اختلفت الأسباب والدوافع التى جعلت الناخبين يقفون فى طوابير الانتخاب على مدى ساعات لكن فى النهاية مرت المرحلة الأولى من الانتخابات فى مشهد حضارى، امتدت فيه طوابير لنحو كيلو متر فى معظم الدوائر. يحى جمال أحد الناخبين بمنطقة الشرابية بالدائرة الأولى بالقاهرة قال ل«الشروق»إن سبب مشاركته فى الانتخابات هو رغبته الشديدة فى المشاركة فى أول برلمان حقيقى للشعب المصرى بعد ثورة 25 يناير التى أسقطت نظام الرئيس المخلوع مبارك ورموز نظامه من الحزب الوطنى المنحل الذى اختفى وجوده تماما من هذه الانتخابات وهذا على غير العادة بعد أن تم حله بسبب تورطه فى إفساد الحياة السياسية لسنوات طويلة.
وقال أيمن رمضان أحد شباب الثورة وأحد الناخبين بمنطقة شبرا مصر بنفس الدائرة انه حرص على المشاركة فى الانتخابات منذ الساعات الأولى من فتح أبواب التصويت بالجان الانتخابية، وظل أكثر من ساعتين يقف فى طابور الناخبين أمام مقر لجنة الانتخابية، حتى يتمتع بممارسة العمل السياسى والحياة السياسية فى بلده الذى حرم منها وغيره من الشعب المصرى خلال فترة النظام السابق للرئيس المخلوع مبارك فى الحكم.
وأضاف رمضان أن السنوات الماضية شهدت تزويرا لإرادة ورغبة المواطن فى الصندوق الانتخابى مما أدى إلى عدم رغبة فى المشاركة فى الحياة السياسية وإحجامه عنها سنوات مضت بسبب شعوره بأن صوته لا يصل لمن يستحقه ولا يصل لمن يعطيه له، بالإضافة شعوره بالظلم بسبب تزوير إرادته الحقيقية فى الانتخابات. فيما ذهب ياسين غازى احد المواطنين الذين ليس لديهم انتماء لأى تيار أو حزب سياسى معين إلى انه قام بالمشاركة فى الانتخابات فى دائرته بشبرا، لأن الانتخابات من وجهة نظره ستكون الخطوة الأولى فى طريق الاستقرار للبلاد، وستكون احد العوامل التى ستنهى الاعتصامات والمظاهرات التى شهدتها معظم محافظات الجمهورية، وستعمل على عودة الأمن الذى غاب الأيام الماضية بشكل ملحوظ عن حماية المواطنين من الخارجين عن القانون «البلطجية»، بالإضافة إلى عودة عجلة الإنتاج من جديد لمصر حسب قوله.
ولكن الحاجة فاطمة عبدالخالق التى تبلغ من العمر 69 عاما أكدت ل«الشروق» أنها شاركت فى الانتخابات حتى لا تدفع الغرامة التى نصت قواعد وقرارات اللجنة العليا للانتخابات والتى نص على أن المواطن الذى يحجم عن الإدلاء بصوته فى الانتخابات سيدفع غرامة مالية وقدرها (500) جنيه قائلة: «أنا رحت انتخبت علشان ما أدفعش الغرامة اللى بيقولوا عليها انى اللى مش هيصوت فى الانتخابات هيدفعها، هى الحكومة اديتنا كام ولا ايه قبل كده علشان احنا ندفعولها 500 جنيه غرامة».
ونوهت فاطمة إلى انه لم يكن لديها أى خلفية عن أى مرشح بالدائرة التى قامت بالانتخاب بها بمنطقة الشرابية التابعة لدائرة القاهرة الأولى ولكنها قامت بالتصويت فى الصندوق الانتخابى كما قال لها أحد أنصار مرشحى الإخوان المسلمين الذين يصطفون أمام مقر لجنتها لتوعية الناخبين وحسهم على التصويت لمرشحى قائمة حزبهم الحرية والعدالة التابع للجماعة.
بينما أوضح الشيخ احمد السيد أن السبب الأساسى والدافع الحقيقى الذى خرج من أجله للإدلاء بصوته فى الانتخابات هو تأييد ومناصرة لأحد مرشحى حزبه من التيار السلفى، مضيفا انه خرج من منزله منذ قبل فتح أبواب اللجان الانتخابية للتصويت فى الانتخابات وحتى غلقها لمساندة مرشحه السلفى وحشد المواطنين له لكى يفوز بأحد مقاعد البرلمان المقبل كى يمكنه ذلك من المطالبة بتطبيق الشريعة الإسلامية أثناء وجوده بالبرلمان ولكى لا يسيطر العلمانيون والليبراليون على وضع الدستور وإدارة الدولة فى المرحلة المقبلة.