استمرت أزمة اختفاء أنابيب البوتاجاز بالمحافظات، أمس، وسط تصريحات ووعود من المسئولين بقرب إنهائها، وهو ما ظهر جليا فى محافظة دمياط، والتى شهدت مستودعات الأنابيب بها ازدحاما شديدا من المواطنين، انتظارا لوصول سيارات الأنابيب، وهو ما تزامن مع تخفيض حصص المستودعات بشكل ملحوظ، من ثلاث سيارات فى اليوم إلى سيارة واحدة. من جهة أخرى واصل رجال مباحث التموين حملاتهم المكثفة، لضبط مهربى أنابيب البوتاجاز، وتمكنت مباحث التموين من ضبط سيارة ربع نقل محملة بأنابيب البوتاجاز قبل تهريبها وبيعها فى السوق السوداء.
كما تجددت الأزمة فى محافظة كفر الشيخ، رغم قيام مديرية التموين بضخ 20 ألف طن خلال الأسبوع الماضى، ورغم وجود مصنعين للتعبئة أحدهما ببلطيم والآخر بدسوق، إضافة إلى دخول الغاز الطبيعى للمنازل بمدينتى دسوق وكفر الشيخ وبلطيم، فإن مشهد الطوابير لا ينتهى، بعد أن وصل سعر الأسطوانة إلى 25 جنيها.
وأكد المهندس هشام كامل وكيل وزارة التموين بالمحافظة، أن مشكله البوتاجاز ستنتهى خلال الأسبوع الحالى، عندما تصل الكميه الإضافية التى وعدت بها وزارة البترول وهى 80 ألف طن. وشهدت قرى مركز إطسا فى الفيوم، زحاما من المواطنين على المستودعات، للحصول على أنبوبة.
وقال عبدالناصر أبوراتب، إن سعر أسطوانة البوتاجاز وصل إلى 30 جنيها، وعلى الرغم من أن الأزمة فى بندر إطسا بدأت فى الانفراج نسبيا، فإن السوق السوداء لا تزال هى المسيطرة على المشهد.
وفى مركز سنورس تواصلت الأزمة، وقامت الوحدة المحلية بجمع البطاقات الشخصية للمواطنين لحجز أسطوانة واحدة لكل أسرة، كما يقول أحمد مصطفى أحد أبناء المركز.
وفى أسيوط، تظاهر العشرات من شباب الخريجين العاملين بمشروع توزيع أنابيب البوتاجاز، أمام ديوان عام المحافظة، بعد أن أغلقوا الطريق بسياراتهم احتجاجا على قيام مستودعات البوتاجاز ومديرية التموين، باستقطاع جزء من الحصة المقررة لهم مما يهددهم بالسجن لعدم قدرتهم على الوفاء بالمديونيات.
وأكد محمد بدر منسق ائتلاف شباب الخريجين، أنهم يحصلون على 60 أسطوانة من المستودع بمبلغ أربعة جنيهات، مقابل توصيلها إلى الأهالى بسيارات مشروع شباب الخريجين، تحت إشراف مديرية التموين والمحافظة مقابل 5 جنيهات، وأن مديرية التموين خفضت الحصة إلى 30 أسطوانة فقط، كما قامت بتحرير محاضر ضدهم، ما يهدد بتوقف المشروع ودخولهم السجن، بسبب الديون والأقساط التى يلتزمون بدفعها للصندوق الاجتماعى ممول المشروع.
من جانبه قال اللواء السيد البرعى محافظ أسيوط، أن مديرية التموين قامت بتخفيض حصة مشروعات شباب الخريجين، بعد تعدد الشكاوى من الأهالى، والتى تفيد قيام سيارات شباب الخريجين ببيع أسطوانات الغاز بمبالغ تصل إلى 30 جنيها، بالمخالفة لشروط التعاقد مع المحافظة والصندوق الاجتماعى للتنمية.
وأضاف محافظ أسيوط أنه عقد اجتماعا مع بعض شباب الخريجين المستفيدين من المشروع، وبحضور سيد الباجى وكيل مديرية التموين بأسيوط، للموافقة على تخفيض الحصة وإضافتها إلى المناطق المحرومة، مع تخفيض السعر للشباب المستفيدين من أربعة جنيهات إلى 3 جنيهات فقط.
وفى السياق نفسه، أعلن فكرى قورة وكيل وزارة التموين بالقليوبية، حدوث انفراجة فى أزمة البوتاجاز بالمحافظة، بعد موافقة وزير التموين على مذكرة الدكتور عادل زايد محافظ القليوبية، ودعم المحافظة ب256 ألف أسطوانة منزلية إضافية خلال الفترة الماضية، مما كان له الأثر فى الحد من أزمة الزحام على مستودعات الأنابيب.
من ناحية أخرى، قال رئيس شعبة المستودعات البترولية حسام عرفات إن أزمة أسطوانات البوتاجاز بدأت فى الانحسار النسبى، بعد ضخ وزارة التموين والتجارة الداخلية كميات من الغاز لمواجهة الأزمة، يأتى ذلك فى ظل شكوى المواطنين المستمرة من ارتفاع أسعار الأسطوانات، التى انخفضت مع الباعة الجائلين إلى 25 و30 جنيها حسب عدد الطوابق.
وأضاف عرفات ل«الشروق» أن «المشكلة الآن ترجع إلى تكالب المواطنين على السلعة، وتوجيه الأسطوانات المنزلية إلى الأغراض التجارية ومزارع الدواجن وقمائن الطوب».
وأشار رئيس الشعبة إلى أن الأزمة بدأت فى الانحسار النسبى بعد زيادة نسبة التوريد للمستودعات، وسيتم القضاء على الأزمة نهائيا خلال عدة أيام.
ومن جهته قال مدير عام الرقابة على التوزيع بوزارة التموين والتجارة الداخلية فتحى عبدالعزيز، فى تصريحات سابقة ل«الشروق» إن الوزارة ضخت 15 ألف طن بوتاجاز منذ بداية الموسم الشتوى أى ما يوازى 1.3 مليون أسطوانة يوميا.
يأتى ذلك فى ظل استمرار أزمة البوتاجاز بمعظم أحياء القاهرة الكبيرة، وتشهد المستودعات العديد من المشاجرات بين الأهالى وبعضهم البعض وبينهم وبين أصحاب المستودعات. واشتكى الأهالى من عدم توافر الأسطوانات بمستودعات الغاز، متهمين فى الوقت نفسه أصحاب المستودعات بالتواطؤ مع الباعة الجائلين (السريحة) وحجب الأسطوانات عن المواطنين.
وقال ناصر عبدالهادى موظف بالطالبية إن أسعار الأسطوانات بدأت تنخفض مع الباعة الجائلين، حيث تراجع سعر الأسطوانة من 45 و50 جنيها إلى 25 و30 جنيها حسب عدد الطوابق التى يصعدها البائع.
شارك في التغطية: محمود العربى وحلمى ياسين ومحمد نصار وميشيل عبدالله ويونس درويش وحسن صالح.