(آخر حاجة شفتها بعينى كان مشهد المتظاهرين بيطفوا حريق فى عمارة). محمود العزالى مراسل النيل للأخبار كان قد قرر أن يذهب إلى تقاطع شارع فهمى مع شارع محمد محمود المجاورين لوزارة الداخلية، بعد أنباء عن حريق فى عمارة سكنية، قرب الواحدة صباح الجمعة الماضى.
قرر محمود التوجه لمكان الحريق ليس بدافع أداء عمله كمراسل لقناة النيل للأخبار، ولكن كمواطن مصرى خاف أن تنتشر النيران فتطال سكان العقار.
(المتظاهرين كانوا بيحاولوا يطفوا الحريق، وقوات الشرطة كانت على بعد 30 مترا تقريبا، وماكانش فيه أى اشتباكات وقتها)، هكذا يتذكر محمود المشهد قبل أن يسمع صوت المتظاهرين يقول (اجرى).
لم ير مراسل النيل للأخبار سببا للجرى، فظل واقفا للحظة، شاهد فيها الكل يجرى من حوله دون أن يدرك السبب، حتى جاءته طلقة الخرطوش لتمنحه مبررا للجرى معهم.
(انفجار فى مقلة العين اليمنى، وجرح فى القرنية، ونزيف شديد فى الخزانة الأمامية، وتحت الملتحمة، ونزيف بالجسم الزجاجى، مع وجود جسم غريب مستقر فيه وظاهر بالأشعة المقطعية)، هذا ما ذكره التقرير الطبى للمراسل محمود العزالى.
استقرت طلقة الخرطوش فى عينه اليمنى، لتؤكد أن الشرطة استعملت الطلقات مع قنابل الغاز، وليصبح محمود شاهدا على واقعة لم يشتبك فيها المتظاهرون مع القوات، (كانوا مشغولين بإطفاء الحريق).
أجرى محمود جراحته الأولى بمستشفى خاص بمصر الجديدة، لإيقاف النزيف، ثم أوصى الطبيب بعدها بإجراء جراحة ثانية لاستخراج الجسم الغريب (طلقة خرطوش الشرطة).
(ما ينفعش يقولوا انهم مش بيضربوا خرطوش أنا شفت ده بعينى، المتظاهرين سمعوا صوت شد الأجزاء، ولقيت وابل الرصاص ناحيتنا، ومن غير اشتباك ولا أى مبرر، أنا أصبت بشكل متعمد ووجها لوجه)، شهادة محمود التى قالها فى اتصال هاتفى ب( الشروق).
وقفت إصابة مراسل النيل لأخبار، أمام نفى اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية فى كل تصريحاته ومداخلاته التليفزيونية لاستخدام قوات الشرطة طلقات الخرطوش لصد المتظاهرين، دليل إدانة فى بلاغ قدمه محمود للنائب العام اتهم فيه الوزير بالشروع فى قتله وإصابته بعاهة مستديمة.