محافظ الجيزة يتفقد سير الدراسة وتسليم الكتب ويؤكد: منع الإشغالات بمحيط المدارس    رد الجنسية المصرية ل 12 شخصا بقرار من وزير الداخلية (الأسماء)    وزير الدفاع يشهد مشروع مراكز القيادة الإستراتيجى التعبوى    «فرص لوظائف عالمية».. وزير التعليم العالي يهنئ «النيل للهندسة بالمنصورة» لاعتماده من «ABET» الأمريكية    إلغاء أكثر من 30 رحلة من وإلى مطار بيروت اليوم    محافظ أسيوط يتفقد مزرعة الوادى للوقوف على سبل تطويرها    انخفاض المؤشر الرئيسي للبورصة ببداية تعاملات اليوم الثلاثاء    المشاط: إصلاح الهيكل المالي العالمي ضرورة من أجل مستقبل عادل    بزشكيان يحذر من تحويل لبنان إلى غزة ثانية بسبب إسرائيل    قوات الاحتلال تعتقل 25 فلسطينيا من الضفة    أخبار الأهلي : ثنائي جديد على أبواب الرحيل عن الأهلي بعد السوبر الأفريقي    موتسيبي: التمويل سبب أزمة الكرة الإفريقية    «كان أكرم من الجميع».. شوبير يشيد باعتذار أحمد بلال لنادي الزمالك    هاني رمزي: مواجهة السوبر الإفريقي متكافئة.. ومشاركة داري مع الأهلي لن تكون مفاجأة    المشدد 3 سنوات لموظف سابق في قضية تلقي رشوة مالية    هل تعود درجات الحرارة للارتفاع مرة أخرى الأسبوع المقبل؟.. «الأرصاد» توضح    اختلاط مياه الصرف مع الوصلات المنزلية.. محافظ أسوان يكشف أسباب إصابت النزلات المعوية    الذكاء الاصطناعي وعالم الفن، في العدد الجديد من مجلة مصر المحروسة    لمواليد برج العذراء.. اعرف حظك في الأسبوع الأخير من شهر سبتمبر 2024    رئيس جامعة القاهرة يستقبل وفد جامعة جوان دونج الصينية لتعزيز التعاون المشترك    بالفيديو.. أسامة قابيل للطلاب: العلم عبادة فاخلصوا النية فيه    جولة مفاجئة لوزير الصحة بالمستشفى القبطي ومكتب صحة الفجالة.. ماذا اكتشف؟    انطلاق العام الدراسي الجديد.. كيف تمنع خمول طفلك بعد تناول الطعام؟    الصحة: حصول 3 مستشفيات على شهادة اعتماد الجودة من ال GAHAR    غارات جوية إسرائيلية تستهدف عدة بلدات جنوب لبنان    أبو الغيط يوقع مذكرة تفاهم الجامعة العربية ومنظمة التعاون الرقمى بنيويورك    رئيس حكومة إسبانيا يعرب عن"قلقه البالغ" بشأن التفجيرات الإسرائيلية بلبنان    وزارة الداخلية تقرر إبعاد 2 أجانب خارج مصر    بعد قليل.. الحكم على البلوجر سوزى الأردنية بتهمة سب والدها على الهواء    إصابة 4 أشخاص فى حادث تصادم سيارتين على الطريق الزراعى الشرقى بسوهاج    الخطوط القطرية تعلق رحلاتها من وإلى بيروت حتى يوم غد    العراق والولايات المتحدة يبحثان تعزيز العلاقات الاقتصادية الثنائية    أسعار اللحوم الجملي والضاني اليوم الثلاثاء 24-9-2024 في الأسواق ومحال الجزارة بقنا    لهذا السبب..إيمي سمير غانم تتصدر تريند " جوجل"    السكة الحديد تعلن تأخيرات القطارات المتوقعة اليوم الثلاثاء    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 24-9-2024 في محافظة قنا    الإفتاء: الإسلام حرم نشر الشائعات وترويجها وتوعد فاعل ذلك بالعقاب الأليم    معلومات الوزراء: التكنولوجيا المالية ثانى أكثر صناعة مُنتجة للشركات الناشئة    وزير الإسكان يتابع موقف توفيق الأوضاع بالأراضي المنضمة لأحوزة المدن الجديدة    نجم الأهلي السابق يكشف توقعاته لمباراة القمة في السوبر الافريقي    وكيل ميكالي: الأرقام المنتشرة عن رواتب جهازه الفني غير صحيحة    نجيب ساويرس: ترامب وكامالا هاريس ليسا الأفضل للمنطقة العربية    30 قيراط ألماظ.. أحمد سعد يكشف قيمة مسروقات «فرح ابن بسمة وهبة» (فيديو)    مدين ل عمرو مصطفى: «مكالمتك ليا تثبت إنك كبير»    محمد على رزق يوجه رسالة للشامتين في حريق مدينة الإنتاج: «اتعلموا الأدب في المصايب»    مريم الجندي: «كنت عايزة أثبت نفسي بعيدًا عن شقيقي واشتغل معاه لما تيجي فرصة»    غدا.. افتتاح معرض نقابة الصحفيين للكتاب    قنصل السعودية بالإسكندرية: تعاون وثيق مع مصر في 3 مجالات- صور    السيطرة على حريق باستراحة تمريض بسوهاج دون إصابات    مروان حمدي يكشف كيف ساعده الراحل إيهاب جلال في دراسته    أضف إلى معلوماتك الدينية| دار الإفتاء توضح كيفية إحسان الصلاة على النبي    هل منع فتوح من السفر مع الزمالك إلى السعودية؟ (الأولمبية تجيب)    وزير الأوقاف يستقبل شيخ الطريقة الرضوانية بحضور مصطفى بكري (تفاصيل)    محارب الصهاينة والإنجليز .. شيخ المجاهدين محمد مهدي عاكف في ذكرى رحيله    الآن رابط نتيجة تقليل الاغتراب 2024 لطلاب المرحلة الثالثة والشهادات الفنية (استعلم مجانا)    أحمد موسى يناشد النائب العام بالتحقيق مع مروجي شائعات مياه أسوان    طريقة عمل الأرز باللبن، لتحلية مسائية غير مكلفة    خالد الجندي: بعض الناس يحاولون التقرب إلى الله بالتقليل من مقام النبى    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حنين الزعبى فى حوار مع (الشروق): المصريون أصابوا إسرائيل بصدمة حضارية
الاحتلال قلق منذ سقوط النظام المصرى الحليف.. لكن الخطر الأكبر عليه هو ظهور الإنسان العربى الجديد
نشر في الشروق الجديد يوم 08 - 03 - 2012

مشاكسة هى النائبة العربية فى الكنيست الإسرائيلى، حنين الزعبى، منذ اختارت أن تواجه الإسرائيليين عبر ديمقراطيتهم المزعومة، مما يعرضها لحملات كراهية وعنصرية لا تتوقف وبلغت حد محاولة الاعتداء عليها، لاسيما منذ شاركت فى أسطول الحرية لقطاع غزة المحاصر إسرائيليا فى مايو 2010، وشنت هجوما حادا على جيش الاحتلال.. «عجل إسرائيل المقدس»، كما تسميه.

حنين تؤكد فى حوار مع «الشروق» أن «الموساد» فشل فى توقع الثورات العربية، وأن الثورة المصرية تحديدا أصابت إسرائيل ب«صدمة حضارية»، بعد أن كانت تستهين بالشعوب والحضارة العربية، موضحة أن رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو، يتعامل مع القاهرة الآن بسياسة «درء المفاسد مقدم على جلب المنافع».

فى هذا الحوار الشامل تتحدث حنين، النائبة عن حزب التجمع الوطنى الديمقراطى، أيضا عن توقعاتها لمستقبل مصر، والعلاقة بين تهديد المصالح الأمريكية فى المنطقة ودعم واشنطن لتل أبيب، فضلا عن محاولات سعودية لزعزعة مكاسب الثورات العربية، وغيرها الكثير من الملفات، فإلى نص الحوار..

● بداية.. ما تقييمك لتجربة الثورة المصرية حتى الآن؟
لا تستطيع الشعوب أن تهزم 30 عاما من القمع فى سنة، خاصة أن النظام القامع لم يؤسس ما يمكن الاعتماد عليه فى مرحلة بناء الديمقراطية، لا من ناحية أحزاب منظمة (عدا جماعة الإخوان المسلمين)، ولا من ناحية نقابات عمال قوية. فالوضع خلال حكم مبارك لم يكن وضع مؤسسات وأحزاب يمكنها الصعود بسرعة بعد سقوط رأس النظام، بل كان أشبه بانعدام المؤسسات والأحزاب والتيارات، وهو وضع أصعب من حالة القمع، مما يصعب عملية البناء بعد الثورة.

● إذن كيف يستدل على نجاح الثورة؟
يستدل عليه بكيفية تجاوز العقبات. وهناك ضمانات لهذا النجاح، هى: بقاء روح الميدان وقيمه، وتحويل قيم الثورة إلى خطاب يهيمن على كل الأحزاب، وعدم المساومة أمام سلوكيات المجلس العسكرى، الذى يتبع بشكل واضح عقلية النظام القديم. الثورة ستنجح عندما يظهر الإنسان المصرى الجديد، الذى يقضى على قلة حيلته ويسقط الفساد تماما.

● برأيك.. ماذا تحقق من شعار «عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية»؟
يكفى أن المواطن المصرى أصبح قادرا على النزول للشارع ألف مرة إذا حاول المجلس العسكرى أو أى حزب أو قوة العودة بمصر إلى أسلوب النظام القديم.

● هل صعود الإخوان المسلمين يخدم أهداف الثورة أم يؤخر تحقيقها؟
بالطبع يستطيع الإخوان أن يؤخروا تحقيق أهداف الثورة إذا كان هدفهم هو مجرد الوصول للسلطة، وليس تحريرها من قواعد النظام القديم، لكنهم بذلك سيقضون على مستقبلهم. إن وجود الميدان وبناء الأحزاب العلمانية والليبرالية والقومية سيقطع الطريق أمام كل من تسول له نفسه القفز على أهداف وقيم ثورة يناير.

● يذهب البعض إلى أن المجلس العسكرى يريد ضمانات مقابل نقل السلطة للمدنيين حتى لا يُحاكم على المرحلة الانتقالية.. فما تعليقك؟
إن عدم محاكمة المجلس العسكرى، برئاسة المشير «محمد حسين» طنطاوى على قتل الشباب هو أخطر من السكوت على قمع النظام السابق للشعب، فعدم محاكمة المجلس هو غدر بالثورة. نستطيع أن نفهم قتل المصريين بأوامر من مبارك، لكن لا نستطيع أن نفهم قتلهم بأوامر من المجلس المؤتمن على الثورة. من المهم محاسبة المجلس ونقل السلطة للمدنيين.

● ماذا تتوقعين لمستقبل مصر؟
أتوقع، وهذا ما أرغبه، أن تتصدر مصر دول المنطقة سياسيا، وهى لديها كل الإمكانيات، لاسيما إذا توفر الدعم العربى، وعادت عشرات الآلاف من الكفاءات المصرية المهاجرة.

● لننتقل إلى الداخل الإسرائيلى.. كيف تصفين شعور تل أبيب مع انطلاق ثورة يناير؟
فى كلمتين، صدمة فقلق، وبعدهما حاولت السيطرة على نتائج الثورة بدعم نظام مبارك، وبمحاولة توجيه الرد الأمريكى والأوروبى لدعمه أيضا.

● ألم تكن هناك توقعات إسرائيلية باندلاع ثورات على الأنظمة العربية الديكتاتورية؟
نحن لا نتحدث عن انقلاب عسكرى مخطط، بل عن تحركات شعبية عفوية ومتدحرجة، وهى من نوع العمليات التى يصعب على (المخابرات الخارجية الإسرائيلية) «الموساد» التنبؤ بها. هذا فضلا عن عامل الاستهتار الإسرائيلى بالشعوب وبالحضارة العربية، فعدم التوقع لا ينبع من قلة معلومات فقط، بل أساسا من الجهل الإسرائيلى بالعرب، فالإسرائيليون لديهم عنصرية واستعلاء واستهانة بقدرات العرب.

● وهل انتهى هذا الاستعلاء بمجرد اندلاع الثورة المصرية بعد التونسية؟
لا.. فبعد اندلاعها ظلوا مستهترين بالانتخابات وبعملية بناء الديمقراطية وبالشباب المصرى، ويشككون فى صدقية دافع الشعوب العربية للحرية والعدالة والسيادة، وفى إمكانية نجاح الثورة. القضية ليست قضية «مفاجأة» لقلة المعلومات، بل هى أقرب ما تكون لصدمة حضارية.

● وكيف تعامل الإسرائيليون مع الثورة؟
منذ اليوم الثانى للثورة، بدأ الإعلام والمحللون والسياسيون فى التحذير، وبعضهم رأى أن الثورة ستنقل مصر من «الاستبداد العلمانى» إلى «الاستبداد الدينى»، ناهيك عن أن جزءا كبيرا من التغطية الإعلامية كانت ممجدة لمبارك حتى بعد سقوطه، لدرجة أن بعض الصحفيين والسياسيين يطلقون عليه «أبوالوطنية المصرية»!. إسرائيل كانت، وستبقى، صديقة الأنظمة الديكتاتورية، ولن تغير الثورات هذا الموقف.

● برأيك.. ماذا خسرت إسرائيل من تنحى مبارك وصالح وهروب بن على واحتمال سقوط الأسد؟
الخسارة إستراتيجية، فإسرائيل خسرت حلفاء، نظام مبارك لم يكن أقل من حليف مركزى فى المنطقة. فلو لم تحظ بدعم رسمى عربى، تمثل فى الصمت وقلة الحيلة أحيانا وصمت المواقف أحيانا أخرى، وبدعم فعلى عبر عنه بالموقف من المقاومة والمقاطعة والحصار، لما تجرأت إسرائيل على مخالفة القانون الدولى بارتكاب الجريمة تلو الأخرى.

لقد أقيمت إسرائيل إثر حرب النكبة عام 1948، وتوسعت بحرب الأيام الستة عام 1967، وهذا نتاج الضعف العربى، لكن المهانة العربية تكمن فى أن الاحتلال توسع فى الاستيطان وقتل الفلسطينيين خلال أوقات «السلام» أيضا.

● وهل سيتغير هذا الوضع بعد الثورات العربية؟
إن تغيير الأنظمة وتفعيل إرادة الشعوب العربية كجزء فاعل فى السياسات الخارجية والفلسطينيون بالنسبة لبقية العرب هم جزء من السياسة الداخلية سيعنى الانتقال لمعادلة بسيطة مفادها أن ما استطاعت إسرائيل أن تفعله فى أوقات السلام سيكون عليها الآن فعله عبر حسابات الأزمات السياسية وتهديد السلام المزعوم.

● برأيك.. هل سيستمر القلق الإسرائيلى؟
الخطر والقلق من الناحية الإسرائيلية لا يكمن فقط فى سقوط حليف مصرى، لا يستطيع العالم العربى التحرك بجدية من دونه، ولا فى اختفاء أنظمة وسياسات وظهور أخرى تدرك مدى خطورة الدور الإسرائيلى فى عرقلة تطور العالم العربى (إلى جانب قمعها للفلسطينيين)، بل الخطر فى ظهور الإنسان العربى الجديد. فالاحتلال يعرف أن هذا الإنسان سيسحب من تحته الضمان الذى أعطته إياه الأنظمة العربية المستبدة، حتى باتت هذه الأنظمة تنتصر لتل أبيب على حساب شعوبها.

● وما هى مواصفات هذا الإنسان العربى الجديد؟
وفقا لشرعية الثورات لن يتوقف تغيير الأنظمة، بل سيكون هو القاعدة، أما الذى لن يتغير فهو الإنسان العربى الجديد، وهو قادر على إنجاح أنظمة وإسقاط أخرى، بناء على ثابت واحد، هو مدى نجاح هذه الأنظمة فى تحقيق تطلعاته وحماية حقوقه، وإحدى هذه التطلعات هى السيادة على القرار الخارجى. هذا ما تخشاه إسرائيل، فهى لا تخشى هذا النظام أو ذاك، بمعنى أنها لن تخشى جماعة الإخوان المسلمين، إذا ما أظهر «مرشدها العام محمد بديع» ورفاقه براجماتية تصل حد التهاون فى الحقوق العربية.

● إذن.. ماذا تريد إسرائيل بالضبط؟
مخطط تل أبيب الآن هو ألا يخلف سقوط الأنظمة الحليفة لها، أنظمة معادية، فبين التحالف والعداء، هناك حالة انعدام العداء، أى حالة التصالح مع الوضع القائم، وعلى رأسه اتفاقية السلام بين تل أبيب والقاهرة، والانتقال من سياسات التحالف الفعال، إلى سياسات عدم الرضا غير الفعال، تلافيا لسياسات عدم الرضا الفاعل الذى يتخذ النظام فى مصر وفقا لها خطوات تصعيدية ضد تل أبيب.

● أى خطوات تقصدين؟
هناك عشرات الخطوات التصعيدية قبل إعلان الحرب، منها سحب السفير، وقطع العلاقات الدبلوماسية، وتصعيد الخطاب السياسى لتعبئة الشارع للخروج فى مظاهرات. نتنياهو يتعامل الآن مع مصر بسياسة «درء المفاسد مقدم على جلب المنافع».

● وهل سيقبل «الإنسان العربى الجديد» بهذا الوضع؟
لا.. فلن تنفع معه سياسة الصمت بعد الآن، سواء تحت حكم الإخوان المسلمين أم غيرهم، ولن يقبل بالانتقال من التعاون الصامت مع إسرائيل إلى انعدام التعاون الصامت، فالصمت فى أساسه لم يعد ينفع.. الثورة كانت ضد الخوف، أى ضد الصمت، وضد كل ما يجلبه الصمت من قلة حيلة وسلبية واستكانة. فبعد الآن، لن يمرر إنساننا العربى السياسات الإسرائيلية دون محاسبة.

● مع هذه التغيرات العربية.. هل يتزايد التحالف الأمريكى الإسرائيلى قوة؟
لا يمكن أن نتصور تحالفا أقوى من الحالى، فأعضاء الكونجرس الأمريكى ينافسون أعضاء الكنيست من اليمين فى ولائهم لسياسات إسرائيل. والإعلام الأمريكى أقل انتقادا من الإعلام الإسرائيلى نفسه لسياسات الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة بحق الفلسطينيين فى الضفة الغربية وقطاع غزة. والرئيس الأمريكى باراك أوباما يبلع كل تهديد يطلقه فى وجه إسرائيل. فماذا نتوقع أكثر من ذلك؟!

● إذن هل يجبر توجه المنطقة نحو الديمقراطية واشنطن على سياسة أقل تحيزا لتل أبيب لا سيما مع تراجع النفوذ الأمريكى فى المنطقة؟
تراجع النفوذ الأمريكى فى المنطقة شىء ودعم إسرائيل شىء آخر. المعادلة هى أنه مادام لم يترافق تقلص النفوذ الأمريكى مع تهديد جدى لمصالح واشنطن فى المنطقة، فلن تغير الأخيرة جديا من دعمها لتل أبيب.

حاليا النفوذ الأمريكى يتراجع لكن دون أن يصل لتهديد مصالح واشنطن الاقتصادية والعسكرية، فقد يتراجع نفوذك السياسى دون أن تتضرر بنفس الدرجة مصالحك العسكرية والاقتصادية، ولاسيما النفط. وهذا يعود إلى أن مركز المصلحة الأمريكية العسكرية والاقتصادية ما زال يكمن بعد مصر، فى السعودية وبقية دول الخليج، وهنالك الأمور ما زالت مستقرة، وبالعكس فالسعودية هى قاعدة زعزعة مكاسب الثورات العربية.

● البعض يرون أن 2011 كان أسوأ عام على إسرائيل لما شهده من ثورات عربية أسقطت أنظمة حليفة لتل أبيب.. فهل توافقينهم الرأى؟
بالطبع لا.. فإذا كان 2011 هو الأسوأ فى تاريخ إسرائيل، فهنيئا لها وتستطيع الاطمئنان. ففى 2011، استمر الاحتلال فى أنشطة التهويد والاستيطان وتمرير أكثر القوانين عنصرية وتهويدية للإنسان والتاريخ والجغرافيا. على عام 2011 أن يكون بداية لتاريخ جديد فى المنطقة، فلا يجب أن تخمد روح الثورية والتضحية والعند فى المستقبل.

● وهل تأثرت الاحتجاجات الإسرائيلية على سياسات نتنياهو الاقتصادية بثورات الربيع العربى؟
فقط فيما يتعلق بالمشهدية العامة، التى تتلخص فى خروج الناس للشارع وقناعاتهم بعدم السكوت عن سياسات لا تعكس مصالحهم الحقيقية. أما فيما يتعلق بمفاهيم الثورة وإسقاط النظام، فهذا غير موجود فى قاموس الشارع الإسرائيلى. الشارع لم يخرج لثورة يريدها أن تقلب نظاما كاملا بكل بديهياته وقيمه واستبداديته، كون النظام فى إسرائيل يستمد شرعيته من الشارع عبر انتخابات حرة. فمن جهة الدولة ديمقراطية ومؤسساتية فى كل ما يتعلق باليهود، واستبدادية وقمعية فى كل ما يتعلق بالصراع العربيى الإسرائيلى وبالمواطنين الفلسطينيين، وهو ما ينسجم مع رغبات الشارع الإسرائيلى.

● ألا يحتاج هذا الشارع على ما يعنيه العرب داخل إسرائيل؟
لا. كل استطلاعات الرأى تظهر زيادة يمينية هذا الشارع وعنصريته، ف78% من اليهود يؤيدون تهميش الفلسطينيين (المواطنين فى إسرائيل)، وإخراجهم من عملية صنع القرار، ليس فقط فيما يتعلق بقضايا السلام والأمن، بل أيضا فيما يتعلق بالقضايا الاقتصادية والاجتماعية. وأكثر من 70% يغلبون القيم الصهيونية على الديمقراطية، فعندما خرجوا للاحتجاج على قضايا المسكن، لم يهتموا بأنهم يسكنون على أراض فلسطينية تمت مصادرتها، وأن البلدات اليهودية تتوسع على حساب العربية، وهنا لا أتكلم عن المناطق المحتلة عام 1967، أى عن الضفة وغزة، بل عن فلسطين التاريخية، أى أراضى 1948.

أما العرب داخل إسرائيل فلا يوجد بينهم من يرضى عن سياسات نتنياهو ولا غيره، فالقضية مع العرب، على خلاف اليهود، ليست فى هذه الحكومة أو تلك، بل هى فى سياسات دولة ترى فى العرب الفلسطينيين، على جانبى الخط الأخضر، أعداء، وترى فى الفلسطينيين (المواطنين) خطرا على يهودية الدولة، وفى نفس الوقت تعارض حق الفلسطينيين فى إقامة دولتهم.

● برأيك.. إلى أى شىء سينتهى المسعى الفلسطينى فى الأمم المتحدة.. إلى عضوية كاملة أم وضع مراقب أم فشل تام؟
السلطة الفلسطينية توجهت لهذا النضال الدبلوماسى ليس كمسار يعزز مسار النضال الميدانى الشعبى ضد الاحتلال، بل كمسار يستبدله، وهذا يؤسس للفشل. لقد أرادت السلطة أن تعاقب إسرائيل على فشل المفاوضات، أى حاولت الضغط لإعادة تل أبيب إلى مسار مفاوضات عبثى يعمق الاحتلال. يجب أن يسقط النظام الفلسطينى القديم كما أسقط الربيع العربى أنظمة خالية السيادة. لقد خرجت السلطة من مربع علاقة المحتل مع الاحتلال إلى علاقة «التنسيق» و«التفاهمات» على حساب شرعية النضال وإمكانياته.

● ألا تتوقعين انتفاضة فلسطينية ثالثة فى حال انسداد الأفق أمام الفلسطينيين؟
الانتفاضة الشعبية المقبلة ستكون فى وجه السلطة، ورئيسها محمود عباس، والفصائل الفلسطينية، وإسرائيل أيضا. أنا متأكدة أن الشعب الفلسطينى لن يبقى صامتا على الوضع الحالى، لاسيما فى خضم الربيع العربى، رغم حالة الاستكانة التى أوجدتها اتفاقات أوسلو وأبعدتنا عن النضال.

على السلطة إعلان العصيان المدنى، وعدم الوقوف فى وجه المقاومة الشعبية، خوفا من غضب الاحتلال الإسرائيلى، أو من وقف المساعدات الأمريكية، وعليها إتمام المصالحة وإصلاح منظمة التحرير. عليها أيضا إدراك أن الوظيفة الطبيعية الوحيدة لقيادة الشعب المحتل، هى فى قيادة نضاله ضد الاحتلال. أتوقع أن تخلق الانتفاضة المقبلة مرجعيات سياسية جديدة، خارج ثنائية السلطة حركة حماس «عباس - مشغل».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.