ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن شبح الحرب الأهلية يخيم على مدينة حمص، ثالث أكبر المدن السورية، بعد أن أخذت المعارك في استخدام الأسلحة النارية، تندلع بين حين وآخر، بالإضافة إلى قيام الثوار المسلحين وقوات الأمن السوري بحملة من الاغتيالات، وانتشار البنادق في أرجاء المدينة. وأضافت الصحيفة، في سياق تقرير أوردته على موقعها على شبكة الإنترنت اليوم الأحد، أن مدينة حمص كانت منذ بداية الإضطرابات في سوريا محل صراع بين المعارضين السوريين وقوات الرئيس السوري بشار الأسد، وكان شباب المدينة هم الأفضل تنظيما والأكثر تماسكا في البلاد، لكن مع تصاعد الأزمة السياسية في سوريا شهدت المدينة تحولا كبيرا خلال الأسابيع الماضية وفق رواية سكانها، حيث فتحت المظاهرات السلمية الباب لصراعات طاحنة حولت المشهد السلمي في المدينة إلى مشهد عنيف ومخيف.
وأوضحت الصحيفة أن محللين للمشهد السوري قد حذروا من أن يتحول الصراع الداخلي في حمص إلى ورقة رابحة في يد النظام السوري، بحيث يسمح له الموقف هناك بمداهمة المدينة عسكريا، وهو الأمر الذي يدفع المعارضين داخل المدينة إلى العمل على احتواء العنف داخلها.
وقالت الصحيفة، "لكن في ظل مشاهد القتل وتأجج المشاعر الطائفية تقدم المدينة رؤية أكثر كآبة للمتكهنين بمستقبل الثورة السورية، حيث ينهي المعارضون مرحلة التظاهر ويبدؤون مرحلة القتال، وحيث يقف النظام والمعارضة وجها لوجه، مستعدين لخوض معركة إنهاء أربعة عقود من الحكم الديكتاتوري".