واصل أمس المئات من أهالى دمياط حصارهم لمصنع الأسمدة بالمنطقة الصناعية بميناء دمياط ومنعوا دخول أو خروج العاملين بالمصنع، وفى الوقت الذى أكد فيه المتظاهرون المطالبون بإزالة المصنع إصابتهم بالأمراض ونفوق الحيوانات وهلاك المزروعات فى المناطق المحيطة بالمصنع نتيجة نشاطه ومخالفته الاشتراطات البيئية والصحية، واصل على جانب آخر العاملون بالمصنع اعتصامهم أمام مجلس الوزراء اعتراضا على قرار المجلس العسكرى بإغلاق المصنع. فيما أكد رئيس مجلس إدارة شركة مصر لإنتاج الأسمدة «موبكو» أن الشركة وطنية تعمل على دعم الاقتصاد الوطنى، وتحرص على سلامة المواطن المصرى وأن الشركات الحكومية المصرية تمتلك 71% من أسهم الشركة و3 % لشركة سعودية و26 % لشركة كندية نافيا أن يكون رأس مال الشركة أجنبيا.
مصدر حكومى رفيع ربط مظاهرات المواطنين ضد المصنع بمحاولات ضرب الاستقرار والأمن فى الشارع المصرى، بهدف إلغاء أو تأجيل الانتخابات المقبلة، والتى تعد بداية حقيقية للانتقال نحو الديمقراطية والاستقرار فى البلاد.
وقال المصدر الذى اشترط عدم الكشف عن هويته إنه لا يجب أن ننظر لهذه المظاهرات فى دمياط بعيدا عن سلسلة الأحداث المدبرة التى تعرضت لها مصر خلال الفترة الماضية ومنها أحداث ماسبيرو، ومحاولات خلق فتنة طائفية وأحداث بلطيم والصعيد، خاصة أن المصنع يعمل منذ 3 سنوات دون اعتراض من أحد.
وقال هيثم يسرى أحد أبناء مدينة دمياط، إن «مشكلة المصنع تحولت إلى مزايدة سياسية انتخابية رخيصة على حساب مصلحة البلد،وكل طرف يحاول خداع المواطنين بإيهامهم أنه الأكثر وطنية وحرصا على سلامتهم».
وأكد مصدر بالغرف التجارية أن مدينة دمياط التى تعد قلعة صناعية «أصيبت بحالة شلل تام، بعد توقف ميناء دمياط عن العمل بسبب المظاهرات المعترضة على المصنع، وتوقفت على إثرها دخول الأخشاب من الميناء إلى مصانع المدينة، وكذلك توقف حركة التصدير.. ببساطة دمياط تتعرض للخراب».
وكان عصام سلطان نائب رئيس حزب الوسط والمرشح على رأس قائمة حزب الوسط لمجلس الشعب بدمياط أكد أنه مع حق شعب دمياط فى التصدى للأضرار الناجمة عن تشغيل مصنع «موبكو للبتروكيماويات» بالمنطقة الصناعية بميناء دمياط ولكن بالطرق السلمية والقانونية.
وشدد سلطان على أنه يرفض قطع الطرق وتعطيل مصالح المواطنين وتعطيل مرفق ميناء دمياط أحد أهم مصادر الدخل القومى، وطالب جميع القوى السياسية والحزبية بدمياط بمساندته فى قضيته ضد «أجريوم».
أضاف أنه مستمر حتى النهاية فى القضية التى رفعها على مصنع اجريوم وموبكو، وأن حكم المحكمة فى قضية مصنعى اجريوم وموبكو سيكون 20 نوفمبر القادم، وتمنى سلطان أن يتغاضى المجتمع عن الخلافات الشخصية ولو مرة واحدة، ويقفون صفا واحدا من أجل مصلحة دمياط.
وحصلت «الشروق» على صورة من نتائج قياسات معهد «التبين» للاشتراطات البيئية لمصنع شركة مصر لإنتاج الأسمدة «موبكو» والتى أثبتت أن جميع النتائج متوافقة مع الحدود المسموح بها فى قانون البيئة رقم 1994 4 ولائحته التنفيذية رقم 01741- 2005.
وقال الكيميائى حمدى يوسف رئيس مجلس إدارة شركة «موبكو» أن المصنع مثل العديد من المصانع التى تعمل فى مصر منذ عشرات السنين، بل وبتكنولوجيا احدث وأكثر ضمانا لسلامة البيئة، وهناك كثير من نوعية هذا المصنع فى العديد من دول العالم.
وأضاف رئيس الشركة فى تصريحات ل«الشروق» أن استثمارات المصنع وصلت إلى مليارى جنيه، وكان منتظر لها أن تصل إلى 17 مليار جنيه بعد التوسعات، ويحقق المصنع إيرادا سنويا بعد التشغيل يصل إلى 1.2 مليار دولار سنويا، وبه 4800 عامل حاليا فى مرحلة الإنشاءات، وسوف يحقق 1050 فرصة عمل مباشرة ودائمة، و2000 فرصة عمل غير مباشرة، وهو كغيره من المصانع المتركزة فى اليابان والصين لإنتاج اليوريا، وبتكنولوجيا ألمانية تحقق اشتراطات بيئية وصحية أعلى من الاشتراطات المصرية
وأضاف يوسف أن مصانع الأسمدة تنتشر فى جميع أنحاء العالم، وفى أكثر البلدان تقدما مثل مصنع «SKW hckstoffwerkePiesteritzGMbH» بألمانيا ومصنع YARA بإيطاليا ومصنع Fertiberia باسبانيا ومصنع YARA بهولندا ومصنع Anhui Total ومصنع Sichuan Total بالصين ومصنع Mitsui Toatsu Chem باليابان ومصنع CF Industries ومصنع Koch Nitrogen Co. ومصنع PCS Nitrogen Inc. بالولايات المتحدةالامريكية.
وأكد يوسف أن الشركة تلتزم بالمشاركة الاجتماعية، حيث أنها تعد جزءا من نسيج محافظة دمياط، ولذلك تضع الشركة أولوية قصوى لتعيين أبناء دمياط من أجل رفع مستوى المعيشة والقضاء على البطالة، فعدد العمالة بها 625 عاملا منهم 321 عاملا من دمياط أى أكثر من 50% من العمالة بالشركة من أبناء دمياط.
كما تقوم الشركة ببناء مصنع لتدوير القمامة والمخلفات بأبوجريدة بفارسكور بتكلفة 25.5 مليون جنيه مصرى بالتعاقد مع الهيئة القومية للإنتاج الحربى مما يوفر بيئة نظيفة وخالية من القمامة بمحافظة دمياط