قال رئيس الوزراء اليوناني- لوكاس باباديموس، لأعضاء البرلمان أمس الأحد، إنه لن يتم التسامح مع أعمال العنف بعد إضرام النار في متاجر وبنوك في وسط أثينا أثناء احتجاجات ضد إجراءات تقشف جديدة.
وأضاف إن "تخريب الممتلكات والعنف والدمار ليس لها مكان في بلد ديمقراطي ولن يتم التسامح بشأنها".
وكانت قد استعرت نيران الفوضى في شوارع العاصمة اليونانية أثينا، حيث نزل قرابة 80 ألف شخص إلى الشوارع واشتبكوا مع الشرطة وقام بعضهم بإشعال النار في نحو 40 مبنى أو متجرًا في وسط العاصمة، كما أعلنت وزارة حماية المواطن في بيان.
والتهمت النيران متجرًا فاخرًا قبل أن يتمكن رجال الإطفاء من إيجاد طريق لإخمادها بسبب الانتشار الكثيف للمتظاهرين، وحيث كانت تدور مواجهات بين الشرطة ومتظاهرين ملثمين. وذكرت وزارة الصحة أن 54 شخصًا أصيبوا بجروح في العاصمة. وفي سالونيكي تجمع نحو 20 ألف شخص، وأحصت الشرطة تخريب 6 مصارف.
وبدأت التظاهرات في الثالثة بعد الظهر، وسرعان ما اندلعت المواجهات عندما حاولت مجموعة من المتظاهرين أمام البرلمان اختراق الطوق الأمني الكثيف الذي فرضته الشرطة حول المبنى، ورد عناصر الشرطة باستخدام الغاز المسيل للدموع فانسحب المتظاهرون إلى الشوارع المحاذية التي تحولت إلى ساحة معركة، حيث كان المتظاهرون يرشقون الحجارة وزجاجات المولوتوف على الشرطة التي ردت بالغاز المسيل للدموع.
وحطم ملثمون واجهات المخازن في الشوارع الرئيسية وسط العاصمة. ولبى المتظاهرون دعوات نقابتي العاملين في القطاعين الخاص والعام واليسار الراديكالي.
وقال المؤلف الموسيقي اليوناني- ميكيس ثيودوراكيس، الذي انضم إلى المتظاهرين في أثينا إن النواب يستعدون للتصويت على تدابير ستؤدي إلى موت اليونان، لكن الشعب لن يستسلم.
وشهد البرلمان الذي أحاطه نحو 3 آلاف عنصر من الشرطة، مناقشات حادة بين مؤيدي الحكومة والمعارضة اليسارية.
من جانبه، قال وزير المالية الألماني- فولفغانغ شويبله، إن "إنقاذ اليونان الدولة العضو في منطقة اليورو (17 دولة) أصعب من إعادة توحيد شطري ألمانيا". وفي مقابلة مع صحيفة «فيلت آم زونتاج» الألمانية قال شويبله، إن "الوعود التي قدمتها اليونان بتنفيذ الإصلاحات لم تعد كافية بالنسبة إلى بلاده".
ورأى الوزير الألماني أن على اليونان أن تنفذ أولاً جزءاً من برامج الإصلاح السابقة حتى تحصل على برنامج مساعدات جديد. موضحًا أن على اليونان ألا تكون "وعاء بلا قاع". وتابع حديثه قائلاً: "ولذلك فعلى اليونانيين أن يوفروا هذا القاع حتى يتسنى لنا أن نفعل شيئاً داخل هذا الوعاء".
وفي إجابته على سؤال حول إمكانية خروج اليونان من منطقة اليورو إن لزم الأمر؟، قال شويبله إن "هذا الأمر برمته في أيدي اليونانيين، لكن حتى في حال حدوث هذا الأمر الذي لا تتوقعه الغالبية العظمى فإن اليونان ستظل داخل أوروبا".
في الوقت نفسه، أوضح شويبله أن هذا لا يعني أن يتولد لدى اليونانيين شعور بأنهم غير ملزمين ببذل الجهود "فكل مسؤول عن نفسه". وكانت موجة من الاستقالات بين وزراء الحكومة اليونانية بدأت الجمعة بعد يوم واحد من رفض المقرضين الدوليين توقيع اتفاق حزمة القروض الثانية لليونان، وقالوا إن أثينا لم تنفذ كل الشروط المطلوبة منها للحصول على هذه القروض.