توقع محمود أبوزيد رئيس الهيئة الدولية لخدمات المناخ، أن تتعرض السواحل الشمالية لمصر لموجات شبيهة ب"تسونامي" تؤدي إلى ارتفاع منسوب مياه البحر في السواحل الشمالية للدلتا أو حدوث نوات حادة من ارتفاع منسوب مياه البحر . وأكد أبوزيد - في تصريحات صحفية أمس على هامش اجتماعات مؤتمر التغيرات المناخية المنعقد في جنوب أفريقيا - أهمية وضع خرائط مناخية توضح المساحات المهددة بارتفاع منسوب البحر المتوسط لاتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية الأراضي الزراعية في هذه المناطق ومنع تدهورها .
ولفت إلى أن انخفاض إيرادات نهر النيل سيؤدي أيضا إلى انخفاض قدرة محطات توليد الكهرباء المقامة على امتداد نهر النيل في مصر أو دول أعالي نهر النيل .
وقال أبو زيد إنه من المتوقع زيادة الاحتياجات المائية للمحاصيل الزراعية بنسبة تصل إلى أكثر من 20 % ، مطالبا بسرعة وضع برامج لها الأولوية لمواجهة هذه الظاهرة من خلال تكثيف الجهود البحثية لمراكز البحوث العلمية في مصر لاستنباط سلالات جديدة تتحمل الملوحة والجفاف ، وتغيير مواعيد الزراعة والري بمختلف المناطق .
وأضاف أن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية ستقوم بتنفيذ برنامج للتعاون مع 70 دولة أفريقية منها مصر لإنشاء محطات للتنبؤ بالتغيرات المناخية من خلال الاستعانة بالأقمار الصناعية والمحطات الفضائية مثل وكالة (ناسا) لتحويل النماذج العالمية إلى "إقليمية" تساعد في تنفيذ مشروعات للتكيف مع التغيرات المناخية .
وحذر المشاركون في اجتماعات التغيرات المناخية ، من الآثار السلبية التي ستتعرض لها الدول النامية ومنها مصر بسبب ارتفاع درجة الحرارة بمقدار درجتين، مشيرين إلى أن ارتفاع الحرارة يتطلب مراجعة الخطط المائية لهذه الدول لمواجهة تحديات المناخ .
وكشف بيان صحفي أصدره المؤتمر عن ضرورة أن تتضمن الخطط التنفيذية للدول النامية 4 أولويات خلال السنوات الأربعة القادمة هي ملفات الصحة والغذاء والمياه والكوارث، مشيرا إلى أن المنظمة العالمية للأرصاد الدولية طلبت من الدول المانحة اعتماد 75 مليار دولار سنويا لمواجهة الآثار السلبية للمناخ في المجالات الأربعة ، خاصة في الدول الأفريقية الأكثر تضررا من الظاهرة .
وأشارت وثيقة رسمية للمؤتمر تم عرضها خلال الجلسات الفنية لمنظمات المجتمع المدني، إلى أنه تم رصد 37 مدينة أفريقية هي الأكثر تعرضا لمخاطر ارتفاع منسوب مياه البحر وهي الإسكندرية وتونس والجزائر وطرابلس "منطقة البحر المتوسط" ، وأخرى في المنطقة المطلة على المحيط الهندي .
وأوضحت الوثيقة أن مناطق البحيرات الشمالية في دلتا نهر النيل في مصر من المناطق الأكثر تضررا بسبب التغيرات المناخية، بالإضافة إلى تعرضها لمخاطر تداخل مياه البحر مع مياه الخزان الجوفي، مما يؤدي إلى ارتفاع معدلات الملوحة في التربة وتدهور انتاجيتها الزراعية .
