صرحت وزارة الخارجية الصينية اليوم الثلاثاء أن بكين تدرس إرسال مبعوث إلى الشرق الأوسط لمناقشة الأزمة السورية وذلك في وقت تسعى فيه الصين إلى تهدئة الغضب بعد استخدامها حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن ضد مشروع قرار بشأن سوريا دعمته الجامعة العربية. وعرقلت الصين هي وروسيا مشروع القرار الذي كان يدعم خطة عربية تحث الرئيس السوري بشار الأسد على التنحي. وأرسلت روسيا وزير خارجيتها سيرجي لافروف إلى دمشق حيث يلتقي بالأسد.
وقال نشطاء وسكان إن القصف العنيف لمدينة حمص السورية تواصل اليوم بعد مقتل ما لا يقل عن 95 شخصا أمس الاثنين في هجوم يهدف الى اخماد انتفاضة شعبية ضد حكم الاسد.
وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي إن روسيا والصين خسرتا رصيدا دبلوماسيا في العالم العربي باعتراضهما على قرار الاممالمتحدة بشأن سوريا.
لكن ليو وى مين المتحدث باسم الخارجية الصينية قال ان بلاده ملتزمة بصداقة العالم العربي وقد ترسل مبعوثا للمنطقة. وقال في إفادة صحفية يومية "نأمل ان تكون الوساطة الروسية ناجحة. الصين تولي دائما اهتماما وثيقا بتطورات الوضع في سوريا".
واضاف دون الخوض في تفاصيل "سندرس ارسال شخص ما في المستقبل القريب الى المنطقة.. الى غرب اسيا وشمال افريقيا.. ليقوم بدور استباقي وبناء في الدفع باتجاه حل سياسي للقضية السورية".
وتابع "الشعب الصيني صديق للشعب السوري وللشعوب العربية. عملنا دوما سويا وكان بيننا تنسيق بشأن جميع انواع المشكلات". وقال ليو إن الصين ستنمي العلاقات مع العالم العربي "وفقا للمبادئ الصينية".
واضاف "نعتقد ان الدول العربية يمكنها المضي في المسار الذي اختارته لنفسها ويمكنها تحقيق السلام والاستقرار والتنمية بمساعدة المجتمع الدولي".
ورشق عشرات المحتجين السوريين والليبيين السفارة الصينية في طرابلس أمس الاثنين بالحجارة والبيض والبندورة (الطماطم) كما حطموا نوافذ وكتبوا عبارات على الجدران.
وقال ليو ان الصين تشعر" بقلق بالغ" بسبب الهجوم و"قدمت احتجاجات" الى الحكومة الليبية التي اعتذرت وتعهدت بتشديد الامن.
وكشف التضارب بين موقف الصين والغرب خلافا اكبر بشأن كيف ينبغي ان تستخدم الصين نفوذها المتنامي وما اذا كان يجب عليها التخلي عن مبدأها القديم المتمثل في عدم التدخل في الصراعات الداخلية للدول الاخرى.
والوقوف الى جانب روسيا فيما يتعلق بالقضية السورية قد يزيد من خلافات الصين مع الولاياتالمتحدة. ومن المقرر ان يزور شي جين بينغ نائب الرئيس الصيني الولاياتالمتحدة الاسبوع المقبل.