أفتتح اللواء أ.ح السيد عبد الوهاب مبروك محافظ شمال سيناء المؤتمر الخامس عشر لأدباء إقليم القناة وسيناء الثقافى الذى أقامته الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة الشاعر سعد عبد الرحمن ونظمته الإدارة العامة للثقافة العامة تحت عنوان " النص الأدبى بين الحرية والتطرف" بإقليم القناة وسيناء الثقافى بشمال سيناء فى الفترة من 20: 22 فبراير الجارى بالمجمع النموذجى للإعلام بالعريش.
حضر الافتتاح رئيس المؤتمر د. درويش الفار، رئيس أمانته حسونة فتحى، ومنيرة صبرى رئيس إقليم القناة وسيناء ولفيف من الأدباء والأعلاميين والسياسيين.
بدأ المؤتمر بإفتتاح السيد المحافظ معرض الأشغال اليدوية التى ضمت مشغولات يدوية وجلدية ونحاسية وأعمال أورجامى، وتطريز بدوى، وخيامية، أعقبها تقديم فرقة الموسيقى العربية لشمال سيناء باقة من الأغانى الوطنية وهى "بلادى، مصر قالت ، بسم الله الله وأكبر، يأحلى أسم فى الوجود، حلوة بلادى السمرا، سينا رجعت كاملى لينا، وأغنية أحلف بسماها وترابها، وأختتمت الفرقة عرضها بأغنية ثلاث سلامات، عظيمة يامصر، وطلع البدر علينا".
كما قام حسونة فتحى أمين عام المؤتمر بإلقاء كلمة أشار فيها إلى أرض سيناء العظيمة التى تستطيع حتى الأن أن تستقبل الثقافة والفكر والأدب متمثلا فى إقامة مؤتمر الأدباء فى العريش، وأضاف أن سيناء تتمتع بخصوصية تاريخة فهى أرض مر عليها الأنبياء ولذلك تأثر أهلها بالطبيعة مما أعطاهم مساحة أكبر فى التسامح وتقبل الأخر وأنها لم تتأثر بما كان يروج له النظام السابق من تهميش وممارسة القهر والضغط عليها إلا أنها من المدن التى تعبر عن عظمة الشخصية المصرية وقوتها وأنفتاحها أيضا متمثلاً فى توافد الأجانب من كل بلاد العالم على دير سانت كاترين .
وأضاف مصطفى الفار بالنيابة عن رئيس المؤتمر د. درويش الفار أن هذا المؤتمر يمثل ضرورة وأهمية لأنه يدور حول النص المكتوب، كما أوضح أن الكتابة هى أهم ما يميز الأنسان وأثبات قوى على قدرته على التفكير، وأضاف أن المثقف والأديب لابد له من العمل بإخلاص فى خدمه وطنة ومجتمعه لانه بهذا يعبر عن إنتمائه الحقيقى، خاصة من خلال التعليم الذى يعمل حتما على النهضة نحو الاصلاح و التنمية الحقيقية، كما انه يساعد على إلا نفقد هويتنا الأصلية وقيمنا الأخلاقية.
وفى كلمة فؤاد مرسى قدم إعتذار عن حضور الشاعر سعد عبد الرحمن رئيس الهيئة وكذلك عن الشاعر محمد أبو المجد رئيس الادارة المركزية للشئون الثقافية، وقال انه كلما تمكن المجتمع من الحرية، تمكن من النمو والتحضر ولكن الحرية فى حد ذاتها معضلة لأنها ترتبط بالعوامل الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وأن التطرف فى الحرية يؤدى إلى صراعات غير مضمونة العواقب وهذا ليس من الحرية بشئ لأن الحرية معناها "هى فن التغلب على الأزمات" وتظل الحرية تتفاوت نسبة لل مجتمع ووفقا لكل خصوصياته.
وأكدت منيرة صبرى فى كلمتها أنها تعلق أمالا كبيرة على وجود المؤتمر فى العريش فى هذا العام خاصة بعد ثورة 25 يناير حيث الحاجة التى تنمية وتفعيل الجانب الثقافى والأدبى بشمال سيناء، وأختتم الكلمات السيد المحافظ بقوله أن سيناء كانت ولازالت الدرع الحامى لمصر من الجبهة الشرقية منذ عهد الفراعنة و حتى الأن والتاريخ يثبت دورها الشجاع فى حرب 1967، 1973، وغيرها من الهجمات فإن الشعب السيناوى يتميز بالصلابة والوطنية والجهاد وحب الوطن والشهداء السيناوين خير دلالة على وطنية سيناء.
ثم قام فؤاد مرسى بإهداء درع الهيئة للسيد المحافظ ولرئيس المؤتمر، كما قامت أمانة المؤتمر بتكريم الشاعر عبد الرحيم البنا من الإسماعيلية، والأديب إبراهيم سكرانة من بورسعيد بإهدائهم شهادات تقدير ودرع الهيئة. أعقب الجلسة الأفتتاح الأولى التى أدارها الأديب محمد المغربى والتى شارك فيها الكاتب محمد محمدى نيابة عن الباحث د. مجدى عبد الحافظ عن بحثه" النص الأدبى كآلية لتغيير الواقع"، كما شارك د. أيمن تعيلب ببحثه " النص المقاوم بعد الثورة إلى أين" حيث قال محمد محمدى أن النص الأدبى هو المادة التى يطوعها المفكر والمثقف، لكى يحملها الطموحات والآمال والأحلام التى طالما حلم بها مواطنوه، وهى مادة تحفظ تسجل هذه الطموحات، ليس فقط للجيل الحالى، بل وحتى الأجيال القامة.
أما د. تعيلب فقد أكد أن السير الفوضوى الخلاق فى طرق جديدة ومبتكرة خير ألف مرة لنا ولعقولنا ولثقافتنا وللغتنا من السير التجريدى الوقور فى طرق متسلطة معروفه سلفاً، فشعرية الثورة عملت على كشف ومساءلة جذرية نوعية لما اعتدنا على رؤيته كواقع، أو ما ألفناه على أنه الواقع أو على ما يعمل فى الواقع (واقع بديل) عن الواقع نفسه، ليعيد قراءة الواقع بجانبة الثقافى السياسي والثقافى والاجتماعى وكسر المسلمات كمحاولة لفتح اعين الشعب على حقيقة تدفعهم للتغيير بعمق.
أما الجلسة الثانية والتى أدارها الأديب قاسم مسعد عليوة وقدم بحث "الاستخدام السياسى للخطاب الدينى" نيابة عن الباحث د. عمار على حسن والتى أشار فيها إلى أن هناك تحولات خمسة للدين، موضحا الفرق بين الدين والتدين، حيث أن الدين ثابت لكن التدين متغير، فأولا: التدين يتحول إلى إيدلوجيا، ولكن الأيديولوجيا لا تعنى الدين، ثانيا: يتحول إلى فلكلور، أو إلى أسطورة، أو تجارة وكذلك إلى خطاب ثقافى سائد، أما الدين فيعتمد على أربعة ركائز رئيسية، الثوابت، النظم، القيم، الذات والعالم .
وأضاف قاسم أن هذا البحث أيضا يضع ركائز أربعة أساسية للثقافة وهم "المعرفة، القيم، الاتجاهات، السلوك"، وعلى الجانب الاخر أوضح أن هناك اشكالية فى الخطاب الدينى الاسلامى وعدم وضوحة لاسباب جالية كانفتاح الاسلام على ثقافات اخرى، تعقد مفهوم الخطاب، عدم وحدة الخطاب الاسلامى فى الزمان ولا المكان نفسه، اتساع مفهوم الخطاب عند الفقهاء، رحابة الاسلام فى المعنى والاصل، وجود ثنائية متعايشة بين الخاص والعام.