اعتبر الناشط السياسي عبد الغفار شكر، وكيل مؤسسي حزب التحالف الشعبي، أن الأحزاب لم تملأ الفراغ السياسي بعد رحيل النظام السابق، بسبب بحثها الدائم عن الحلول الوسطى، وانشغالها بمواجهة هذا النظام دون أن يكون لديها قاعدة جماهيرية، ورأى أنه على شباب الثورة أن يقنعوا المجتمع بمطالبهم . وقال شكر ، خلال ندوة مناقشة كتاب "ثورة 25 يناير.. قراءة أولية ورؤية مستقبلية" الصادر عن مؤسسة الأهرام، والتي أقيمت بمقر الهيئة مساء الثلاثاء، "إن شباب الثورة لا يعرف أنصاف الحلول، وهم على استعداد دائم لدفع ثمن غال لاستمرار ثورتهم، لكنه لم يمتلكوا الخبرة السياسية الكافية، كما أن الأحزاب السياسية لم تجدد قياداتها الحالية وعليها أن تتفاعل مع هذا العنصر الشبابي للوصول إلى مطالب مشتركة للثورة" .
وأضاف، أن ثورة 25 يناير لم تستولى على السلطة حتى الآن، وفي ظل هذا الوضع تتنازع إرادتان، إرادة إصلاحية تعبر عنها السلطة الحالية، وترى أن النظام يمكن إصلاحه، وإرادة أخرى ترى ضرورة استمرار الثورة حتى تحقيق كافة أهدافها .
وطرح شكر، الذي شارك في هذا الكتاب بورقة تحت عنوان "25 يناير من الاحتجاج السياسي إلى ثورة شعبية"، ما وصفه بحقيقة تفرض نفسها على الواقع السياسي حاليا، وهي أن مصر دخلت مرحلة جديدة ، تقتضي ضرورة إجراء تغييرات جذرية وجوهرية أحيانا تأتي بطيئة أو سريعة، لكن لن تستقر الأوضاع إلا بتنفيذ أهداف الثورة وشعاراتها من حرية وعدالة اجتماعية وتحقيق كرامة إنسانية.
واعتبر شكر أن ثورة 25 يناير فاجأت النظام السابق، ولكن الشباب القائمين عليها لم يفاجئوا مصر والمعارضة السياسية لأنهم جاءوا من واقع خبرة نضالية استمرت على مدى 10 سنوات في إطار الحركات الاحتجاجية .
وقال إن هذه العملية بدأت منذ عام 2000 عندما تأسست اللجنة الشعبية لمساندة الانتفاضة الفلسطينية ونجحت في حشد أكبر تجمع جماهيري قدر بالآلاف منذ يناير 1977، وأضاف أن الحركات انخرطت أيضا في الحملة الشعبية للتضامن مع الشعب العراقي في عام 2003، وخرجت منها حركة 9 مارس لاستقلال الجامعات، ثم بدأت محطتها الثالثة مع حركة كفاية التي تأسست في عام 2004 لمقاومة التوريث والتمديد والتي قامت بعدة فعاليات احتجاجية قوبلت بالقمع .
وتابع: أن كل هذه التحركات كان يقودها ما وصفه بجيل السبعينيات الذي بدأ نضاله في عام 1969، لكن اعتبارا من 2007 بدأ جيل الشباب الحالي هو من يقود تلك الفعاليات الاحتجاجية من خلال حركة 6 أبريل التي دشنت عام 2008 للتضامن مع إضراب عمال المحلة الكبرى، لتتأسس فيما بعد حركة العدالة والحرية وصفحة كلنا خالد سعيد على موقع فيس بووك للتواصل الاجتماعي، وتتجلى أخيرا بالانخراط في الجمعية الوطنية من أجل التغيير .
وأشار إلى أن هؤلاء الشباب اكتسبوا خبرات العمل الجماعي والمواجهة مع النظام السابق وتحريك المواطن العادي، ومن ثم انتقلوا من العالم الافتراضي (مواقع التواصل الاجتماعية) إلى العالم الواقعي .
وعن مستقبل الحركات الاحتجاجية، قال عبد الغفار شكر، إنها تواجه 3 احتمالات، الأول وهو تفكيكها وتهميشها، والثاني أن تتحول للحياة الحزبية، والثالث أن تتحول لجماعات ضغط حتى تتحقق أهداف الثورة .
واعتبر أن كل هذه الاحتمالات حدثت بالفعل لهذه الحركات ، مثل اختفاء حملة طرق الأبواب، وانخراط شباب الثورة في تأسيس أحزاب سياسية أو الانضمام لبعض الأحزاب، وانقسام بعض الحركات كحركة 6 أبريل التي تحول جزء منها لحزب سياسي والجزء الآخر ظل جماعة ضغط .
يذكر أن كتاب "ثورة 25 يناير ..قراءة أولية ورؤية مستقبلية" شارك في كتابة أبحاثه 25 باحثا، وحرره الدكتور عمرو ربيع هاشم، ونفدت طباعاته الثلاثة الأولى .