أعلن مصدر أمني مسؤول في دمشق، أن الجيش السوري اقتحم حي بابا عمرو في مدينة حمص وسط البلاد أمس الأربعاء، ويقوم الآن بعملية تطهير فيه. بينما أكد نشطاء معارضون أن الجيش لم يقتحم الحي بعد، وأن معارك عنيفة تدور على مشارفه بين الجيش النظامي والمسلحين من ما يطلق عليه ب"الجيش الحر".
وأكد المصدر الأمني أن "هذه المنطقة تحت السيطرة.. لقد قام الجيش بعملية تطهير للحي، بناء تلو البناء، ومنزلاً تلو المنزل"، مشيرًا إلى أن "الجنود يفتشون كافة الأقبية والأنفاق بحثًا عن الأسلحة والإرهابيين" وإنه "ما تزال هناك بعض البؤر التي يجب تقليصها".
من جانبها أكدت مصادر في المعارضة السورية شن قوات الجيش السوري هجومًا بريًا على حمص يوم الأربعاء، في محاولة لدخول حي بابا عمرو.
ونقلت وكالة "رويترز" عن الناشط المعارض محمد الحمصي، في اتصال هاتفي مع الوكالة من حمص عبر الأقمار الصناعية، قوله إن "الجيش يحاول إدخال مشاته من ناحية ساحة الباسل لكرة القدم، وهناك مواجهات شرسة بالبنادق والأسلحة الآلية الثقيلة"، مضيفًا أن الجيش قصف بابا عمرو بضراوة يوم الثلاثاء وخلال الليل قبل أن يبدأ هجومه البري. بينما أكدت مصادر معارضة أن الهجوم على الحي بدأ بعد ليلة هادئة.
كما نقلت وكالة "فرانس برس" عن العضو في "الهيئة العامة للثورة السورية" هادي العبد الله، تأكيده أن قوات النظام "لم تدخل حتى هذه اللحظة بابا عمرو"، ولكنها تمكنت من قطع طريق إمداد سري إلى الحي وتفجيره بالديناميت مما أسفر عن إصابة بعض المسلحين الذين كانوا فيه.
وأوضح أن الطريق كان عبارة عن "أنبوب ماء بطول 2700 متر وقطره 105 سنتيمترات، ويفترض التقدم فيه على الركبتين، وكان ذلك صعبًا جدًا".
يذكر أن هذا الأنبوب يعد جزءًا من الخط المعروف بخط "ساريكو" ويربط بين نهر العاصي في حمص وحماة، وقد استغرق بناؤه سنوات طويلة، لكن لم يتم استخدامه للغرض المخصص له بعد، فاستغل الناشطون والمسلحون جزءًا منه يربط بين بساتين بابا عمرو وبساتين قرية مجاورة من أجل التحرك وإدخال ما يحتاجون إليه من غذاء ودواء بالإضافة طبعًا إلى الأسلحة.
واعترف العبد الله: "كان هذا منفذنا الوحيد إلى خارج الحي، وقد كشف، ونبحث الآن عن طريق آخر".
وقال إن "حمص كلها مستهدفة، والمؤشرات على ذلك كثيرة، منها انقطاع الاتصالات والكهرباء وإخلاء الحواجز الأمنية واستهداف كل الأحياء بالقصف". وأشار إلى حصول "قصف جنوني طال حتى الأماكن التي كنا نعتبرها آمنة".
وأفاد مصدر آخر بالمعارضة بأن "المئات من مقاتلي الجيش السوري الحر صامدون في المنطقة الواقعة بين بابا عمرو وحي الإنشاءات الذي تفرض عليه القوات الحكومية حصارًا أيضًا"، مشيرًا إلى الصعوبة البالغة في الحصول على المعلومات بسبب انقطاع جميع الاتصالات.
فيما قال الناشط أبو عطا الحمصي، إن "الجيش السوري الحر سيدافع عن الأحياء حتى آخر رجل"، مشيرًا إلى أن "الجيش السوري النظامي نصب مدافع جديدة في محيط بابا عمرو والخالدية منذ عصر الثلاثاء، وأنه وجه يوم الأربعاء إنذارات عبر مكبرات الصوت إلى السكان لإخلاء منازلهم والشوارع والأحياء".
وأضاف أن "الجيش أرسل بواسطة أشخاص رسائل مفادها أنه سيقصف بقوة هذه الأحياء والشوارع"، وأنه "سيقتحم المدينة". هذا ولم يتسن التحقق من صحة التقارير الواردة من بابا عمرو بعد.