أدانت إيران ما أسمته تدخلا خارجيا في شؤون سوريا أقرب حلفائها العرب وأشادت بالإصلاحات التي تعهد بإجرائها الرئيس السوري بشار الأسد باعتبار انها ستساعد على حل المشكلات. وقال رامين مهمان باراست المتحدث باسم الخارجية الإيرانية في مؤتمر صحفي اسبوعي "نحن نعارض قطعيا التدخل في شؤون دول أخرى ونعتقد أنه لا يحل المشكلات بل يزيدها تعقيدا."
وخففت طهران من لهجتها فيما يتعلق بسوريا مع امتداد الأزمة لعشرة أشهر. ففي البداية كانت تؤيد بشكل كامل موقف الأسد من المعارضة والآن هي تشجع على الإصلاحات لعلاج المتاعب التي يشكو منها المواطنون. وقال مهمان باراست "الإصلاحات الجيدة التي أعلنها مسؤولون سوريون تدفع المناخ العام نحو الحوار وحل المشكلات وإن كانت بعض الدول لا يعجبها هذا."
وأعلن الأسد إنهاء حالة الطوارئ ومنح الجنسية للكثير من الأكراد السوريين ووعد بإجراء انتخابات برلمانية في وقت لاحق من العام الجاري. وأصدر الأسد عفوا عن المحتجزين منذ بدء الانتفاضة ضمن سلسلة من إعلانات العفو السابقة. ورفضت المعارضة السورية ما قام به الأسد من خطوات ووصفتها بأنها جوفاء في ظل استمرار القتل وعدم وجود حوار حتى بعد وصول مراقبي الجامعة العربية قبل ثلاثة أسابيع.
وتقول الأممالمتحدة إن أكثر من خمسة آلاف شخص قتلوا خلال الحملة العسكرية التي يشنها الأسد على الانتفاضة منذ عشرة أشهر وما زال العنف مستمرا على الرغم من وجود فريق المراقبين العرب. واقترحت قطر أشد الدول العربية لهجة في معارضة الأسد إرسال قوات عربية لوقف العنف.
وإيران متحالفة مع سوريا كما أنها تدعم كلا من حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) التي تسيطر على قطاع غزة وحزب الله اللبناني. وأيدت إيران انتفاضات "الربيع العربي" التي أطاحت بعدد من الزعماء العرب المتحالفين مع الغرب في شمال افريقيا لكنها ظلت مبقية على دعمها للأسد.
وفي مسعى لردع أي تدخل أجنبي في سوريا استخدمت إيران أوراقا عديدة منها الحديث عن احتمال تسببه في إشعال حروب بالإنابة عن طريق جماعات مثل حزب الله وحماس ضد مصالح اسرائيلية وأمريكية في الشرق الأوسط. وأشارت المملكة العربية السعودية إلى أنه يمكنها أن تزيد من إنتاج النفط لتعويض النفط الخام الإيراني اذا حظره الاتحاد الأوروبي وهو موقف انتقده وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي.
ونقل موقع قناة العالم الإيرانية الناطقة بالعربية عن صالحي قوله ان تصريحات وزير النفط السعودي بشأن تعويض النفط الإيراني هي "مؤشر غير ودي" مضيفا أن هذا الموقف سيظل عالقا في تاريخ العلاقات بين البلدين. وقال مهمان باراست إنه يشك في أن الاتحاد الأوروبي سيمضي في حظر النفط وهي خطوة قال عنها محمد علي خطيبي مندوب إيران الدائم في منظمة أوبك إنها ستكون "انتحارا اقتصاديا" للمنظمة التي تعاني من أزمة سيولة نقدية هائلة.