فى موسم الامتحانات وتحديدا فى الفترة السابقة لها تخلو قاعات المحاضرات والفصول المدرسية من الطلبة وتكتظ مكاتب التصوير بها. «لا يمكن الاستغناء عن مكاتب التصوير، خاصة أيام الامتحانات» كما جاء على لسان رضوى سمير طالبة كلية التجارة التى تشير إلى أنه فى أوقات الامتحانات يشتد الزحام على المكتبات، وممكن نقف فى طابور لأكثر من نصف الساعة، علشان نصور ورق أو نشترى ملزمة، لكننا نفضل التعامل معها لانخفاض تكلفة هذه المكتبات مقارنة بالمكاتب التى توجد داخل الجامعة. فيوتشر، وسلمى، وعادل، ودريم، وجاد، وفنون، والصفوة أسماء لبعض مكاتب التصوير المنتشرة بجوار جامعة القاهرة، وفى منطقة بين السرايات التى يوجد بها نحو 50 مكتبة، ومحل تصوير. ولم يعد الأمر مقصورا على تصوير نسخ من أوراق الدروس الخصوصية أو ملازم من الكتب الدراسية بل اتسع النشاط وتشعب. سعر تصوير الورقة يصل إلى 6 قروش، فى أغلب الأحيان، وتزداد التكلفة، حسب وزن الورقة، فمن الممكن أن يصل سعر تصوير الورقة إلى ثمانية قروش. أرباح وتكاليف بيزنس مكاتب التصوير لا يتوقف عند ماكينة التصوير، بل إن التوسع فى انتشار أجهزة الكمبيوتر، فتح مجالا آخر للعمل أمام هذه المكاتب، فهناك من الطلبة من يطلب كتابة أبحاث أو مشروع تخرج، كما تطلب بعض الكليات. وتمثل هذه المطالب مجالا آخر لعمل هذه المكاتب ويتم احتساب الورقة التى تتم كتابتها على الكمبيوتر بخمسة وعشرين قرشا. وهناك بعض المكاتب التى تمتلك طابعة ملونة، تلبى حاجة طلبة بعض الكليات العملية، والمعيدين، فى طباعة أوراق ملونة، أو رسومات، «تصل تكلفة طباعة الورقة الملونة إلى نحو جنيهين ونصف الجنيه، وأحيانا تزداد تبعا لعدد الألوان الموجودة فى الورقة» كما جاء على لسان محمد بكرى صاحب أحد أكشاك التصوير عند جامعة القاهرة. و من ناحية التكلفة؛ فإن مصروفات هذه الأكشاك أو المحال تزداد يوما بعد يوم مع غلاء المعيشة، كما جاء على لسان فهيمة، إحدى العاملات فى واحد من مكاتب التصوير عند جامعة القاهرة. تقول فهيمة إن إيجار المحال والأكشاك، فى منطقة بين السرايات مرتفع جدا، كما أن الشروط التى يطلبها ملاك هذه المحال لا توجد فى أى منطقة أخرى. «إيجار الكشك، ألفا جنيه ونصف الجنيه، فى الشهر، رغم أن مساحته لا تزيد عن 10 أمتار، وتزداد تكلفة الإيجار حسب قرب المحل من سور الجامعة، ويشترط أصحاب هذه المحال دفع الإيجار مقدما لمدة عام» تبعا لفهيمة. يقول محمد بكرى، صاحب أحد محال التصوير، إن حجم العمل فى المحال المطلة على الجامعة مباشرة يكون أكثر من المحال التى توجد فى الشوارع الجانبية. «المكاتب المطلة على الجامعة، من الممكن أن تستهلك نحو 100 رزمة ورق على الأقل يوميا، بينما يقل حجم العمل فى المكاتب التى توجد فى الشوارع الجانبية لمنطقة بين السريات» تبعا لبكرى. مافيا الملازم ربح مكاتب التصوير لا يتوقف على التصوير وكتابة الرسائل العلمية وطباعتها، فهناك بيزنس جديد بدأ ينشط ويتسع فى السنوات الأخيرة وهى أعمال الملازم التى تمثل الجانب الأهم فى بيزنس هذه المكاتب، حيث تتقاسم بعض المكاتب الكبيرة فى عمل ملازم تلخيصية لمواد كلية التجارة، تباع قبل الامتحانات، وتتقاسم تلك المكاتب المجموعات والسكاشن داخل الكلية، مكاتب أخرى فى ملازم كلية الحقوق. وتباع هذه الملازم، التى لا تزيد على 50 ورقة، فى أغلب الأحيان، بأسعار تتراوح بين 10 15 جنيه، ولا يقتصر عمل الملازم على أوقات الامتحانات، فعلى مدى أيام العام الدراسى، يتوافر لدى هذه المكتبات، ملخصات للمحاضرات، والسكاشن. أما عن طريقة إعداد هذه الملازم، وحصول المكاتب عليها فيقول أحد أصحاب مكاتب التصوير، رفض ذكر اسمه، إنها تتم بالاتفاق بين بعض الطلاب، وأحيانا يتم الاتفاق بين المعيدين، وصاحب المكتب، «فى مقابل أجر مادى يتقاضاه المعيد أو الطالب من صاحب المكتب». وحتى تضمن المكتبة حقها فى عمل الملزمة، تقوم بتصويرها على ورق ملون، وتضع على كل ورقة علامة مائية، حتى يصعب تصويرها. يقول صاحب أحد المحال إن تقسيم الكليات والمجموعات والملازم بين هذه المكتبات يتم باتفاق «أشبه بعمليات الاحتكار»، فلا يمكن لأى مكتبة أن تحاول القيام بعمل ملخصات، أو ملازم لأى مجموعة داخل كلية تجارة، بخلاف صاحب هذه المجموعة. «إذا حاول أحد أصحاب الأكشاك، أو مكاتب التصوير الأخرى، تخفيف العلامة المائية لأى ملزمة، بحيث يسهل تصويرها، يقوم بهذا العمل فى الخفاء، وإلا تعرض للاعتداء بالضرب من أصحاب المجموعة» تبعا للمصدر الذى فضل عدم ذكر اسمه. يقول المصدر إنه فى أول يوم رمضان الماضى، قامت معركة بين أصحاب المكاتب حول مجموعة ملازم جديدة فى كلية التجارة، استدعت تدخل الأمن المركزى لفضها. انتشار الظاهرة لا تقل سيطرة مكاتب التصوير فى جامعة عين شمس عنها فى القاهرة، وإن اختلفت أسماء مكاتب التصوير وتتراوح أسعار الملازم فيها بين 10 15 جنيها، غير أن ما تتميز به مكاتب جامعة عين شمس، أنها تبيع الكتاب الجامعى كذلك. «أغلب الكتب الجامعية تباع خارج الحرم الجامعى، فى مكاتب التصوير، وغالبا ما يزيد ثمنها بنحو 10 15 جنيها، عن السعر المعتاد للكتاب الجامعى، الذى يباع داخل الجامعة، ويتم بيع هذه الكتب بالاتفاق مع أساتذة الجامعة» تبعا لندى الخولى، الطالبة بكلية الآداب بجامعة عين شمس. ولا تقتصر ظاهرة مكاتب التصوير على الجامعات الحكومية فقط، حيث توجد هذه المكاتب أيضا بجوار أسوار الجامعات الخاصة، فعند جامعة 6 أكتوبر توجد مكتبات عدة تختص ببيع ملازم لكليات الإعلام، والحاسب الآلى، والآداب، إلا أن أسعار هذه المكتبات تزداد نسبيا عن أسعار نظيراتها فى الجامعات الحكومية. «ثمن الملزمة يتراوح بين 20 25 جنيها0، وفى أغلب الأحيان لا يذكر اسم معد الملزمة، لكن يذكر عليها اسم المكتبة التى تبيعها، ويوجد بها العلامة المائية، لضمان شرائها من المكتبة، وعدم تصويرها.