طالبت صحيفة (فاينانشيال تايمز) البريطانية اليوم الأربعاء المجتمع الدولي بأن يعمل على فرض حظر وحجر شامل على النظام السوري بحيث يعامل بشار الأسد ونظامه من خلاله باعتبارهم "منبوذين"، ودحض مساعيهم الرامية إلى إضفاء شرعية على حكمهم وسلبهم أي شكل من أشكال الدعم والقوة المتبقية في جعبتهم. واستنكرت الصحيفة - في سياق تعليق أوردته على موقعها بشبكة الانترنت - صمت المجتمع الدولي حيال ما يحدث من فظائع في مدينة حمص السورية..مؤكدة أنه من المشين أن ينظر الى سكان مدينة "حمص" بوصفهم فقط ضحايا أبرياء بحاجة إلى مساعدات إنسانية بل هم ثوار يناضلون في سبيل الإطاحة بنظام مستبد .
وأوضحت أن النضال الذي يخوضه الثوار في المدينة يكبدهم خسارة وأرواح مقابل بلوغ أهدافهم، فهم يدركون جيدا هول الفظائع والمجازرالتي ارتكبها نظام الأب حافظ الأسد في حق شعبه من سكان مدينة حماة قبل30 عاما ماضية ومن ثم فإنهم يعون أن الابن بشارالأسد لن يتواني عن السير على درب أبيه وانتهاج ذات السلوك البدائي تجاه شعبه .
وتابعت تقول "إن المقاتلين في مدينة حمص يبدون إصرارا وعزيمة وصمودا أمام وحشية النظام السوري ذلك لان شعورهم بالاحباط واليأس جعل خوفهم من الموت أقل بكثير من قيمةأن يقدموا أرواحهم فداء لما يريدون تحقيقه ".
وأضافت "إن رؤية هؤلاء الثوار وهم يدفعون حياتهم يجعل من يراقب ما يحدث في سوريا يشعر بالخزي والعار لمجرد الظن بأن مساعدة هؤلاء الابطال تكمن فقط في إرسال الضمادات الطبية .. محذرة في الوقت ذاته من أن التسليم بأن هناك مجزرة ترتكب في حمص ضربا من ضروب "الغباء "على الصعيد الاستراتيجي وذلك نظرا لانه سيدفع بالتسليم بأننا نعيش في عالم يوهم أي طاغية فيه بأنه يستطيع قصف شعبه وهو مطمئن لفكرة أنه لا يمكن لأى كائن من كان أن يهب للدفاع عنهم أو يجبره على العدول عن ذلك .
ورأت صحيفة (فاينانشيال تايمز) البريطانية في تقريرها أن السبيل الأفضل للخروج من هذه المعضلة يأتي عن طريق العمل على إدراك ما يحتاجه نظام الأسد ومن ثم الوقوف حائلا دون تحقيق احتياجاته.
وأشارت إلى أن البعض قد يعتقد أن ما يريده الأسد هو الإتيان على الاخضر واليابس في مدينة حمص على غرار ما فعله والده بمدينة حماة تاركا "الخراب " شاهدا على بقائه في سدة الحكم حتى تأتي منيته وهو على فراشه سالما بل وأنه يتوق إلى رسم صورة لنفسه بوصفه "الرجل القوي" وأنه قادرا على إجبار سكان حمص على منحه مباركتهم في هذا الشأن".
وتابعت الصحيفة - إن الابن له طموحات ، وعلى العكس من أبيه، تفوق ذلك بكثير فهو يتوق الى اليوم الذي يعمل فيه الغرب على الاعتراف بأنه زعيم يسعى إلى العبور ببلاده نحو عصور الحداثة والرقي لكن مساعيه تلك تتعثر بفضل العناصر الرجعية التي تعمل على إجهاد جهوده في هذا الصدد".
وشددت الصحيفة على أنه يتعين العمل على سلب الاسد جميع طموحاته ومساعيه ، وأن السوريين في المنفى من الطبقة الوسطي الذين ينتقلون بين كل من دمشق وباريس ولندن عليهم أن يتحرروا من أوهامهم أيضا وأن على الرئيس الاسد أن يعي أنه قد ضمن لنفسه في كتب التاريخ مقترنا بمصطلحات وألقاب لن تمحوها الأيام على شاكلة "عدو الجنس البشري" .
واعتبرت الصحيفة - في ختام تعليقها - أنه بدلا من التباري في تسليح الثوار بسوريا واللجوء إلى خيار التدخل العسكري لحل الأزمة السورية، على المجتمع الدولي أن يعمل على فرض "حجر شامل على النظام السوري" يعامل الرئيس الاسد ونظامه من خلاله باعتبارهم "منبوذين" ودحض مساعيهم الرامية إلى إضفاء شريعة على حكمهم و سلبهم أي شكل من أشكال دعم والقوة المتبقية في جعبتهم.