* لا أعرف سبباً واحدا لإصرار ممدوح الليثي علي ضم مهرجان القاهرة السينمائي إلي جمعية كتاب ونقاد السينما وهي الجمعية التي تقدم مهرجان الإسكندرية السينمائي علي مدي سنوات في شكل وتنظيم متواضع وهزيل وكل كتاب ونقاد السينما الاعضاء في هذه الجمعية شاهدون علي الفشل المتلاحق لهذا المهرجان.. صحيح ان هذه الجمعية هي التي أنشأت مهرجان القاهرة السينمائي علي يد الراحل العظيم كمال الملاخ ولكنها توقفت عن اقامته سنوات إلي أن أعاده للحياة الراحل أيضا سعد الدين وهبة واستطاع ان يجعله كياناً قائماً بذاته ولم يكن للجمعية أي دخل فيه علي مدي عقدين من الزمان.. ولكن هذا التاريخ ليس له دخل الآن في المهرجان وليس مبرراً لأصرار الليثي علي عودة المهرجان إلي الجمعية التي يرأسها والمشهود لها بالفشل في تنظيم مهرجان محدود مثل مهرجان الإسكندرية السينمائي. * وكل العاملين في مجال السينما ونقادها يعرفون ان هذه الجمعية الأهلية محدودة والإمكانيات ومحدودة الكفاءات وليس لديها مقدرة علي تحمل اقامة مهرجان سينمائي دولي باسم مصر وانها لو حصلت علي حكم قضائي باحقيتها في اقامة المهرجان فأنه لن يقام وإذا أقيم فلن يكون أحسن حالا من مهرجان الإسكندرية. * وإذا كانت وزارة الثقافة قد أرادت اسناد مهمة أقامة المهرجان لجهة تطمئن فيها علي اقامته بشكل جيد وبثقة تنال دعمها المادي فلماذا فضلت جمعية كتاب ونقاد السينما اللجوء إلي القضاء بدلا من التقدم للمركز القومي للسينما الذي يمثل وزارة الثقافة والممول للمهرجان كي نتنافس مع الآخرين في الحصول علي الثقة.. السبب في رأي انها تريد ان تسترده كميراث قديم وانها لا تملك في الخطط التنظيمية والتحويلية ولا تملك الخبرة الكافية ولا تملك العلاقات السينمائية الدولية ولا تملك شيئاً علي الاطلاق إلا تاريخاً من الفشل في اقامة مهرجانات بلا معني وبلا مبني. * يبدو أن السيد ممدوح الليثي مازال يعيش في الزمن القديم ويتناسي أن هناك ثورة قامت وانها ستغير آجلا أم عاجلا الوجوه القديمة والأفكار القديمة والرموز القديمة في كل مكان وان محاولاته للتكويش علي مهرجان القاهرة السينمائي بوصفه ميراثاً للجمعية التي يرأسها سينتهي بالفشل ايضا وان وجوده هو أصلا علي رأس هذه الجمعية سينتهي في أقرب انتخابات تجري. * ألم يسأل اعضاء جمعية كتاب ونقاد السينما انفسهم لماذا لجأ الليثي للاستحواذ علي مهرجان القاهرة السينمائي الآن ولماذا لم يفعلها من قبل. * في اعتقادي انه أراد ان يجهض المؤسسة التي تقدمت وحدها للمركز القومي للسينما لإقامة المهرجان وهي تضم علي رأسها الخبير السينمائي يوسف شريف رزق الله ومجموعة كبيرة من السينمائيين والنقاد وخبراء المهرجانات.. تقدمت ببرنامج واضح ورؤية محددة مدروسة بالاضافة إلي مباركة وموافقة من رئيس الاتحاد الدولي للمهرجانات واستوفت كل الاشتراطات التي وضعتها وزارة الثقافة للجهة التي تريد تنظيم المهرجان ووافقت علي خضوعها للمراقبة الفنية والإدارية وتجربتها لمدة عام واحد إذا فشلت سيسحب منها المهرجان.. كل هذه الشروط لم تناسب الليثي الذي لم يتقدم مثل غيره للمركز القومي للسينما فهو معتاد علي العمل الفردي وفرض السيطرة دون رقيب أو حسيب. * المهم ان مجدي أحمد علي رئيس المركز القومي للسينما المسئول عن دعم المهرجان وممثل وزارة الثقافة فيه اعطي إشارة البدء للمؤسسة الجديدة برئاسة يوسف شريف رزق الله للعمل والتجهيز للمهرجان مؤكداً أنه لن يتراجع في ذلك وسيكون المهرجان الذي تقيمه هذه المؤسسة هو صاحب الحق في دعمه من الوزارة ومؤكداً إذا كانت جمعية كتاب ونقاد السينما تريد إقامة مهرجان قاهرة آخر للسينما فلتقيمه ولتحصل علي حكم قضائي كما تريد وتفعل ما تريد. وفي النهاية اتمني أن يترك الليثي طاقة من النور والنجاح تتنزل علي مهرجان كان يملأ الدنيا جمالا وبهجة ولكنه ضاع وتراجع ولا نريد ان يصل إلي ما وصل إليه مهرجان الإسكندرية.