أعلن وزير الخارجية الدكتور محمد كامل عمرو، اليوم الأربعاء، رفض مصر للمساعي الرامية لتقسيم ليبيا، مؤكدًا حرص مصر على وحدة التراب الليبي ودعم وحدة ليبيا، كما أكد ثقته في حكمة الليبيين وقدرتهم على بناء دولة حديثة. محمد عمرو وزير الخارجية أن قوة ليبيا في وحدتها وأن مصر حريصة علي دعم وحدة ليبيا، كما أكد ثقته في حكمة الليبيين وقدرتهم علي بناء دولة حديثة بعد ثورتهم ضد نظام اعتمد على القبلية والعصبيات، وإنشاء نظام مستقر قادر علي قيادة البلاد التي عانت طويلا من الافتقار إلى مؤسسات الدولة بالمعنى المتعارف عليه في ظل النظام السابق.
جاء ذلك ردًا علي إعلان "المجلس الانتقالي في برقة" إنشاء حكم ذاتي في الإقليم الواقع بشرق ليبيا، وشدد الوزير على أن مصر لن تسمح مطلقا بأي أنشطة معارضة للثورة الليبية على أراضيها، نافيا ما تردد عن بث قنوات معادية للثورة على قمر النايل سات، وأكد منع عقد أية اجتماعات في مصر معارضة للحكومة الليبية.
وأشار عمرو إلى وجود تعاون بين الحكومتين المصرية والليبية لبحث موضوع تسليم المطلوبين في ليبيا، وكذلك في مجال ضبط الحدود بين البلدين.
وردا على سؤال حول الأزمة السورية قال وزير الخارجية: إن مصر كانت أول من نبه إلى خطورة الأزمة وفداحة تداعياتها على الأمن العربى بصفة عامة، وأشار إلى مشاركته في اجتماعات لجنة المبادرة العربية مع القيادات السورية خلال زيارة اللجنة لدمشق.
وأضاف: إنه حث تلك القيادات على ضرورة التعلم من أخطاء الآخرين وعدم تكرار الأخطاء التى وقعت فيها أنظمة الحكم فى مصر وتونس وليبيا واليمن ، وهى الأخطاء التي لم تسفر سوى عن المزيد من إراقة الدماء، كما أنه حذر القيادات السورية من أن ما يرفضونه اليوم من حلول قد لا يكون مطروحا عليهم غدا عندما تتجاوز الأزمة نقطة اللاعودة.
وذكر وزير الخارجية أيضا أنه قد حذر من إمكانية تفسير استخدام الفيتو فى مجلس الأمن مؤخرًا على أنه تأييد للنظام وقبول باستمرار الوضع على ما هو عليه ، لافتا إلى مشاركة مصر فى تقديم مشروع القرار العربى إلى مجلس الأمن، وكذلك إلى تزعمها مشروع القرار الذي أصدرته الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية ساحقة لدعم المبادرة العربية، وأكد تأييد مصر للعقوبات على سوريا فيما لا يمس حياة المواطن السوري العادي.
وردًا على سؤال بشأن مطالبة البعض بتسليح المعارضة السورية، قال الوزير: إن مصر ترى أن هذه الخطوة ستفضى إلى تصعيد الصراع العسكرى وإشعال حرب أهلية فى سوريا، وأضاف: إن القوى الغربية ذاتها لا تريد تدويل الأزمة لأن التدخل العسكري في سوريا له حسابات أكثر تعقيدا من التدخل فى الأزمة الليبية، من حيث اختلاف طبيعة الجغرافيا وتوزيع الكتل البشرية بين البلدين وتركيبة المعارضة للنظام الحاكم وطبيعتها.