* التقرير يطالب بمحاسبة قادة الداخلية وكل من أعطى أوامر القتل وإطلاق النار كتبت – مروة علاء : قالت” المبادرة المصرية للحقوق الشخصية” في تقريرها حول أحداث التحرير إن التحقيق المبدئي أكد أن قوات الأمن تعمدت إطلاق الرصاص المطاطي والخرطوش في اتجاه أجساد المتظاهرين بهدف إحداث إصابات وليس بهدف تفريق المتظاهرين، الأمر الذي تسبب في فقدان عدد منهم لوظائف العين,وطالبت بمحاسبة كل من أعطي أوامر القتل والإصابة، وعلى رأسهم اللواء سامي سيدهم مساعد وزير الداخلية لقطاع الأمن، واللواء عماد الدين الوكيل مساعد وزير الداخلية لقطاع الأمن المركزي. وطالبت ا”لمبادرة المصرية” في تقريرها أن تشمل تحقيقات النيابة العامة الجارية حاليا حول الاعتداءات على المتظاهرين بشارع محمد محمود وميدان التحرير توجيه تهمة إحداث عاهة مستديمة لعناصر وزارة الداخلية المتورطين في هذه الجريمة، وهي التهمة التي تصل عقوبتها في قانون العقوبات إلى السجن المشدد عشر سنوات في حالة ثبوت سبق الإصرار أو الترصد. وقالت” ماجدة بطرس” مديرة قسم العدالة الجنائية بالمبادرة المصرية في التقرير أن”النسب المرتفعة للإصابات في العيون لا تدع مجالا للشك في وجود نمط للاستهداف العمدي لعيون المتظاهرين عبر تصويب الرصاص الخرطوشي والمطاطي على العيون مباشرة. لن نسمح بأن تمر هذه الجريمة البشعة دون عقاب.” وأكد التقرير أن مستشفى قصر العيني استقبلت وحدها 49 حالة إصابة في العين، في الفترة ما بين 19 نوفمبر وصباح 24 نوفمبر. وطبقا لسجلات المصابين المترددين والمحتجزين بمستشفى القصر العيني، فقد تنوعت إصابات العيون ما بين انفجار بقرنية العين أو بصلابة العين أو استقرار جسم غريب في أجزاء متفرقة من العين. وصرح دكتور من المستشفي الميداني لباحثي المبادرة المصرية بأن أغلب الإصابات كانت في المنطقة الأعلى من الجسد وتحديدا في الوجه، وأن الإصابات تعددت ما بين إصابات من شظايا أو رصاص مطاطي. وهناك كثير من شهادات مصابي التحرير للمبادرة فقد قال “هادى ق” أحد المتظاهرين المصابين أن قوات الأمن المركزي كانت تقوم بتوجيه البنادق بزاوية أفقية مستقيمة في اتجاه أجساد المتظاهرين. وأصيب هادى أثناء الاشتباك في شارع محمد محمود بشظية فوق العين اليمنى وسقط أرضا، وعندما عاود الوقوف على قدميه أصيب بشظيتين في قدميه اليسرى و اليمنى. كما قال الناشط الحقوقي والمدون “مالك مصطفى” “كنت واقف عند التقاء الميدان مع محمد محمود،وعساكر وضباط الأمن المركزي واقفين بعيد في محمد محمود بيضربوا غاز وخرطوش ومطاطي. وكان فيه مدرعتين عليهم فردين بيضربوا. وأنا بساعد راجل كبير كان نايم على الأرض بيحاول يقف، طلقة جت فى عيني.” وقد اطلع باحثو المبادرة المصرية للحقوق الشخصية على التقرير الطبي لمالك مصطفى، والذي يفيد بأن الإصابة أحدثها جسم صلب متوسط الحجم غير مدبب (طلقة مطاطية أو بلاستيكية) وقد تسببت في نزيف كامل بالجسم الزجاجي والمشيمة وتهتك بأماكن متفرقة من العين، وأن النظر فاقد القدرة على إبصار الضوء وهو ما قد يؤدى إلى فقدان وظائف العين. وأضافت المبادرة المصرية إن نمط الاستهداف العمدي لأعين ووجوه المتظاهرين شبيه بالنهج الذي اتبعه أفراد الأمن أثناء ثورة يناير، والتي نتج عنها أيضا إصابات خطيرة بالوجه والعينين. وقال “عادل رمضان “المسئول القانوني بالمبادرة المصرية أن “تثبت لنا وزارة الداخلية الآن وبعد مرور تسعة أشهر على خلع الرئيس السابق أن وحشيتها في مواجهة المتظاهرين لم تتغير، بل زادت لتصل إلى فقأ أعينهم مع سبق الإصرار.” وأكدت “المبادرة المصرية للحقوق الشخصية ” في ختام تقريرها أن تحقيقاتها في هذه الجريمة ستستمر لحين الوقوف على قائمة بأسماء كافة عناصر الأمن الذين تواجدوا خلال الأحداث وتورطوا في إطلاق كافة أنواع الذخيرة على المتظاهرين تمهيدا لتقديمهم للعدالة بتهمة قتل ما يقرب من أربعين متظاهرا وإصابة أكثر من ثلاثة آلاف آخرين.