على عكس ما يطلقه الساسة الإسرائيليون من تصريحات مطمئنة عن مستقبل العلاقات الإسرائيلية المصرية بعد ثورة 25 يناير، كشفت النائبة العربية فى الكنيست حنين الزعبى فى حوار مع «الشروق» عن أن تل أبيب تخشى التأثيرات المتوقعة لهذه الثورة على السياسة الخارجية المصرية. الزعبى رأت أن العلاقات المشتركة فى عهد الرئيس السابق حسنى مبارك «82 عاما» كانت فى صالح تل أبيب أكثر منها فى صالح القاهرة. وأعربت عن اعتقادها بعودة دور مصر الإقليمى، داعية النظام المصرى المقبل إلى التعاطى مع كل القوى الإقليمية، وبينها إيران، لسبب رئيسى أوضحته فى الحوار التالى: ● بداية.. ما رأيك فى إعلان تل أبيب أنها لا تخشى على منظومة العلاقات الإسرائيلية المصرية؟ هذه التصريحات تعبر عن آمال وليس قناعات.. إسرائيل تحاول من خلالها الضغط على النظام المصرى المقبل، لأن هناك تخوفات إسرائيلية من أن النظام المقبل سيعبر عن رأى الشارع، مما يعنى أن هذا النظام لن يتسامح مع السياسات الإسرائيلية بشأن الاستيطان وتهويد القدس وحصار غزة. كما تخشى تل أبيب على مصير اتفاقية السلام القائمة بين القاهرة وتل أبيب منذ عام 1979. ● وما هى توقعاتك بالنسبة لهذه الاتفاقية؟ أعتقد أن ثورة يناير لن تؤثر فى المدى القريب على مصير اتفاقية كامب ديفيد.. وفى المقابل، أعتقد أن إسرائيل ستتحسب أكثر لرد الفعل المصرى على سياسات الاحتلال، فتل أبيب تعرف جيدا أن النظام المقبل لن يتجاهل غضب الشارع المصرى والعربى عامة، مما سيمثل تحجيما للاستهتار الإسرائيلى. ● كثيرا ما استخدم نظام مبارك الإخوان المسلمين كفزاعة للتخويف من الإصلاح.. فهل مازالت تل أبيب تخشى الإخوان؟ بالطبع.. فزاعة الإخوان مازالت فعالة، فإسرائيل، مثل الغرب والأنظمة العربية، تشعر بالحاجة إلى استخدام هذه الفزاعة لتحقيق مكاسب. وأتوقع أن تستمر إسرائيل فى استخدام فزاعة الإسلاميين؛ لكونها تخشى وجود نظام عربى ديمقراطى، ولاسيما فى مصر. تل أبيب تدرك أن هيمنتها على العالم العربى تنبع من تحجيم دور الشعوب العربية. إن خروج ملايين المحتجين إلى شوارع مصر أفزع إسرائيل، خاصة أنها تعلم أن فلسطين هى القضية الخارجية الأولى للمصريين. ● وكيف يرى الساسة الإسرائيليون ما يشهده العالم العربى من احتجاجات تطالب بالحرية؟ كل ثورة من أجل حقوق الشعوب العربية ستمثل بالضرورة تقييدا للسياسات الإسرائيلية، فمصدر خوف الإسرائيليين ليس وصول حركات إسلامية إلى الحكم، وإنما أن تعبر الأنظمة الحاكمة المقبلة فى العالم العربى عن إرادة الشعوب العربية، ما يتناقض مع مصالح الاحتلال الإسرائيلى. ● من هذا المنطلق.. هل هناك مخاوف إسرائيلية من وقف نهائى لتدفق الغاز الطبيعى المصرى إليها؟ بالفعل.. تل أبيب قلقة من تأثيرات الثورة على مجمل علاقاتها مع مصر، فهذه العلاقات كانت قائمة على حماية مصالح إسرائيل أكثر من حماية مصالح مصر، وبالتالى عندما يعبر النظام المقبل عن إرادة الشعب الراغب فى استعادة ثرواته، فمن الطبيعى أن تصاب إسرائيل بالقلق بشأن عدة ملفات، أبرزها إمدادات الغاز الطبيعى المصرى، فتل أبيب تعلم جيدا أنها اشترت هذا الغاز بثمن بخس. ● فى ظل التغيرات المتوقعة فى السياسة الخارجية المصرية.. ما توقعاتك لدور مصر الإقليمى؟ لقد تسبب نظام مبارك فى تراجع دور القاهرة إقليميا، وهو ما سيتغير فى الفترة المقبلة. وأنا أرى فى النموذجين التركى والإيرانى خير دليل، فكلما خرجت الدولة من الهيمنة الأمريكية زاد ثقلها الإقليمى. وأنصح النظام المصرى المقبل بالتعامل مع كل القوى الإقليمية، وإنهاء القطيعة مع إيران، طالما لا يتناقض ذلك مع مصالح الشعب المصرى، من أجل وقف الهيمنة الأمريكية والاحتلال الإسرائيلى.