أعلن الشيخ سلطان القاسمى حاكم الشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة على الهواء مباشرة من العاصمة الفرنسية باريس أنه سيتكفل بإعادة ترميم المجمع العلمى المصرى كاملا، وأن بحوزته بعض المخطوطات الأصلية مثل المجلة الدورية التى تعود إلى عام 1860 وكتاب وصف مصر. وقال فى اتصال هاتفى مع المذيعة منى الشاذلى مقدمة «العاشرة مساء» بقناة دريم إن النسخ الأصلية كلها الموجودة فى مكتبته مقدمة هدية منه للمجمع، وأنه يملك منها مجموعة نادرة لا توجد إلا عنده.
وأضاف: أنه طلب من مصر وصفا كاملا للكتب التى احترقت، وستقوم دار الوثائق المصرية بجرد لها حتى يتمكن من استرجاعها جميعا. «ما يصيب مصر يصيبنا، وهذا جزء من رد الجميل، خاصة من أبناء الشارقة، فالمصريون علمونا، وأكملوا الطريق لنا فى جامعاتهم، ونحن لا نستطيع رد الجميل، ومهما عملنا لا يكفى لرد الجميل».
وأوضح حاكم الشارقة أنه يقوم الآن ببناء دار الوثائق المصرية بعين الصيرة، وستحتوى على جميع الوثائق الموجودة حاليا بمجلس الوزراء المصرى.
وأضاف: «سنحضر إلى هذه الدار تلك الوثائق والمخطوطات بسرعة حتى لا تمتد الأيادى إليها، وأعطتنا الحكومة الضوء الأخضر لجلب كل الوثائق فى مجلس الشعب والمؤسسات والبلديات إلى هذا المكان لحفظها بالطرق الصحيحة».
واستطرد بقوله: «إن شاء الله نحفظ تراث مصر، كما حفظت الأمة العربية، وبذلت الغالى والرخيص ونحن لا ننسى موقف مصر فى الكويت وهذا لا يساويه أى شىء».
وتعرض المجمع العلمى المصرى للحرق يوم السبت الماضى أثناء معارك بين مئات المتظاهرين وقوات الجيش المصرى التى كانت تحمى مقرى مجلسى الشعب والشورى ومبنى رئاسة الوزراء من محاولات لاقتحامها وحرقها.
وقالت مصادر فى وزارة الثقافة المصرية إنه تم إنقاذ نحو 20 ألف كتاب وحفظها فى مجلس الوزراء ومجلس الشعب.
وقال وزير الآثار المصرية محمد إبراهيم إن الحكومة الفرنسية عرضت أيضا المساعدة فى إنقاذ ما يمكن إنقاذه من تراث المجمع العلمى.
يذكر أن كتاب «وصف مصر» وضعه العلماء والمستشرقون الذين رافقوا الحملة الفرنسية فى عام 1798 التى استمرت 3 سنوات، ويضم وصفا كاملا لأحوال مصر وحياتها ومدنها وقراها ويتكون من 37 مجلدا.