رغم عودة الهدوء جزئيا إلى مدينة قنا إلا أن أصوات الطلقات النارية التى يطلقها أفراد القبيلتين المتنازعتين «الأشراف» و«الحميدات» على مدار اليوم كنوع من استعراض القوة لا ينقطع، مما أصاب الناس بالهلع، وتسبب فى ارتفاع نسب الغياب بالمدارس. وعانت المدينة على مدى ثلاثة أيام من اشتباكات ضارية بين أفراد من القبيلتين،أسفرت عن إصابة 12 شخصا بطلقات نارية، وتحطيم أكثر من 10 محال تجارية، على خلفية مشاجرة بين اثنين من السائقين على أولوية المرور.
وفتحت عدد من المصالح والهيئات الحكومية أبوابها أمس بعد إغلاق استمر لمدة يومين لتستعيد المدينة نشاطها بشكل جزئى مرة أخرى.
وكانت محاولات للصلح بين الطرفين قادها اللواء عادل لبيب محافظ قنا، وعدد من القيادات الشعبية ورموز القبيلتين إلا أن محاولاتهم لم تثمر عن عودة الهدوء كاملا إلى المدينة، وذلك بعدما رفض شباب القبيلتين التصالح إلا بشرط شفاء المصابين ومعرفة مصيرهم.
وكان المحافظ عقد اجتماعا بديوان المحافظة حضره رجال الدين وعدد من القيادات الأمنية وقائد القطاع العسكرى ورموز القبيلتين، أكد خلاله على وجوب تفعيل القانون والتصدى الحازم لكل من يثبت تورطه فى أحداث التعدى وإطلاق النار من الطرفين وعدم التهاون مع من يتسبب فى ترويع الآمنين والأبرياء من أهالى المدينة ومن أبناء القبيلة ذاتها.
وأضاف محافظ قنا، إن الخروج من الأزمة الراهنة يستلزم السير بشكل متوازٍ فى ثلاثة طرق أولها تعزيز الوجود الأمنى بشوارع المحافظة، وتطبيق القانون مع محدثى الشغب والتلفيات فى المحال وحائزى الأسلحة النارية، وتحويل من يثبت تورطهم إلى النيابة العامة، وثانى الطرق يكون بتعويض المضارين لرأب الصدع الحادث وسيتم ذلك بتشكيل لجنة محايدة لحصر التلفيات والتحرى عن محدثى الفتنة الاجتماعية غير المعتادة بين أبناء المحافظة.
من جانبه كشف مصدر أمنى بمديرية أمن قنا، رفض ذكر اسمه أن هناك من يطلق الشائعات ليزيد التوتر بين القبيلتين، مؤكدا وضع 3 تشكيلات أمنية بمدينة قنا وزعت بناحية عزبة حامد التابعة للأشراف والحميدات ومديرية الأمن، كل تشكيل منها يحتوى على 3 فصائل بإجمالى 300 جندى، و40 ضابطا بالإضافة إلى 10 مجموعات تقوم بالمرور داخل المدينة.
وأكد المصدر، أنه تم ضبط 15 شخصا ينتمون لقبيلتى الأشراف والحميدات أمس بعضهم بحوزته أسلحة آلية وتم عرضهم على النيابة.
وقال سعد إبراهيم، أحد قيادات قبيلة الحميدات، ل«الشروق» إن هناك مجموعة من الشباب «غير المحترمين» من الطرفين هم من يقومون بإشعال الفتنة وإطلاق الأعيرة النارية لتأجيج الموقف، مطالبا القيادات الأمنية بضبطهم وتطبيق القانون عليهم حتى يعود الهدوء إلى المدينة مرة أخرى، مشيرا إلى أن هناك محاولات تبذل من عقلاء القبيلتين لإنهاء الأزمة.
وأعرب ياسين تاج الدين، نائب رئيس حزب الوفد، وأحد قيادات قبيلة الأشراف عن أسفه الشديد لأحداث قنا داعيا الجميع إلى ضبط النفس، والتصالح لأن القبيلتين تعيشان معا منذ مئات السنين.