تبارت العديد من وسائل الإعلام فى شرح وتحليل الأسباب التى أدت الى تراجع مستوى المنتخب الوطنى والنتائج المخيبة للأمال التى حققها فى التصفيات القارية المؤهلة لنهائيات كأس العالم المقبلة فى جنوب أفريقيا، البعض أرجع السبب إلى تراجع مستوى النجوم خاصة عصام الحضرى ومحمد شوقى وعمرو زكى، والبعض الآخر علل النتائج السلبية بارتفاع معدل أعمار المنتخب الوطنى، وغيرها من الأسباب والمبررات لتبرير النتائج الهزيلة التى تحققت. ونوضح أن هناك العديد من الأسباب خلف «الكواليس» التى لم يتم نشرها فى هذا الأمر والتى كان لها الدور الأكبر فى فى الانهيار الذى حدث لبطل أفريقيا فى تصفيات كأس العالم، خاصة مباراة الجزائر التى منى خلالها الفريق بهزيمة مذلة بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد. فمن أهم الأسباب التى تسببت فى خروج الهزيمة الثقيلة من المنتخب الجزائرى هى المعسكر الهزيل الذى أقامه المنتخب الوطنى فى عمان والمباراة الودية التى لعبها الفراعنة أمام المنتخب العمانى بعكس المنتخب الجزائرى الذى خضع لمعسكر إعداد قوى فى مدينة مارسيليا الفرنسية. وعلمت «الشروق» من مصادرها داخل اتحاد الكرة أن المنتخب الوطنى أجبر على لعب مباراة عمان الودية نتيجة لضغط أحد المسئولين البرلمانيين البارزين فى هذا الأمر، حيث قطع على نفسه وعدا أثناء قيامة بزيارة إلى سلطنة عمان الشهر قبل الماضى واتفق على قيام المنتخب المصرى بزيارة سلطنة عمان ولعب مباراة ودية هناك من أجل تقوية العلاقات بين الدولتين فى جميع المجالات. وفى ذلك الوقت كان الاتحاد المصرى اتفق على إقامة مباراة ودية مع المنتخب القطرى وتم إلغاؤها لأسباب سياسية لتوتر العلاقة بين مصر وقطر وتم استبدالها بمباراة عمان ولم يستطع اتحاد الكرة التراجع عن موافقته على إقامة تلك المباراة، على الرغم من الانتقادات الكبيرة التى تم توجيهها للمعسكر واتهامه بالضعف من وسائل الإعلام. وكان من أهم الأسباب التى أدت إلى الأداء غير المتوقع للمنتخب الوطنى فى مباراة الجزائر هى عدم تمكن الجهاز الفنى من إدارة المباراة والتركيز فيها بسبب حالة التسمم التى أصابت حسن شحاتة، المدير الفنى، وحمادة صدقى، المدرب المساعد، فور وصولهما للجزائر وعقب تناولهما لوجبة الكسكسى الجزائرى، وهو ما أدى إلى غياب شحاتة وصدقى عن التدريب الرئيسى للمنتخب يوم السبت الماضى. وقام شوقى غريب بقيادة التدريب الرئيسى منفردا بسبب سوء حالة شحاتة وصدقى وعدم تمكنهما من الحضور للملعب، كما أكد اللاعبون أن حسن شحاتة لم يقم بإلقاء المحاضرة على اللاعبين قبل المباراة واكتفى بكلمات قليلة ولم يقم بدورة بسبب عدم قدرته على الكلام وهو ما أثر على روح اللاعبين داخل المباراة، ورغم ذلك شدد سمير زاهر على الجميع نفى كل ما يفيد عن تسمم المنتخب، وقام بتضليل الرأى العام وصرح لرجال الإعلام أن شحاتة وصدقى أصيبا بنزلة برد، ولكن ما علاقة البرد بالإسهال والقىء الذى أصابهما. ويأتى ثالث الأسباب التى أدت الى هزيمة المنتخب المذلة أمام المنتخب الجزائرى، أن العلاقة بين أفراد الجهاز الفنى لم تعد على ما يرام، وهو ما شهده الإعلاميون الذى كانوا فى الجزائر، على الرغم من محاولتهم إظهار عكس ذلك أمام الجميع وترجع أسباب ذلك إلى الأنباء التى ترددت فى الآونة الأخيرة حول تصريحات شوقى غريب، المدرب العام، عن تمرده على منصب الرجل الثانى وسعيه لخلافة حسن شحاتة وأنه سيطالب بذلك عقب الصعود لكأس العالم بعد أن نسب الفضل كله فى إنجازات المنتخب لشحاتة وحده وعدم الإشارة لدوره فى هذه الإنجازات، وهو ما أغضب المدير الفنى عقب سماعه تلك الأنباء على الرغم من نفى المدرب العام لتلك التصريحات بعد ذلك وتأكيداته أنه لم يصرح بهذه التصريحات وأدى سعى غريب وشحاتة لمنصب الرجل الأول إلى سوء العلاقة بينهما أو على الأقل لم تعد كما كانت أثناء كأس الأمم الأفريقية فى غانا.