صدرت عن المركز القومي للترجمة، الطبعة العربية من كتاب "لغة مقدسة وناس عاديون: معضلات الثقافة والسياسة في مصر"، من تأليف الباحثة الإيرانية نيلوفر حائري وترجمة إلهام عيداروس، ومراجعة مديحة دوس. ويعد الكتاب بحسب المؤلفة، هو محاولة لفهم النتائج السياسية والثقافية للانقسام بين اللغة العربية الفصحى واللغة العامية المصرية.
إذ شرع المصريون منذ القرن التاسع عشر في تحديث العربية الفصحى ليجعلوها أكثر استجابة لاحتياجاتهم ولمتطلبات الحياة المعاصرة عموما.
ويحاول الكتاب أن يجيب على سؤال : ماذا تعني لغة مقدسة؟ وما القيود التي يفرضها، والكيفية التي يؤثر بها على التعبير الشخصي عن الذات والإنتاج الثقافي، والعلاقات الاجتماعية والسياسية في مصر اليوم .
اضطرت المؤلفة دوما لاستخدام تعبير "العربية الفصحى" للإشارة إلى كل من يستخدم لغة القرآن ولغة الكتابة المعاصرة ، رغم أن بعض الدارسين يختلفون مع هذا الاختيار ، ويفضلون الإشارة إلى لغة الكتابة المعاصرة ب "مودرن ستاندرد أرابيك" وهو المصطلح الذي تقف أمامه المؤلفة لعدة أسباب، حيث لا مرادف له معتاد استخدامه في اللغة العربية ، وهو مصطلح تم وضعه على يد مجموعة من اللغويين بجامعة هارفارد، في ستينات القرن الماضي.
يذكر أن مؤلفة الكتاب نيلوفار حائري، إيرانية الأصل، أستاذ اللغويات والأنثربولوجيا، في جامعة هوبكينز بالولايات المتحدةالأمريكية، لها العديد من الدراسات حول الوضع اللغوي في مصر، وعلاقة اللغة القومية باللغات الأجنبية، ويدور اهتمامها حول دور اللغة في نشأة مفهوم الحداثة وتكوينه.
أما المترجمة إلهام عيداروس، فقد تخرجت في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، درست الترجمة بشكل حر، وشاركت في عدة مشاريع بحثية، وهي صاحبة ترجمة كتاب "الحادي عشر من سبتمبر" لنعوم تشومسكي.