعية الوفاق اليوم السبت إن فاضل ميرزا -وهو شاب شيعي عمره 22 عاما- لقي حتفه يوم الجمعة بعد أن أصابته قنبلة غاز مسيل للدموع في اشتباكات أمس. وانسحبت جمعية الوفاق من حوار وطني في يوليو تموز الماضي ووصفته بأنه خدعة. ويشكو الشيعة -الذين يشكلون غالبية سكان البحرين- من تهميش سياسي على أيدي أسرة آل خليفة السنية. وتنفي الحكومة هذا.
وفي جولة الحوار السابقة التي جرت في أعقاب موجة من مظاهرات الاحتجاج المطالبة بالديمقراطية تم الاتفاق على منح البرلمان المنتخب بعض الصلاحيات الاضافية في مراقبة الوزراء والميزانيات. وردت البحرين على المظاهرات بفرض الأحكام العرفية ودعوة قوات من السعودية والامارات للمساعدة في سحق ما اعتبرته انتفاضة.
ودعت الولاياتالمتحدة -وهي حليف وثيق للبحرين- الحكومة الي إجراء محادثات مع جمعية الوفاق وجماعات أخرى. وتقول أحزاب المعارضة الشرعية في البحرين إنها تريد إصلاحا انتخابيا وصلاحيات تشريعية كاملة للبرلمان المنتخب وحكومة منتخبة وهي تغييرات تزعج السعودية جارة البحرين القوية والدول الخليجية الأخرى.
وعقد الشيخ خالد بن احمد الوزير بالديوان الملكي اجتماعات منفصلة مع شخصيات من جمعية الوفاق وأحزاب المعارضة الأخرى في يناير كانون الثاني وفبراير شباط هذا العام للاستماع إلى آرائهم بشأن المفاوضات المحتملة. لكن النشطاء الشبان وجماعات سياسية معارضة للملكية لا يريدون دخول جمعية الوفاق في محادثات. ورفع نشطاء لافتات ترفض الحوار مع القتلة في مسيرة أمس الجمعة خارج العاصمة المنامة ضمت ما يقدر بنحو 100 ألف متظاهر.
ويقول النشطاء إن 27 شخصا على الأقل قتلوا منذ إنهاء الأحكام العرفية في يونيو حزيران جراء العنف المفرط من قبل الشرطة حيث توفي كثير منهم متأثرين بالغاز المسيل للدموع. وأجرت الحكومة تحقيقا في أسباب الوفاة وما إذا كان يمكن أن تعزى فعلا الي الأزمة السياسية.
وتقع اشتباكات يومية بين شرطة مكافحة الشغب والشبان في المناطق الشيعية. وتصف الحكومة الشبان الذين يرشقون الشرطة بقنابل حارقة بأنهم مخربين وتقول إنه يتعين على جمعية الوفاق بذل المزيد للسيطرة عليهم. ودعت الجماعات السنية المؤيدة للحكومة التي تتهم المعارضة بأنها موالية لإيران الشيعية الحكومة الي عدم الدخول في محادثات.