ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن تضاؤل نفوذ الولاياتالمتحدة في العراق بعد انسحاب قواتها من هناك أدى إلى تعاملها مع الأزمة الطائفية العراقية الراهنة بنفس مستوى تعاملها مع الأزمات الدبلوماسية في مختلف أنحاء العالم. وأشارت الصحيفة -في سياق تقرير أوردته على موقعها على شبكة الإنترنت- إلى تعليقات بعض المسئولين الأمريكيين على الأزمة العراقية التي نشبت بعد أيام قليلة من اكتمال الإنسحاب الأمريكي من العراق بأن الرئيس باراك أوباما لا ينوي إعادة قواته إلى هناك حتى وإن ساءت الأمور ودخلت العراق في حرب أهلية.
وقالت إن نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن ظل على اتصال بمختلف القادة العراقيين على مدار الأسبوع الماضي لحثهم على العمل من أجل إنهاء الأزمة ، وهو الإجراء الذي اعتبرته الصحيفة توقفا للتدخل الأمريكي في الشأن العراقي بشكل رسمي.
وعلى الرغم من اعتبار أوباما لنهاية الحرب في العراق وتنفيذه لما وعد به خلال حملته الإنتخابية بأنه يمثل انتصارا، إلا أن الأزمة المفاجئة التي ضربت العراق بنشوب عداء طائفي ثم وقوع انفجارات ببغداد حصدت 60 قتيلا قد تتحول سريعا -وفقا لخبراء سياسيين- إلى أزمة سياسية جديدة أمام إدارة أوباما.
ونقلت الصحيفة في هذا الصدد عن أحد الخبراء السياسيين اعترافه بأن نجاح أوباما في سحب قواته من العراق إلى جانب اغتيال أسامة بن لادن والمشاركة في إسقاط نظام العقيد الليبي معمر القذافي يمثل إضافة كبيرة لرصيده السياسي ، غير أن الملف العراقي تحديدا ربما يعود ليمثل عبئا على الرئيس الأمريكي على نحو سريع.
وأوضحت الصحيفة أن الإنسحاب الأمريكي من العراق وما تبعه من أحداث في هذا البلد العربي أوقع أوباما بالفعل تحت هجوم سياسي على الجبهة الأمريكية الداخلية، لافتة إلى ما صرح به السيناتور الجمهوري جون ماكين من انزعاجه لما وقع بالعراق من أحداث خلال الأسبوع الماضي، وقوله بأن الولاياتالمتحدة ستدفع ثمنا باهظا جراء الأحداث المتعاقبة في بغداد نظرا لعدم إبقائها على جزء من قواتها هناك.
في المقابل، أشارت نيويورك تايمز إلى مواجهة الإدارة الأمريكية لمثل هذه الإنتقادات بالتساؤل عما يمكن لوجود القوات الأمريكية بالعراق المساهمة في فعله لمنع الأزمة السياسية الراهنة في العراق أو الهجمات المنظمة التي وقعت بها.
وقالت إنه على الرغم من انتهاء التواجد العسكري الأمريكي في العراق إلا إن واشنطن مازالت تحتفظ ببعض نفوذها على بعض القادة العراقيين ، كما أن بعض ملفات العلاقات بين البلدين قد تستخدمها واشنطن للضغط على العراقيين من أجل إنهاء الأزمة الراهنة مثل ملف تصدير طائرات اف 16 للعراق وملف دفع الإدارة الأمريكية لبغداد من أجل إقامة علاقات جيدة مع جيرانها من الدول السنية العربية.