«وتبقى الثورة مستمرة».. شعار آمن به كثيرون من أهل الفن.. حاولوا بينهم وبين أنفسهم أن يمتد مفعول وقيمة وهدف الثورة التي انطلقت يوم 25 يناير 2011 لتلهم أعمالهم وتنتفض رؤاهم وتحدد مسارا جديدا لخطواتهم القادمة. وحتى إن كانت الأجواء الحالية لا تسمح بمرور تجارب فنية غزيرة الإنتاج، وهو ما يجعل البعض أيضا يلتزم الهدوء حتى تتضح الصورة.. لكنها حالة مؤقتة والكل يراهن على ألا يفتر أصحاب الثورة من أجل نهضة فنية لها مذاق مختلف.
فشأن جميع المصريين، فوجئ الفنانون باندلاع الثورة، وشأنهم كذلك لا يعرفون موعد نهايتها، فمنذ اندلاع الشرارة الأولى، ومازالت الثورة مستمرة.. تهدأ حينا وتشتعل أحيانا، وكذلك الحال بالنسبة للمشهد على الساحة الفنية، حيث تحول مشهد الثورة إلى «أيقونة» المؤلفين والمخرجين الذين يستعدون لأعمال جديدة.. وإذا كانت بعض أعمال 2011 قد حاولت جاهدة التشبث بالثورة بمشهد هنا أو كلمة هناك، فمن المتوقع أن يكون مشهد الثورة أساسيا فى كل أعمال 2012، ولكن بدرجات متفاوتة خاصة.
تشهد الفترة القادمة عودة غير تقليدية للمسرح الغنائى وذلك بعد ان تحمس بعض المطربين للوقوف على خشبة المسرح للتغنى بالثورة ولحاضر الوطن ومستقبله ..ارادوا ان يدلوا بشهادتهم على ما يحدث.
المطرب مدحت صالح أكد أنه كان هناك مشروع مسرحية غنائية بالفعل مع المخرج سمير العصفورى بعنوان «البوب» ولكن أرجأنا التحضير لها حتى تتضح الرؤية فالثورة حتى الآن لم تكتمل بعد وفى اعتقادى أن أى عمل يحكى عن الثورة دون أن تتضح ملامحها يعتبر جنونا غير محسوب.
وأشار مدحت إلى أن مسرحية «البوب» تناقش حياة حاكم ديكتاتور وتلقى الضوء على كيفية إفساد من حوله للحياة السياسية ونشر كل ما هو مضر بمصلحة بلاده، حيث يتدخل فى كل صغيرة وكبيرة ويتحكم فى كل شىء حتى تصل به النهاية إلى قيام ثورة 25 يناير المجيدة التى عبرت عن الحرية الحقيقية التى افتقدناها طيلة السنوات الماضية وهو ما سنرصده من خلال المسرحية.
أما المطرب محمد الحلو فأكد أنه يستعد لخوض بطولة مسرحية استعراضية جديدة بعنوان «الرئيس القادم» مع المخرج عصام السيد ويتم التحضير لها حاليا حيث تتناول واقع الثورة المصرية، وهى مسرحية تسرد المشاكل الاجتماعية والاقتصادية فى العهد البائد مرورا بقيام الثورة وحتى انتخابات الرئاسة وسنقدم من خلال هذه الجزئية مقومات الرئيس القادم التى يجب أن يكون عليها حتى يتم انتخابه من واقع طلبات الشعب المصرى الذى يتمنى أن يجد رئيسا يحقق له مطالبه الشرعية وهى عدالة اجتماعية وحرية الرأى والفكر.
وأوضح الحلو أن المسرحية ستظهر للنور بنهاية مارس القادم أى قبل الانتخابات الرئاسية وهو ما نسعى إليه حاليا.
كما أكد المطرب الشاب لؤى أنه شارك بالغناء فقط فى مسرحية «الديكتاتور» التى يقدمها المسرح الحديث منتصف يناير القادم وقال : أعتبر ذلك العمل مشاركة منى فى الأعمال التى تتناول ثورة يناير المجيدة حيث تتحدث المسرحية عن الأوضاع السياسية فى مصر منذ اندلاعها حتى وقتنا الحالى حيث أقدم أربع أغنيات من تأليف خميس عز العرب وألحان وتوزيع أحمد رمضان وهى أغانى وطنية تعبر عن الثورة وتقدم وصفا لبعض أحداثها، وأضاف الحلو: اعتبر تلك التجربة بداية لى فى الوقوف على خشبة المسرح وقد شجعتنى كثيرا فى أن أبحث عن عمل مسرحى آخر أقف فيه على الخشبة ممثلا يكون أول أعمالى الفنية الثورية.
وعلى جانب آخر، أكد نقيب الموسيقيين المطرب إيمان البحر درويش أنه يرحب بالعودة إلى خشبة المسرح لتقديم عمل يرصد أحداث الثورة المصرية وذكر أنه يتمنى أن يجد النص الذى يقدم من خلاله عملا فنيا يتذكره التاريخ من كتابه متميزة تعبر عن الحدث العظيم إلى جانب أن يعبر من خلالها عن ما بداخل كل إنسان مصرى عاش مرارة القهر فى عصر النظام السابق والظروف الصعبة التى مر ت بها مصر من تدهور فى مستوى المعيشة وسوء المعاملة التى عانى منها الناس جميعا. وأشار درويش إلى أنه ناقش سوء الأحوال التى عاصرها المواطن المصرى على خشبة المسرح العام الماضى فى عرض «الناس بتحب كده» مع رانيا محمود ياسين وهالة فاخر.
بينما أبدى المطرب مصطفى قمر استعداده لتقديم مسرحية على خشبة المسرح تتناول أحداث ثورة 25 يناير وهو ما ينتظره فى المرحلة القادمة حيث انه ما زال يحاول إيجاد نص جيد يتناول الأحداث الأخيرة بشكل مناسب لقيمة الحدث إلى جانب أن يكون العمل استعراضيا وهو ما افتقدناه منذ فترة كبيرة وإن كانت هناك عروض مسرحية تحمل الطابع الاستعراضى ولكن بشكل بسيط.
وأضاف قمر أنه قدم من قبل مسرحيتين بينهما مسرحيه بعنوان «وطن الجنون» التى قدمتها منذ عامين وكانت ذات طابع سياسى اجتماعى حيث كانت تناقش الأوضاع التى كان يعيش فيها المواطن المصرى.