وجه الدكتور كمال الجنزوري، رئيس مجلس الوزراء كلمة للأمة بمناسبة مرور عام على قيام ثورة الخامس والعشرين من يناير المجيدة، وجه خلالها التحية لشباب الثورة والبرلمان المنتخب والمجلس الأعلى للقوات المسلحة. انتهز هذه المناسبة الجليلة والعزيزة على قلب كل مصري لكي أقف خاشعا وشاكرا لله وذاكراً فضل كل من استشهد أو أصيب من أبناء مصر الأبرار . هؤلاء الشهداء والمصابون الذين فدوا الوطن من أجل رفعته وعلو شأنه ومن أجل تحقيق الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية بعد أن رفع شعب مصر شعار الحرية والكرامة للجميع. ولا أنسى أن هذا الشعب العظيم بجميع أطيافه واتجاهاته وتوجهاته قد توحد من أجل مصر فاختفى التصارع والاختلاف وخرج الجميع على قلب رجل واحد يبغي مستقبلاً أفضل للوطن سياسياً واقتصادياً واجتماعياً. إن الوقفة السلمية لمصر المتحدة كانت مثار إعجاب العالم أجمع ونموذجاً يحتذي به الكافة.. إنه شعب الحضارة الذي حافظ على أعراضه ومقدساته وتقاليده رغم ثورته ، ومما لا شك فيه أننا جميعاً نحرص على تجسيد إرادة شعب مصر العظيم في تحقيق حرية لا تنتقص ، يظللها أمن يشمل ربوعها ويضمن لكل مواطن سبل حياة آمنة بحيث يشعر المصريون كل المصريين أن صالح هذا الوطن هو الهدف ولا حياد عنه أبداً .
إن الوطن يحتاج العمل المنتج لكل فرد في جميع قطاعاته المختلفة اقتصادية كانت أو خدمية أو اجتماعية حتى تعود ثماره إليه متمثلة في عدالة توزيع الدخل القومي وحتى تسود حياة كريمة تضمن كرامة الإنسان.
ولا يفوتني أن أحيي مجلس الشعب الموقر برلمان ثورة الخامس والعشرين من يناير كما أحيي كل من ساهم في إجراء الانتخابات التشريعية على أكمل وجه من تنظيم ونزاهة وحيدة وأخص بالذكر قضاة مصر الأجلاء ورجال القوات المسلحة والشرطة وجميع العاملين.
وأوجه التحية للمجلس الأعلى للقوات المسلحة الباسلة الذي وعد وأوفى.
وأؤكد في هذه المناسبة أن تضحيات شهداء مصر ومصابيها لن تقاس تحت أي ظرف بما تقرر من تعويضاً مالياً أو معاش أو وظيفة أو مسكن.
وانه لابد من القصاص العادل الذي نعمل جميعاً من أجل تحقيقه وفاءاً لتضحيات وعطاء هؤلاء الأبطال.
يا شعب مصر العظيم إن توافقنا ووحدتنا في هذه المرحلة هي ركيزتنا للعبور بمصرنا الغالية إلى كل ما نصبو إليه وإلى استكمال تحقيق ثورة مصر العظيمة وفاءاً لشعب مصر العظيم.