قصفت المدفعية السورية مناطق تسيطر عليها المعارضة في مدينة حمص اليوم الاثنين قبل اعلان الحكومة المتوقع بأن نتيجة الاستفتاء على دستور جديد اقترح الرئيس بشار الأسد وضعه جاءت لصالح إقراره رغم وصف المعارضة والغرب له بانه مهزلة. وسقطت اليوم الاثنين قذائف وصواريخ على مناطق يغلب على سكانها السنة في حمص التي تقصفها القوات السورية منذ أسابيع فيما يحاول الأسد إخماد انتفاضة مستمرة منذ قرابة عام ضد حكمه الممتد منذ 11 سنة.
وقال النشط المعارض محمد الحمصي لرويترز متحدثا من حمص إن القصف العنيف بدأ على الخالدية وعشيرة والبياضة وبابا عمرو والمدينة القديمة فجرا.
وأضاف أن الجيش يطلق النيران من الطرق الرئيسية على الأزقة والشوارع الجانبية. وتابع أن تقارير أولية تشير إلى سقوط قتيلين على الأقل في منطقة السوق. وقتل 59 مدنيا وجنديا سوريا على الاقل امس الأحد في أعمال عنف تزامنت مع التصويت على الدستور الجديد الذي يقدم بعض الإصلاحات لكنه يمكن ان يبقي الأسد في الحكم حتى عام 2028 .
وفشلت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في التوصل الى وقف يومي لإطلاق النار يسمح بإجلاء الجرحى وتوصيل المساعدات التي يحتاجها السكان بشدة. وقالت اللجنة إن الأوضاع في مناطق من حمص تسوء كل ساعة. ووجه رئيس وزراء روسيا فلاديمير بوتين تحذيرا قويا للغرب من التدخل العسكري في سوريا حليفة موسكو منذ فترة طويلة ولكن وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون اوضحت انه لا يوجد حماس في واشنطن لدخول حرب.
وتقول الحكومة السورية المدعومة من ايران إنها تقاتل "جماعات إرهابية مسلحة" مدعومة من الخارج. وعلى الرغم من رفض الغرب الحديث عن قيام حلف شمال الاطلسي بدور لدعم معارضي الاسد على النمط الليبي دعت دول الخليج العربية الى اتخاذ موقف اقوى. وقالت السعودية يوم الجمعة انها ستؤيد فكرة تسليح المعارضة وهو اقتراح من المرجح ان يثير قلق موسكو.
وقال بوتين "اتعشم جدا ألا تحاول الولاياتالمتحدة والدول الاخرى... ان تنفذ سيناريو عسكريا في سوريا دون موافقة من مجلس الامن التابع للامم المتحدة". وحذرت وزيرة الخارجية الأمريكية امس الأحد من مخاطر اي تدخل خارجي. وقالت كلينتون في حديث لتلفزيون هيئة الاذاعة البريطانية (بي.بي.سي) "اعتقد ان هناك احتمالا لنشوب حرب اهلية. التدخل الخارجي لن يمنع ذلك. سيعجل به على الارجح".
وأضافت "لدينا مجموعة خطيرة جدا من العوامل في المنطقة: القاعدة وحماس واولئك الذين على قائمتنا للارهاب الذين يدعون انهم يدعمون المعارضة. الكثير من السوريين يشعرون بالقلق بشأن ما قد يحدث لاحقا". ومن المقرر أن تعلن الحكومة السورية نتيجة الاستفتاء على الدستور الذي سيحذف في حالة اقراره مادة تقصر على حزب البعث الحاكم قيادة الدولة والمجتمع وسيسمح بالتعددية السياسية وسيقصر الفترات الرئاسية على فترتين مدة كل منها سبع سنوات.
ولكن هذا القيد على فترات الرئاسة لن يطبق بأثر رجعي مما يعني ان الاسد الذي يتولى السلطة منذ 11 سنة بالفعل يمكن ان يتولى فترتين اخريين بعد انتهاء ولايته الرئاسية الحالية في 2014 . وقال دبلوماسيون تجولوا في عشرات من مراكز الاقتراع بالعاصمة دمشق إنهم رأوا أعدادا قليلة من الناخبين عند كل مركز.
وهذا هو ثالث استفتاء تجريه سوريا منذ آلت لبشار السلطة عن والده الراحل حافظ الاسد. فقد نصبه الاستفتاء الاول رئيسا عام 2000 بنسبة موافقة رسمية بلغت 97.29 % اما الثاني فقد جدد فترة رئاسته سبع سنوات في وقت لاحق بنسبة موافقة بلغت 97.62 % .
وقال رئيس الوزراء السوري عادل سفر للصحفيين لدى سؤاله عن دعوة المعارضة لمقاطعة الاستفتاء على الدستور "هناك بعض الفئات التي لا ترغب في الإصلاح في سوريا وهي تحمل اجندات غربية واجنبية تريد النيل من صمود سوريا".
وشكل اعضاء بارزون في المجلس الوطني السوري المعارض منظمة منشقة امس الاحد ليكشفوا بذلك عن اخطر شقاق في صفوف المعارضين للاسد منذ اندلاع انتفاضة شعبية ضد حكمه في مارس. واعلن 20 شخصا على الاقل من الاعضاء العلمانيين والاسلاميين في المجلس المؤلف من 270 عضوا والذي انشيء في اسطنبول العام الماضي تشكيل مجموعة العمل الوطني السوري.