أكد الأمين العام لاتحاد علماء المسلمين الدكتور علي القرة داغي أن وحدة المسلمين فريضة شرعية وضرورة مصلحية يمكن أن تنطلق من الوحدة الخليجية. مشيرا إلى أن مفهوم الأمة المنصوص عليه في الآيات والأحاديث النبوية، لا يتحقق إلا من خلال الوحدة السياسية والاقتصادية ووحدة العقيدة.
واستدل داغي - في تصريحات له اليوم الجمعة - بالعديد من الأدلة الصحيحة من القرآن والسنة التي تفرض على الأمة الإسلامية الوحدة.
لافتا إلى أن الإسلام ينطلق من توحيد الله باسمائه وصفاته إلى توحيد الله على مبدأ توحد المسلمين على هذا الدين بمصالحهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية .
ورأى أن تكون الوحدة في بدايتها على مبدأ "الكونفيدرالية" قبل أن تكون "اندماجية" .. معتبرا أن الوحدة الخليجية تمضى ببطء ولكنها ثابتة ولم تفشل ، وأن دعوات الوحدة السابقة فشلت لأنها لم تبن على صدق وإخلاص وأسس متينة.
ودعا داغي - وهو من علماء دولة قطر -إلى أن تؤسس وحدة الأمة على وحدة الشعوب، من خلال توحيد مؤسسات المجتمع المدني ومن ثم تربية وتثقيف الجيل الجديد على أهمية الوحدة.
مستدلا بالمثال الأوروبي الذى فرض في المدارس تدريس مصالح الوحدة من رياض الأطفال وحتى المرحلة الجامعية .. فتربت الأجيال على أن مصلحتهم في الوحدة، وهم من أقاموا الآن الوحدة السياسية والاقتصادية الأوروبية.
يذكر أن دعوات الوحدة في ماضي الأمتين العربية والإسلامية، على كثرتها لم توفق في لم الصفوف بل زادت في تعميق الخلافات، ويعزو المراقبون ذلك إلى تسرعها وقيامها على أساسٍ عاطفي بحت كما حصل بين سوريا ومصر، أو هدف سياسي رخيص كما هي دعوة صدام حسين إلى مجلس تعاون عربي أراد أن يمهد له من أجل إضفاء شرعية عربية لاحتلال الكويت.