رفضت شخصيات سورية معارضة عرض بشار الأسد الاشتراك في الاستفتاء المقرر في السادس والعشرين من الشهر الجاري على الدستور الجديد لسوريا. فقد أعلن رئيس هيئة التنسيق للتغيير الديمقراطي مشاركة أحزاب الهيئة في الاستفتاء بسبب عدم اشتراك المعارضة في إعداد الدستور الذي أعدته لجنة كلفتها الأسد بإعدادها، وقال "نحن لن نشارك والأولوية لدينا هي وقف العنف والقتل وإطلاق سراح المعتقلين"؛ متابعا: "لم نشارك في لجنة إعداد الدستور ولم نشارك في صياغته ولن نشارك على ما اعتقد بالاستفتاء".
أما قوى المعارضة في الخارج؛ فلم تعلن عن موقفها من خطوة الأسد لكن اغلبها أعلن عن دعمها لمبادرة الجامعة العربية التي تدعو الأسد إلى التنازل عن سلطاته لنائب الرئيس وتشكيل حكومة مهمتها إعداد انتخابات تعددية تحت إشراف عربي ودولي وإرسال قوات حفظ سلام عربية ودولية إلى سوريا.
ورفض ملهم الدروبي عضو المجلس الوطني السوري المعارض الدستور الجديد، قائلا إنه يجب على الأسد أن يستقيل الآن.
وقال إن الحقيقة هي أن بشار الأسد زاد من القتل والمذابح في سوريا وإنه فقد شرعيته، مضيفا أنهم غير مهتمين "بدساتيره العفنة" القديمة أو الجديدة.
ورفضت الولاياتالمتحدة أيضا خطة الاستفتاء؛ فقد قال جاي كارني المتحدث باسم البيت الأبيض للصحفيين على متن طائرة الرئاسة الأمريكية حيث كان الرئيس باراك أوباما في طريقه إلى ويسكونسن، إنها "سخرية من الثورة السورية".
وأضاف "وعود الإصلاح أعقبتها دائما زيادة في الوحشية ولم يف هذا النظام بها منذ بدء المظاهرات السلمية في سوريا"، مؤكدا أن "أيام نظام الأسد معدودة".
وكان الأسد قرر تحديد يوم السادس والعشرين من هذا الشهر موعداً للاستفتاء على مشروع دستور جديد للبلاد، وفق وكالة الأنباء السورية سانا.
تعددية سياسية
وقال التلفزيون السوري الرسمي إن مشروع الدستور ينص على نظام سياسي للدولة يقوم على مبدأ التعددية السياسية.
وكان الأسد قد صرح الأحد الماضي بأن سوريا "على وشك الانتقال إلى حقبة جديدة" وذلك خلال لقائه وأعضاء اللجنة الوطنية المكلفة إعداد مشروع الدستور.
وكان المتحدث باسم اللجنة، سام دلة، قد قال إن مشروع الدستور الجديد يحدد مدة الولاية الرئاسية بسبع سنوات، على أن يكون الحد الأقصى ولايتين فقط.
ووفقا لوسائل الإعلام الرسمية فإن مشروع الدستور الذي سيؤدي إلى إقامة نظام أساسه التعددية السياسية في سوريا التي تخضع لحكم حزب البعث منذ عام 1963 ويعقب ذلك إجراء انتخابات برلمانية في غضون 90 يوما من الموافقة عليه.
موقف مصر
ومن جهة أخرى، دعت مصر يوم الأربعاء للتغيير في سوريا استجابة لمطالب شعبها في أقوى موقف حتى الآن من جانب القاهرة إزاء ما يحدث هناك لكنها استبعدت أن تؤيد تدخلا عسكريا خارجيا.
وقال وزير الخارجية، محمد كامل عمرو، إن "الوضع في سوريا يتدهور بسرعة. التغيير المطلوب قد حان وقته لتجنب انفجار شامل للوضع في سوريا".
ودعا عمرو إلى "تغيير سلمي وحقيقي يستجيب لطموحات الشعب السوري ويحافظ على وحدة سوريا وسلامتها الإقليمية". وطالب بتطبيق مبادرة السلام العربية، لكنه قال إن الأزمة تحتاج إلى حل عربي رافضا "التدخل العسكري".
ممرات آمنة
وفي سياق التحركات الدولية، قالت فرنسا إنها تتفاوض مع روسيا على قرار جديد في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وإنها تريد إقامة ممرات إنسانية لتخفيف محنة المدنيين المحاصرين في أعمال العنف.
وقال وزير الخارجية الفرنسي، آلان جوبيه، يوم الأربعاء لراديو فرانس إنفو "فكرة الممرات الإنسانية التي اقترحتها من قبل للسماح بوصول المنظمات غير الحكومية إلى مناطق تشهد مذابح فاضحة ينبغي أن تناقش في مجلس الأمن".
وقال إن التصويت الذي سيجري يوم الخميس في الجمعية العامة للأمم المتحدة على قرار غير ملزم بشأن سوريا هو قرار "رمزي".
بينما قال وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، إنه سيستمع إلى آراء جوبيه، مضيفا"إذا كانت الخطة هي استخدام مجلس الأمن والأمم المتحدة في تبني لغة ما للمساعدة في إضفاء الشرعية على تغيير النظام فإنني أخشى أن القانون الدولي لا يسمح بذلك ولا يمكننا أن نؤيد مثل هذا الأسلوب".
وتريد الجامعة العربية أيضا نشر قوات حفظ سلام عربية ودولية مشتركة في سوريا في قلب المنطقة المضطربة.
قصف
وقالت مصادر بالمعارضة إن الدبابات التي تمركزت قرب قلعة حماة تقصف أحياء فرايا وعليليات والباشورة والحميدية وإن القوات تتقدم من المطار. وقال ناشط يدعي عامر، متحدثا باقتضاب عبر هاتف يعمل بالأقمار الصناعية، إن شبكات الهاتف الأرضي والهاتف المحمول قطعت في حماة بأكملها.
وشهدت مدينة حماة السنية مذبحة راح ضحيتها حوالي 10 آلاف شخص عندما أرسل الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد والد بشار قواته لسحق تمرد مسلح هناك عام 1982.
وفي عملية دمشق قال شهود إن ألف جندي على الأقل اجتاحوا حي البرزة بعد أن أغلقوا الطرق، وقال شهود إن انفجارا وقع في خط رئيسي لأنابيب النفط يغذي مصفاة في مدينة حمص اليوم الأربعاء، وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن شخصين قتلا في حي بابا عمرو في موجة جديدة من القصف في المساء، وقتل مئات الأشخاص في قصف الجيش المستمر منذ قرابة أسبوعين لمناطق تؤيد المعارضة في حمص.
ويتحدث ناشطون ومنظمات إنسانية عن أزمة إنسانية متفاقمة هناك حيث يوجد نقص في الغذاء وليس بإمكان الجرحى الحصول على العلاج المناسب.
وقال المرصد، ومقره بريطانيا، إن 5 جنود قتلوا في إدلب قرب الحدود التركية عندما انفجرت قنبلة محلية الصنع زرعها معارضون في عربة مدرعة.
وأضاف أنه في محافظة إدلب أيضا قتل شخصان أحدهما فتى عمره 12 عاما بنيران قوات الأمن في سرمين وأن 15 شخصا على الأقل أصيبوا بجروح.
اقرأ أيضا الأسد يتراجع.. مشروع دستور ينهي قيادة البعث.. ويحدد مدة الرئاسة بفترتين