تطرقت صحف عربية، صادرة صباح اليوم الأحد، إلى عدد من الشؤون والقضايا العربية التي كانت في مقدمتها مزاعم بمحاولة الحكومة منع انتقال الاحتجاجات ضد الغلاء والبطالة من تونس إلينا، وتعليق عدد من علماء وشيوخ الأزهر على طريقة خلع الرئيس التونسي، وتعليق سياسيين على الأحداث التونسية، والتغيير السلمي في مصر، بجانب دعوة الإخوان إلى الاستماع لأصوات الشعوب والإجراءات الأمنية المشددة التي تشهدها محافظة قنا اليوم، وأيضًا إحياء ذكرى ميلاد الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر. ثورة الغضب زعمت صحيفة "العرب" القطرية أن جهات سيادية مصرية تعمل الآن لمنع انتقال الاحتجاجات ضد الغلاء والبطالة من تونس إلى مصر، والتي عُرفت مؤخرًا بثورة الغضب، مضيفة أن تلك الجهات تسعى حاليًّا للكشف عن أي تنظيمات مشابهة للتنظيمات التي تسببت في اشتعال ثورة الغضب في تونس للحيلولة دون وقوع أي اشتباكات أو مظاهرات أو أعمال شغب مشابهة. وقالت الصحيفة: إن مصدرًا مطلعًا أكد لها أن الحكومة تسعى حاليًّا لحل عدد من الأزمات ذات الصلة بارتفاع الأسعار والغلاء، وفي مقدمتها الدعوة لعقد المجلس القومي للأجور لإقرار العلاوات الدورية للعاملين في مختلف القطاعات، ولإقرار حد أدنى للأجور لقطع الطريق على أي مزايدة، بجانب الدفع بكميات كبيرة من السلع الاستراتيجية لضمان عدم تكرار الأزمات، وبخاصة السكر ورغيف الخبز والمواد البترولية، ومع توفير أسطوانات البوتاجاز. أقرب إلى الشرعية بينما نقلت الصحيفة القطرية، عن العديد من علماء وشيوخ الأزهر، أن خلع الرئيس التونسي من الحكم حدث بطريقة أقرب إلى الشرعية، منوهين بأن طاعة ولي الأمر ليست مطلقة في الشريعة الإسلامية، وإنما مقيدة بعدم مخالفة أوامر الله تعالى، وتوفير الحياة الكريمة، وحفظ كرامة الرعية، حيث أكد الدكتور محمد رأفت عثمان، عضو مجمع البحوث الإسلامية ومجمع فقهاء الشريعة بأمريكا أن مبدأ طاعة ولي الأمر في الشريعة الإسلامية ليس مطلقًا، وإنما تحكمه ضوابط وقواعد عامة، منها عدم الخروج على أحكام الشريعة ومصادمة حكم شرعي. وأضافت "العرب" أن عثمان استدل بما حدث لجماعة من المسلمين حينما كانوا في سفر، فغضب عليهم أميرهم في السفر، وسألهم: أليس لي عليكم حق الطاعة؟ فأجابوا: بلى، فقال: إذن اجمعوا حطبًا، وأوقدوا النار فيه، ففعلوا، ثم أمرهم بأن يلقوا بأنفسهم في النار، فرفضوا وقالوا: ما أسلمنا إلا هروبًا من النار، فكيف ندخل فيها، وحينما عادوا قابلوا النبي -صلى الله عليه وسلم- وأخبروه بما حدث، فقال: (لو دخلوا فيها ما خرجوا منها، إنما الطاعة في الطاعة)، ما يدل على تقييد طاعة ولي الأمر وربطها بعدم معصية الخالق أو مخالفة الأحكام الشرعية. ونقلت الصحيفة أيضًا عن الدكتورة آمنة نصير، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، القول: إن طاعة ولي الأمر محددة بضوابط، وليست مطلقة، وأنها مرتبطة بتوفير ولي الأمر للحياة الكريمة، وتحقيق العدالة الاجتماعية والاقتصادية في المجتمع، مستدلة بقول سيدنا عمر بن الخطاب، حينما تولى الخلافة: (أيها الناس، إني وليت عليكم ولست بخيركم، فإن رأيتموني على حق فأعينوني، وإن رأيتموني على باطل فقوّموني)، فرد أحد الحضور: «والله أقوّمك بسيفي»، فقال سيدنا عمر: (رحم الله هذا الزمان أن وجد فيه من يقوّم عمر بسيفه). تعبير حقيقي وتعليقًا على ثورة الشعب التونسي وإعطائها الأمل لكثير من الشعوب في التغيير السلمي من أجل أوطانهم، نقلت صحيفة "الوطن" القطرية عن عبد الله الأشعل، مساعد وزير الخارجية الأسبق، دعوته النظام إلى مراجعة مواقفه وإقرار مزيد من الحريات وقف حالات التدخل الأمني في الحياة المصرية، فضلا عن إجراء انتخابات نيابية ورئاسية حقيقية على أساس ديمقراطي. وأضاف الأشعل أن ما حدث في تونس جاء تعبيرًا حقيقيًّا عن مطالبات شعبية بالحرية والديمقراطية، وأن عهود التكميم والقمع باتت من دروب الماضي، وأن مواسم الحريات تم افتتاحه ولن يغلق بعد اليوم، وأن الشعوب العربية تتعلم من درس تونس، مشيرًا إلى أن ثورة الشعوب أثبتت أنها قادرة على تحقيق التغيير المنشود. بينما نقلت الصحيفة عن حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية والمنسق العام السابق للجمعية الوطنية للتغيير، القول: إن من الضروري أن يشعر الرئيس حسني مبارك بعمق الأزمة التي تهدد مستقبل البلاد، وأن يكون مستعدًا لأن يؤدي دورًا إيجابيًّا في إخراج مصر من المأزق. أصوات الشعوب وأبرزت صحيفة "القبس" الكويتية، من جانبها، دعوة جماعة الإخوان المسلمين الحكام العرب والمسلمين للاستماع إلى صوت العقلاء من شعوبهم، وألا يستجيبوا للمنافقين الذين يزينون لهم سوء أعمالهم، وألا يشاركوهم في العدوان على الشعوب، بالإضافة إلى مناشدتها الأمة العربية والإسلامية إلى الوقوف بجانب انتفاضة الشعب التونسي. الذكرى 93 أما صحيفة "الخليج" الإماراتية فاهتمت بتوافد أعداد غفيرة من المصريين والعرب على ضريح الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، أمس السبت، وذلك لإحياء ذكرى ميلاده ال93، حيث كان في استقبالهم أنجال الزعيم الراحل عبد الحكيم وهدى ومنى، كذلك وضع عدد من السفراء والمسؤولين والسياسيين العرب أكاليل من الزهور على الضريح. ونقلت الصحيفة عن عبد الحكيم، نجل الرئيس الأسبق، القول: إن ما حدث في تونس هو نتاج طبيعي لاستبداد الحكم ولعدم تطبيق العدل والمساواة، فيما حذر من أن انفصال الجنوب السوداني يعد "الكارثة" التي ألمت بالوطن العربي. وعلق على أحداث الفتنة الطائفية في مصر، بأن الوطن العربي لم يعد لديه مشروع قومي تجتمع عناصر الأمة حوله، ومن ثم كان طبيعيا أن يسعى الإرهاب إلى ملء حالة الفراغ الذي تشهده كثير من البلدان العربية.