سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
دم ضحايا مذبحة بورسعيد فى رقبة الأمن والإعلام الرياضى تقرير لجنة تقصى الحقائق: مسئولو الاستاد وراء (لحام) البابين الحديديين لمدرج الأهلى.. وإطفاء الأنوار ساعد المعتدين على إخفاء شخصياتهم
حمّل التقرير المبدئى للجنة تقصى الحقائق بشأن «مذبحة بورسعيد»، والتى راح ضحيتها 73 شهيدا و377 مصابا، الأمن مسئولية وقوع الكارثة، متهمة ب«عدم تقدير خطورة ما شاب المباراة، والاستهانة بخروج الكثير من جماهير الأهلى قبل نهايتها، لاستشعارهم بالخطورة». كما انتقد التقرير «حالة التسيب الواضحة داخل وخارج الاستاد، والمتمثلة فى انعدام إجراءات التفتيش، مما سمح بدخول كراتين من الألعاب النارية بكل أنواعها، وزيادة أعداد الحضور إلى 17 ألفا على الرغم من أن التذاكر المطبوعة لم تتعدَ 12 ألفا». ورجح التقرير أن تكون تلك الأعداد الغفيرة «ضمت العناصر الإجرامية التى نفذت عمليات القتل والإصابة».
وشن تقرير اللجنة المشكلة من أعضاء فى مجلس الشعب، هجوما حادا على الإعلام الرياضى، وعدد من قنواته، واتهمها بالعمل على «تصعيد الأحداث، والشحن الزائد بين الاندية والجماهير»، لافتا النظر إلى أن «الخطاب الإعلامى للقنوات الفضائية، ساهم فى إذكاء روح التعصب المقيت لجماهير الكرة، خروجا عن الهدف السامى للرياضة، علاوة على أن مقدمى بعض البرامج الرياضية، يحرضون على إشعال الأزمات». وانتقد التقرير «عدم أداء مسئولى الخدمات الأمنية الموجودة بالمدرج، واجبهم فى مصادرة الأسلحة البيضاء والألعاب النارية، ومنع الجماهير من النزول إلى أرض الملعب، وامتناع مدير الأمن ونائبه عن إصدار أى تعليمات واجبة، لحماية الجماهير فى مثل هذه الأحداث، والعوار الشديد الذى انتاب الخطة الأمنية».
ولم يعف التقرير اتحاد كرة القدم من مسئوليته فى الأحداث، «لمخالفته لوائح الاتحاد الدولى لكرة القدم، بخصوص تأمين المباريات»، كما حمّل النادى المصرى المسئولية التضامنية مع اتحاد الكرة «لعدم التزامه بالسعة التى تحقق متطلبات السلامة»، كما أدان مسئولى هيئة استاد بورسعيد» بسبب لجوئهم إلى لحام البابين الحديديين لمدرج الأهلى، وإطفاء أنوار الاستاد قبل خروج المشجعين، مخالفين بذلك لوائح الفيفا، مما كان له الأثر الكبير فى حرمان جمهور الأهلى من البحث عن منفذ للهروب أو تفادى المعتدين، حيث لم تتم إعادة إضاءة الأنوار إلا بعد أن انتهت المجزرة مما ساعد المعتدين على اخفاء شخصيتهم.
وأشار التقرير إلى أنه «تكشف للجنة قيام بعض المحرضين باستخدام بعض البلطجية وجماهير (الألتراس)»، مستغلين مناخ التعصب المصاحب للمباراة، بتحقيق أهدافهم السياسية بهذه المجزرة». وأكد أن اللجنة «سوف تحدد المسئولية السياسية عن هذه الأحداث، وعرضها على المجلس فور استكمال أعمالها، وإيداع تقريرها النهائى بعد استجلاء باقى الحقائق المرتبطة بالحادث، والاطلاع على تحقيقات النيابة».