نددت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان اليوم الثلاثاء، بتوالي الأعمال القمعية ضد حرية الرأي والتعبير في سوريا، رغم القرارات التي اتخذتها جامعة الدول العربية بتعليق عضويتها في مجلس الجامعة، معبرة عن أسفها الشديد للوضع التي وصلت إليه الحريات في سوريا. اقتحام مراكز الإبداع وحرق الكتب
ففي بيان للشبكة ذكرت تفاصيل التجاوزات الأمنية للنظام السوري ففي 13 من نوفمبر الجاري اقتحمت قوات الأمن السورية صالة”ألفا” للفنون في محافظة السويداء وقامت بحرق الكتب الموجودة في المكتبة وبتخريب الأعمال الفنية المعروضة في داخلها. وتعود الصالة للفنان التشكيلي سعيد ارشيد، المعروف بدعمه للتحركات الشعبية المعارضة، وكانت تستعد لفتح أبوابها أمام زوارها بمناسبة معرضها الدوري. بعد ذلك توجهت العناصر الأمنية إلى مكتبة “المزرعة” لصاحبها محمد بركة، وهو عضو في “إعلان دمشق” و ناشط سياسي معارض، فقام أصحاب المحلات المجاورة بتشكيل طوقاً حول المكتبة وتمكنوا من منع العناصر الأمنية من إلحاق أي ضررٍ فيه. محاكمة نشطاء وفي نفس اليوم، عقدت محكمة بداية الجزاء برأس العين – الحسكة جلسة محاكمة لكلاً من المحامي محمد سليمان خليل، أمين سر المنظمة الكردية للدفاع عن حقوق الإنسان والحريات العامة في سوريا، والمحامي سليمان محمد إسماعيل، عضو مجلس إدارة اللجنة الكردية لحقوق الإنسان في سوريا “الراصد”، والمحامين علي عبد الله كولو، عبد الوهاب جميل محمد، عبد الماجد إبراهيم علو، إسماعيل محمود عليكو، أكرم محي الدين معمو، ومحمد عيسى محمد علي أحمد، وذلك بجرم التظاهر بدون ترخيص والتحريض على التظاهر وتحقير وذم وقدح رئيس الدولة وكيانها، وقد تم تأجيل جلسة المحاكمة إلي 30 نوفمبر. استمرار قتل المتظاهرين ياتي هذا وسط استمرار قتل المتظاهرين، وكان آخرها مقتل 22 مدنيا برصاص قوات الأمن بينهم 12 في حماة و7 في حمص وفتى في دير الزور وآخران في درعا وريف ادلب”لأنهم كانوا يرددون هتافات ضد النظام داخل تظاهرة مؤيدة كانت تندد بقرار الجامعة تعليق مشاركة سوريا. استهداف المدونين فقد اختفت لينا إبراهيم الصحفية بصحيفة “تشرين” منذ أوائل هذا الشهر بعد أن شوهدت وهي خارجة من منزلها ولم تظهر مرة أخري ومازال مصيرها مجهولا إلي الآن، كما فقد المراسل المستقل وائل يوسف أباظة في 25 أكتوبر الماضي في دمشق, فيما اختفى المدون المعروف حسين غرير بعد مغادرة منزله في الثاني من نفس الشهر وكان “غرير” قد اختفى بعد مغادرة منزله وما زالت ظروف توقيفه ووضعه ومكان وجوده مجهولة، وقبل اختفائه كتب على مدونته “الصمت لا ينفعنا بعد اليوم..لا نريد بلادا نسجن فيها لتفوهنا بكلمة.. نريد بلادا تحتضن وترحب بالكلام“. وقالت الشبكة العربية :”إن الوضع في سوريا أصبح كارثي، فيسقط يوميا عشرات المتظاهرين المطالبين برحيل نظام فقد شرعيته، ويتم استهداف المعارضين وأصحاب الرأي من خلال عمليات الاعتقال المستمرة والمحاكمات الغير عادلة”،وكذلك لم تسلم مراكز الإبداع من بطش أجهزة امن الديكتاتور، معبرة عن قلقها لما وصلت إليه حرية الرأي والتعبير والحملات المنظمة ضدها. وأضافت الشبكة العربية انه علي الدول العربية والمجتمع الدولي الضغط أكثر لتحرير الشعب السوري من هذا الديكتاتور التي لم يترك أي إجراء قمعي إلا واستخدمه في محاولة لإيقاف ثورة الشعب السوري.